تمكين المرأة واقع لا يشبه المفهوم
نيڨين العياصرة
لم اعتاد أن اسمع فقط، بل اعتدت التحليل لأستطيع الكتابة عن واقع لا يشبه الهدف أو المفهوم الحقيقي لتمكين المرأه الموجود في خطط وزارات ومسارات رؤية التحديث الإقتصادي والسياسي والإداري ، والذي أصبح الواجهه لنشاط النساء في المحافظات الأردنية.
وبالكاد ابتسم عندما اقارن تعريف تمكين المرأة المقتنعه به كسيدة مثقفة ل كايت لانغ والذي عرفته" انه عملية تغيير شامل للعمليات المسؤولة عن رفع مكانة المرأة في المجتمع بمساعدة الدولة والمجتمع ودعمها"، وبين ما تشاهده عيني لتمكين آخر.
هذا التمكين الآخر الموجود في محافظاتنا الأردنية الذي انحصر تطبيقه على الجمعيات والمنظمات الداعمة لمفهومه الموجود في الخطط، والذي تمثل بتمكينها الاقتصادي الذي يتمثل بصناعة المنتج الحرفي أو الاكله التقليدية، والحواضر الشعبية مثل اللبنه والمقدوس ومرطبان المخلل.
والملفت عند حضور أي مسؤول للمحافظات ومنها محافظتي جرش، لابد أن تكون المرأة المتمكنة بصناعة دحابير اللبنه في استقباله،وكثيرا ما كنت أبحث عن المرأة القيادية لأجدها في الصفوف الأخيرة وقد لا أجدها! هذا ما دعاني للبحث عن تمكين موجود بوحدة في بلديات القرى والأرياف والمحافظات يهدف لتطوير مشاريع كصناعةالمخلل واللبنه، وتجفيف الزعتر، ولف ورق العنب، وتطريز الثوب التقليدي وما شابه وتدعمه وزارة السياحة والزراعة والثقافة والإدارة المحلية.
والسؤال المهم هو لماذا تتوجه سيدات الأردن لمثل هذا التمكين؟ لكانت البطالة هي السبب، ولأن حكوماتنا المتتالية لم توفر للمرأة المكانة التي تليق بها وبمؤهلاتها، فلجئت للبازرات والجمعيات باحثة عن باب رزق لها، ولكنها لو وجدت فرصة عمل أنسب لما قبلت أن تجلس خلف الطاولة لتبيع ورق العنب بالحبة،وهذه رسالة لمن يسعى حقا لرفعة المرأة الأردنية أن يغير من معنى التمكين تجاه مشاريع زراعية، صناعية، ثقافية، تتناسب وقدراتها، وتساعدها على تنفيذ خططها والتي إن حُققت، سرنا تجاه رفعتها حقًا.
ولابد أن أنفث رأيي الصارم أن تمكين المرأة ساهَم في اضعافها، ولننتبه للقليل من النساء القياديات المتمكنات سياسيا مقارنة بأعداد تتزايد على طاولات البازار المتنوعة!
انا لا أجيد صناعة المقدوس والمكموره ولكني أجيد تطريز الكلمات بشتى اللهجات واللغات للعالم ، ولدي الكثير من الخطط لمشاريع زراعية ثقافية إبداعية لتطوير المرأة الريفية، وكثر من هن مثلي في زمن الحاجة الملحة لتمكين الإبداع والابتكار وتوظيفه، وعلى المهتم أن يعيد ترتيب الطاولة ليفسر لنا معنى التمكين حقًا.