الحكاية ليست في موسكو!
رأي مسار
لم تكن الفصائل الفلسطينية بحاجة إلى الذهاب لموسكو من أجل التفاهم على حكومة تكنوقراط.. يجري التداول بشأنها على أعلى المستويات الدولية، والتي تم التمهيد لولادتها بقبول استقالة الدكتور محمد اشتية، دون تسمية بديل له، انتظاراً لما سيسفر عنه المخاض الجاري لتأمين نصاب سياسي يؤيدها إن لم يشارك كله فيها.
حكومة التكنوقراط التي طُرحت في الأساس لتجنب إحراج استبعاد مشاركة حماس في الوضع القيادي الرسمي، فيما يوصف باليوم التالي لتوقف الحرب على غزة، لن تقدم ولن تؤخر في مجال ما هو أهم أي إنهاء الانقسام، وبلورة توافق وطني شامل تكون حركتا حماس والجهاد الإسلامي جزءً منه، لماذا؟ لأن المشكلة ليست في تعيين وزراء ترضى عنهم الفصائل، وإنما في الأساس السياسي الذي تُبنى عليه الصيغة الفلسطينية، التي تجسد إجماعاً وطنياً حول النظام السياسي المفترض أن يتبلور من أجل وحدة الوطن والشعب، وهذا لن يكون إلا إذا عبرت حماس والجهاد الممر الإجباري لذلك وهو منظمة التحرير.
الرئيس عباس طرح الشروط التي لن يتراجع عنها، وهي موافقة الجميع على برنامجٍ واحد وسلاحٍ واحد وقرارٍ واحد، والتزامٍ بما التزمت به منظمة التحرير. وهذا بيت القصيد، فهل توافق الفصائل جميعاً على هذه الشروط التي لا يريدها الرئيس عباس فقط، وإنما العالم كله؟ أم يُكتَفي بكلامٍ إيجابي عن حكومة تكنوقراط لها وظيفة إدارية بعيداً عن السياسة وقراراتها، وهذا أسهل ما يمكن تحقيقه حتى لو بدا صعباً.
هذه هي الحكاية من أصلها، سواءً تمت الاجتماعات في موسكو أو الجزائر أو القاهرة، أو في أي مكان، بل إن هذا هو مقياس جدية النجاح فيما يجري من حوار في موسكو.