حصان طروادة

{title}
أخبار الأردن -

أيمن الروسان 

في ظل عدم اليقين ارى ان الحالة القادمة معقدة لمشهد ميداني متسارع ومقترن بتحركات سياسية دؤوبه بهدنة لن تفي بشروط طرفيها لكنها عامل من عوامل وقف الحرب اضافة لعوامل الضغط الدولي والامريكي والحل السياسي وعدم قدرة الداخل الاسرائيلي تحمل الخسائر وحالة انهاك الجنود من طول فترة الحرب والاهم عدم تحقيق انجاز على اي صعيد امام نزوح الالاف من مستوطني الغلاف . ان استمرار القتل والتدمير الذي ينتهجه جيش الكيان الغاشم انحدر الى حضيض الاخلاق  ليستعيد الردع المسلوب وليشمل رفح بتكوينها الديمغرافي الحالي لهو خسارة تراكمية لسمعتها السياسية وتعمق حالة العزلة ورهان بلا ضمان بمغامرة غير محسوبة.
   قد تطول الحرب طامحا هذا الكيان تطبيع بالمجان واسترداد اسراه بلا اثمان محاولا فرض مناطق عازلة و انشاء مستوطنات جديدة وتهجير بفرض سياسة الامر الواقع ، ايضا تقليص مساحة وسكان القطاع محاولا السيطرة على محور صلاح الدين "حصان طروادة" المؤدي لتعليق اتفاقيتها وملحقها الامني مع مصر ، امام شراكة ضمنية وفيتو امريكي باستمرار الحرب . لتضرب امريكا عصفورين بحجر  الخلاص من يمين اسرائيلي متطرف تدفعه لمصيره بحرب بلا طائل والخلاص من مقاومة مسلحة لتهيئة اجواء سياسية تلبي مصالحها في المنطقة . على عكسها يقف العالم اليوم صفا واحدا ضد معركة رفح لانها معركة لها ضوابط المعاهدة مع مصر و الكتلة السكانية الكبيرة المعرضة للتقتيل العشوائي ، لذا على الكيان الاسرائيلي اجلائها اولا وموافقة مصر ثانيا لتجعله مترددا لعدم تاكده من تحقيق انجاز ومن حجم الخسائر المتوقعة تُجيش العالم ضده .. ولفرض واقع جديد وعلى الاغلب سيشن هجوما سريعا و محدودا على اهداف منتخبة على الانفاق والمعالم الرئيسية محاولا دفع الناس باتجاه المحور متاملا بعدها قبول تسوية ثم هدنه ثم تمييع الحالة امريكيا . 
   الحسم للميدان والمواجهة الفاعلة للمقاومة وشن حرب استنزاف طويلة ، فليس لديها ما تخسرة بعد خراب غزة . على ابناء فلسطين نبذ الخلاف واستثمار صمود المقاومة بتشكيل قيادة موحدة وحكومة وطنية مؤقتة .. لو ان هذة الحرب شاركت فيها كل القوى الفلسطينية لأتت اوكلها ضعفين وشتان بين مقاومة كطريق للتحرر اعادت القضية لمحور الاهتمام وسلام بمفاوضات ادى الى سلطة بلا سلطة.   حسابات النصر والخسارة بحروب التحرر من نير الاحتلال تقول ؛ انه اذا لم تسمح المقاومة لعدوها من تحقيق اهدافه فهي بواقع الامر بثباتها منتصرة .. باذن الله تعالى . ما يجري حاليا هو عدم قدرة اي طرف على توجيه ضربة قاضية للطرف الاخر ، انما كسب معارك في حرب مضنية .

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير