العين الهندي يكتب: عن محاولات "الحاقدين" بدق إسفين بوِحدة الأردن وفلسطين
العين عبدالحكيم الهندي
محاولات "الحاقدين" بدق إسفين في وِحدة الأردن وفلسطين رغم علمهم بعلاقة "الدم" التاريخية، والواقعية، بين الأردن وفلسطين، إلا أن هناك من "يغامر" في المحاولات البائسة اليائسة، بدق إسفين في هذا "الجسد" الواحد، وأما الدوافع والأسباب، فلربما هي ليست إلا "الحسد" وضيق الأفق والرؤيا، فمن ذا "المجنون" الذي يفكر بأن يفصل جسد واحد إلى جسدين؟! هذه المقدمة لا أسوقها، إلا وأنا أتابع ذلك "الغباء" بمحاولات النيل من الموقف الأردني تجاه الجريمة النكراء التي يتعرض لها الأهل في قطاع غزة وكل فلسطين منذ عملية السابع من أكتوبر التي قلبت كل الموازين والمفاهيم في المنطقة، وفي تاريخ القضية الفلسطينية، سواء في المفهوم السياسي أو العسكري، وما تبعها، وسيتبعها من تطورات، كبيرة وتغييرات في المنطقة برمتها وليس على صعيد القضية الفلسطينية فحسب. ولعل الرد على محاولات التشكيك تلك لا يتطلب أبداً، ولا يستدعي الرد عليها، فهي بلا قيمة وبلا معنى ولن تغير من حقائق التاريخ والجغرافيا ومن الواقع الذي يعيشه "الشعب الواحد" على ضفتي النهر المقدس، وليس هذا سبب كتابة هذه الكلمات أبداً، لكن الهدف لربما هو توعوي في الأساس، ففي خضم حجم العدوان الذي يتعرض له أهلنا في قطاع غزة، والذي امتد الى كثير من مدن الضفة الغربية، لربما يستدعي أن نستنهض الذاكرة، وأن ندق على "حساس" الوعي، فهؤلاء يحاولون استغلال مشاعر الألم الكبير الذي يسيطر علينا جميعا، ليحاولوا التسلل الى النفوس واللعب بتركيبتها، ولعل الصيد السهل يكمن عند أصحاب النفوس الضعيفة، أو الذين تمكنت آلة الحقد والكراهية للأردن وشعبه وقيادته، من التأثير عليهم من خلال قلب الحقائق وتزييف الروايات، فهنا لا بد وأن نقف وأن نسلط الضوء على حجم وحقيقة علاقة الأردن وفلسطين، وعلى رابطة الدم التي تجمع الشعبين. منذ أن بدأ العدوان على غزة، كان الأردن هو السباق للتصدي لمحاولات الاحتلال في إشعال المنطقة، وفي بدء العدوان على الغزيين، وفي الوقت الذي كانت فيه دعاية الاحتلال هي الأقوى في الأيام الأولى التي تبعت السابع من أكتوبر من العام الماضي، وفي الوقت الذي صمتت فيها كل الأصوات، حتى تلك التي كانت تدعي الوقوف مع أهل فلسطين، وفيما لم يكن أحد يجرأ على مواجهة العالم بالدوافع الحقيقية لما جرى، كان الملك عبدالله الثاني يستصرخ الدنيا، ويروي لهم الحقيقة التي غابت عنهم لعقود كثيرة مضت من الظلم والتنكيل والتعذيب الذي يتعرض له أهل فلسطين على أيدي من اغتصبوا أرضه ورفضوا، وما زالوا يرفضون الاعتراف بذلك الحق الذي أكدت عليه كل القرارات الأممية والدولية، وهو ذات الدور الذي هبت الملكة رانيا العبدالله لممارسته عبر سردية حقيقة ودوافع ما جرى لتصبح بعدها في مرمى وسائل إعلام دولة الاحتلال بعد أن استفزتهم بتعرية خطابهم وتصرفاتهم وعدوانهم، وفي الوقت عينه، كان ولي العهد، الأمير الشاب، الحسين بن عبدالله الثاني، لا يترك فرصة ليحدث فيها من يلتقيهم من مسؤولين دوليين عن معاناة أهلنا في فلسطين، وزاد الأمر بأن حط سموه مع رفاق السلاح على مقربة من معاناة غزة، وبلباسه العسكري، حين أصر على مرافقة المستشفى الميداني العسكري الأردني الثاني الذي يصل الى غزة لمساعدة الأهل هناك وإغاثتهم. المطلوب أردنياً، أن يكون الوعي دائماً سيد الموقف، والتيقن بأن هناك من يتربص بهذا البلد، وبأمنه وأمانه، وبقيادته وشعبه، ولنعلم جميعاً بأن هناك الكثير من الأعداء حولنا، وبأن هؤلاء لا يروق لهم أبداً أن ينعم الأردن بكل هذه الطمأنينة، وبأن يكون الاستقرار عنوانه، فهؤلاء، الحاقدين الكارهين والمارقين، لم يرق لهم أن ينجو الأردن مما سمي بالربيع العربي مثلا، وهو الذي عبث بكثير من الدول وتسبب بانهيار بعضها، ودخول بعضها الآخر في غياهب الظلام، فكان الأردن محل الحسد والحقد معاً بأن خرج بخير من أحلك مرحلة تمر بها المنطقة وكثير من الدول العربية، فيما العابثون يقبعون خلف الشاشات في بلاد الاغتراب متنعمين بالأمن والحفاوة ونعيم المال، وبين اللحظة والأخرى ينتظرون مشهداً يخرج من الأردن وهو يحمل دماءً أو مواجهات دامية، وهو ما فوته عليهم طيلة السنوات الماضية، وعي الشعب الأردني وحكمة قيادته.