الاخبار العاجلة
الباحث خالد وليد محمود يحصل على الدكتوراه في الفضاء السيبراني وتحولات القوة في العلاقات الدولية

الباحث خالد وليد محمود يحصل على الدكتوراه في "الفضاء السيبراني وتحولات القوة في العلاقات الدولية"

حصل الباحث خالد وليد محمود على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية بتقدير ممتاز عن أطروحته الموسومة ( الفضاء السيبراني وتحولات القوة في العلاقات الدولية) والتي جرت مناقشتها يوم الإثنين 5 فبراير/ شباط 2024 في جامعة بيروت العربية – لبنان. وتشكلت لجنة مناقشة الأطروحة من الأستاذ الدكتور محمد وليد عبد الرحيم مشرفًا رئيسيًا ورئيسًا، وهو أستاذ ورئيس قسم القانون الدولي العام في كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة بيروت العربية. والدكتورة ترتيل تركي الدرويش مشرفًا مشاركًا. وعضوية كلًا من الأستاذ الدكتور كمال شكيب حماد، أستاذ القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية، والأستاذ الدكتور عادل خليفة أستاذ القانون الدولي العام والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، والأستاذ الدكتور حسان حسن الأشمر أستاذ العلوم السياسية من كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية والأمين العام للجمعية العربية للعلوم السياسية، والدكتورة  سناء محمد حمودي أستاذة العلوم السياسية والباحثة في مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

حيث أشادت اللجنة بمستوى الجهد البحثي المميز في الأطروحة التي حاول فيها الباحث إظهار أهمية الفضاء السيبراني بصفته موضوعًا حديثًا في أدبيات العلاقات الدولية بشكل خاص والعلوم الاحتماعية بشكل عام، وعنصرًا مؤثِّرًا على نحو متزايد في تحديد توزيع القوة ومجالًا للتفاعلات الدولية ومسرحًا لكثير من الصراعات، حيث اتخذته الدول والفواعل من غير الدول وسيلةً لتعزيز نفوذها ومضاعفة قوتها وإيجاد ميزات تفوّق أو تأثير في البيئات التشغيلية والمجالات، وذلك بالاندماج والتنسيق بما يحقق أو يدعم إنجاز الأهداف عبر عناصر وأشكال القوة الأخرى.

وقد جاءت الأطروحة التي عمل عليها الباحث من عام 2020 في حوالي 120 ألف كلمة وبلغ عدد صفحاتها 484 شاملة قائمة المراجع، وتوزعت وفق التقسيم الثنائي مع انسجام في الرد على الإشكالية الأساسية المطروحة (إلى أي مدى أسهم الفضاء السيبراني في هندسة شكل جديد للقوة في العلاقات الدولية؟) والتّساؤلات المرتبطة بها.

 تناولت الأطروحة في الباب الأول موضوع الفضاء السيبراني بصفته معطًى جديدًا في حقل العلاقات الدولية، وناقش الطالب في الفصل الأول الإطار المفاهيمي لنشوء الفضاء السيبراني وحلل في الفصل الثاني القوة في العلاقات الدولية ما قبل الفضاء السيبراني وما بعده، وركّز في الباب الثاني على الفضاء السيبراني بوصفه ميدانًا لصراعات القوة الدولية، ضمن فصلين، تناول في الفصل الأول الصراع السيبراني في العلاقات الدولية، وفي الفصل الثاني تصاعد التنافس في مجال القدرات السيبرانية. ثم تلا ذلك خاتمة محكمة تضمنت أبرز النتائج والمقترحات التي توصل إليه الباحث عبر تحليلٍ وموضوعي لمجمل حيثيّات الأطروحة، ووفق إشكاليتها الرئيسة والمناهج المستخدمة.

ودعا الباحث في معرض تقديمه للأطروحة إلى بعض المقترحات مثل  ضرورة الاهتمام بالمفهوم الشامل للفضاء السيبراني، وما يحمله من تساؤلات ممكنة، مع محاولة إيجاد إجابات علمية لتطور هذا الفضاء واتساعه وإزالة الغموض عنه، وبما يعزز من الفهم المتكامل لأبعاده وتأثيراته المختلفة، ويرسخ معرفة واضحة حوله في العلاقات الدولية، وضرورة تأسيس مراكز ومؤسسات بحثية عربيّة، تهتم بتوسيع المعرفة بدراسة الفضاء السيبراني وكيفية توظيفه على النحو الذي يُسهم في تحقيق مصالح الدول السياسية، والاقتصادية، والعسكرية والأمنية. وبما يقدّم من فهمٍ أعمق للترابط المتبادل بين مجالي الفضاء السيبراني والعلوم الاجتماعية والإنسانية عمومًا والعلاقات الدولية والعلوم السياسية على وجه الخصوص.

ونوه أيضًا إلى أهمية تأسيس نموذج عربي لقياس القدرات السيبرانية كخطوة استراتيجية مهمة نحو تعزيز أمن المجتمعات العربية وتعظيم قوتها العسكرية والاقتصادية. وبما يسهم في فهم هذا المجال ذي الأهمية الكبيرة لتحسين الاستراتيجيات الوطنية والسياسات السيبرانية، في ظل تصاعد المواجهة الدولية في فضاءٍ أصبح جزءًا من التفاعلات الدولية، وبعد أن توسّعت وازدادت معدلات التهديدات، وتزايدت الهجمات والجرائم السيبرانية على نحوٍ كبير. فرغم تعدد النماذج بهذا المجال وتنوع مكوناتها، نوّه الباحث بضرورة النظر للقوة السيبرانية في سياق الأهداف الوطنية للدول، لأنه عند مراجعة بعض الأدبيات المتعلقة بالقدرات السيبرانية ونماذج قياس مؤشراتها، وجد أنها تأتي بشكل أساسي من المصادر الغربية ومراكز البحث فيها، وبالتالي؛ تُظهر تحيّزًا ضد صعود قوى جديدة أو ناشئة في الفضاء السيبراني نتيجة مواقف سياسية أو أيديولوجية، أو رغبة واضحة في تعزيز القيم الديمقراطية، وهذا قد يؤدي إلى تفاقم اختلال التوازن في الفهم من جهة، وطرح علامة استفهام على صحة المعطيات من جهة أخرى. ودعا أيضًا إلى ضرورة منح الجامعات والمراكز البحثية العربيّة أهمية للبُعد الأكاديمي لموضوع "السياسة السيبرانية Cyber Politics" بوصفه مساقًا حديثًا لفهم التحولات الكبيرة وموقع القوة السيبرانية منها، عبر توفير إطار تحليلي للتأثيرات السيبرانية وفهم كيفية تطورها، من خلال عصر الرقمنة السريعة والدور المحوري لها في تحديد توجّهات العالم، وبما يوفر أرضية نظرية وإبستمولوجية لفهم أبعاد هذا الفضاء وتمفصلاته، وتأثيره في تحولات القوة على صعيد العلاقات الدولية.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).