انطلاق المراجعة الوطنية الشاملة لإعلان ومنهاج عمل بيجين

انطلاق المراجعة الوطنية الشاملة لإعلان ومنهاج عمل بيجين

أطلقت اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، بالتعاون مع اللجنة الوزارية لتمكين المرأة، اليوم الثلاثاء، فعاليات الورشة الوطنية للمراجعة الشاملة السادسة للتقدّم المحرز في تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين؛ بهدف اعداد التقرير الوطني الطوعي "تقرير بيجين +30".
ويُشارك في الورشة الوطنية، التي تستمر يومين، مؤسسات رسمية وغير رسمية، والجهات ذات العلاقة بمجال تعزيز حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ومنظمات مجتمع مدني، وممثلون عن مجلسي النواب والأعيان والنقابات والأحزاب ومختلف القطاعات الوطنية ذات الصلة.


وسيعد التقرير الوطني بنهج تشاركي، من خلال تشكيل مجموعات العمل ضمن المحاور الـ 6 المحددة في المذكرة التوجيهية للمراجعات الشاملة على المستوى الوطني، بحيث يعكس التقرير الأولويات الوطنية ويكون مرجعا لجميع الجهات المعنية بمجال تعزيز وحماية حقوق الانسان وحقوق المرأة.


وأكّدت وزيرة التنمية الاجتماعية رئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة، وفاء بني مصطفى، خلال رعايتها إطلاق الفعاليات، أهمية النهج المتبع في إجراء المراجعات الشاملة لمنهاج عمل بيجين، بشراكة جميع الوزارات والمؤسسات الوطنية والشركاء من مؤسسات المجتمع المدني.


وشدّدت، على أنه لا يمكن التطرق لإنجازات المرأة الأردنية خلال السنوات الماضية، دون التذكير بمعاناة النساء في فلسطين، اللاتي يشكلنّ مع الأطفال غالبية ضحايا حرب الابادة في قطاع غزة.
وأشارت إلى جهود جلالة الملك عبدالله الثاني التي لم تهدأ لوقف العدوان على قطاع غزة، لافتة إلى ما قالته جلالة الملكة رانيا العبدالله أنّ "وقف إطلاق النار مجرد البداية، ويتعيّن علينا أن نباشر بالعملية الصعبة المتمثلة في إعادة الإنسانية، الاعتراف بإنسانية الآخرين والعمل على أساس الترابط العالمي".


وقالت بني مصطفى: "إننا اليوم نقوم بالجهد الوطني بالشراكة مع الجميع، من خلال آلية المراجعة الدورية الشاملة لهذا الاعلان المهم الذي وضع خارطة النساء ومنذ إطلاقه عام 1995"، مشيرة إلى الجهود المتميزة لسمو الأمير بسمة بنت طلال.


ودعت إلى البناء على الجهود الوطنية التي تسير يوماً بعد يوم الى الأمام فيما يتعلق بالمكتسبات التي حققتها المرأة الأردنية.


وأشارت بني مصطفى، إلى الجهود الوطنية في مجال مشاركة النساء في صنع القرار، من خلال إجراء تعديلات دستورية ومكتسبات تشريعية على قانوني الانتخاب والأحزاب التي من شأنها أن تعزز دور المرأة القيادي، وتبوأها للمراكز القيادية في مواقع صنع القرار.


وقالت "نفتخر بكل ما أنجزته المرأة الأردنية، وهذا يدفعنا إلى إجراء مراجعة مستمرة للأولويات التشريعية وما يحتاج منها إلى تطوير وتحسين، لأننا ننظر إلى ما أنجزناه بموضوعية من أجل البناء عليه"
وأضافت "هذا منبعه ايماننا بدور المرأة الأردنية في تقدّم وطننا ونهضته، لأنه لا يمكن أن يتم ذلك من دون إشراك فاعل للمرأة في الميادين كافة والاستفادة من الطاقة الكامنة للنساء الأردنيات عبر اطلاق جهودهنّ، لأن هذا مصلحة وطنية، للوصول إلى المساواة الكاملة لهنّ".


