أبو علبة: تناغم بين موقف الموقف الرسمي والشارع الأردني
"إن الصوت العربي والأردني، يجب ألا يخفت مع مرور وقت الحرب على غزة، بل على العكس يجب أن يزداد ضغط الشارع رفضاً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، عبر تواصل الوقفات والتحركات الجماهرية ولكن وفق إطار سياسي حقيقي ومنظم، والبحث عن مصادر أكثر إبداعاً في التعبير عن الرأي".
بهذا الحديث، شخصت السياسية والأمين العام الأول لحزب الشعب الديمقراطي الأردني، عبلة أبو علبة، حالة الحراكات الشعبية الأردنية والعربية بشكل عام المتضامنة مع غزة وفلسطين، والمطالبة بوقف الحرب، حيث رأت أن "الحركة الجماهيرية الأردنية لديها وعي سياسي، وتدرك منذ بدء تأسيس المملكة المخاطر التي تحملها الحركة الصهيونية الاستعمارية وتداعياتها على المنطقة".
ولاحظت أبو علبة خلال اللقاء الحواري الذي عقدته منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، في إطار برنامج القضية الفلسطينية، بعنوان: "تقييم الحراك الشعبي الأردني في مناصرة الحرب على غزة للآن”، الخميس 11 كانون الثاني/ يناير 2024، وذلك ضمن السلسلة الثانية لندوات متابعة وتدوين وتوثيق تطورات الحرب في فلسطين، بالتعاون مع منتدى التنمية البشرية والاقتصادية (هدف) في النهضة العربية (أرض)، أن ما حدث خلال الحرب على غزة فرض معادلة جديدة في حالة الحراك الجماهيري الأردني، تكشف بخروج وقفات في مختلف محافظات ومناطق وشوارع المملكة بدون طلب من أي جهة حزبية أو مجتمعية".
ورأت أن الحراك الشعبي الأردني لا يشمل النخب السياسية فقط، إنما يشمل فئات شعبية واجتماعية واسعة أيضاً، مشددة على أهمية أن تكون هذه التحركات مؤطرة ومنظمة لتكون بصورة أنضج وأكثر تأثيراً. وقالت: "إن الأحزاب الأردنية والكتّاب الأردنيين ومختلف المؤسسات المشاركة في الوقفات كان عليهم الالتفات جدياً لقضية مضمون الشعارات المتداولة ومراجعتها لتكون هذه المرة مختلفة عن السابق.. يجب أن تتغير أدواتنا التعبيرية".
ولفتت الحزبية أبو علبة إلى أن الإعلام الغربي يدعم ويغطي على الجرائم الإسرائيلية في غزة، وينقل روايات مغلوطة منافية للواقع، الأمر الذي يفضي إلى ضرورة استمرارية الوقفات التي توصل رسائل عدة لشعوب العالم بأن الفلسطينيين يدافعون عن حقهم وأرضهم وصمودهم.
وبينت أن هناك تناغماً بين موقف الموقف الرسمي والشارع الأردني الذي يعد من أكثر دول العالم اشتباكاً مع القضية الفلسطينية جغرافياً إلى جانب وحدة الشعبين على الدوام، والارتباط العائلي والدم والنسب ما جعله في طليعة الشعوب التي بدأت المسيرات أسبوعياً منذ بدء الحرب على غزة دون انقطاع، مشيرة إلى أن النظام السياسي مشتبك مع القضية الفلسطينية حتى قبل بدء العدوان على القطاع.
ختاماً؛ أشاد المشاركون بالقضية التي رفعتها حكومة جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية، متهمة فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جريمة "إبادة جماعية" للشعب الفلسطيني في غزة، ولاقت ترحيباً دولياً منذ الإعلان عنها، وحتى بدء أولى جلساتها الخميس الماضي، مؤكدين على أن الأردن كان من أول الداعمين لهذه الخطوة، باعتبارها هامة وتعكس حقوق الشعب الفلسطيني. ودعوا لدعم القضية جماهيراً بلغة سياسية منظمة، وإعادة إحياء انتماء الأجيال حولها، وتحصين الجبهة الداخلية ودعم وحدة الصف، مثمنين في ذات الوقت جهود وتحركات المجتمع المدني في مناصرة القضية الفلسطينية من خلال عقدها لقاءات في هذا الشأن ونشر الدراسات والأبحاث، وهو ما يعني إدراك هذه المؤسسات ووعيها بأهمية تنوع الأدوات والخطابات الموجهة للناس وأثرها في التغيير.