بدورها، قالت الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، مها علي: إن الورشة ستعرض لممثلي المؤسسات الرسمية وغير الرسمية لمنهجية اللجنة في إعداد التقرير الوطني الطوعي السادس "تقرير بيجين +30"، أي بعد مرور 30 عاما على إعلان ومنهاج عمل بيجين الذي صدر عن المؤتمر الرابع للمرأة الذي انعقد سنة 1995 في بكين، وشاركت فيه سمو الأميرة بسمة بنت طلال من خلال ترؤسها للوفد الأردني المشارك بالمؤتمر.


وبيّنت علي، أهمية النهج التشاركي في إعداد التقرير ودعمه بالإحصاءات من الجهات الوطنية الشريكة، والسرعة في تزويد "شؤون المرأة" بملاحظاتها المدعمة بالإحصاءات ما أمكن لإثراء التقرير، خاصة وقد تحققت العديد من الإنجازات على صعيد تمكين المرأة ووصولها لأول مرة لمواقع صنع القرار في بعض القطاعات، فضلا عمّا تحقق من إنجازات تشريعية في مجال تمكين المرأة سياسيا واقتصاديا.


وأوضحت، أن إعداد التقرير يُشكّل فرصة لإطلاق مشاورات واسعة لتقييم مسيرة تمكين المرأة، والآثار المُتحققة من كل إنجاز سواء على صعيد السياسات، وما تشمله من إقرار أو تعديل للتشريعات الوطنية أو إعداد استراتيجيات وبرامج ساهمت في تعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة، وتحديد الأولويات الوطنية التي سيتم العمل عليها في السنوات أل 5 المُقبلة.


أمّا المسؤولة الأولى للشؤون الاجتماعية والمساواة بين الجنسين في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا"، الدكتورة سلمى النمس، فأكّدت أن إطلاق المراجعة الوطنية الشاملة لإعلان ومنهاج عمل بيجين، يؤكّد التزام الأردن بهذه المسيرة المهمة، التي تقع في صلب التنمية المستدامة، واستمرار النهج التشاركي مع الشركاء وأصحاب المصلحة كافة.


وأوضحت ، أن "الإسكوا" أعدّت برنامج عمل تشاركيا شاملا ينفذ بالشراكة مع مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية وجامعة الدول العربية؛ بهدف تقديم الدعم الفني ومواكبة الدول العربية في عمليات تحضير وإعداد التقارير الوطنية للمراجعة الشاملة لإعلان ومنهاج عمل بيجين، والتي سيبنى عليها إعداد "التقرير العربي الموحد حول تنفيذ منهاج عمل بيجين بعد 30 عاما في المنطقة العربية"، الذي سيُرفع بعد اعتماده إلى الدورة 69 للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والمقرر عقدها في شهر آذار عام 2025.


بدروه، أكّد الممثل القطري لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن، نيكولاس بورنيات، أن هذه المراجعة الشاملة تمثل فرصة رائعة لعرض التقدّم المُحرز والنجاح الذي حققه الأردن في ملف تمكين النساء والمساواة بين الجنسين، وحصر التحديات والتراجع الذي حصل في هذا الملف؛ بهدف استشراف وبناء رؤية لمستقبل النساء والفتيات في الأردن.


وأضاف "بينما ننتقل من المراجعة الوطنية إلى المراجعة الإقليمية والعالمية والقمة التي ستعقد العام المقبل، فإن لديكم القدرة على بناء تحالفات جديدة في المنطقة وخارجها بالترتيب لتنشيط الحركة النسائية العالمية وتشكيل رؤية لعالم تكون فيها المعايير المزدوجة بشأن حقوق المرأة شيئاً من الماضي".


ويشكّل إعلان ومنهاج عمل بيجين، أحد الأطر المرجعية لتحليل وضع المرأة حول العالم وتقييم الجهود التي تبذلها الدول لتمكين المرأة، واعتمد عام 1995 عقب اجتماع أكثر من 40 ألف مندوب حكومي وخبير، وممثل عن المجتمع المدني في المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، وهما يجسدان التزام المجتمع الدولي بتحقيق المساواة بين الجنسين وتوفير فرص أفضل للنساء والفتيات.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).