بعد (77) يوماً.. كيف نقرأ المشهد؟!

{title}
أخبار الأردن -

عوني الداوود

بعد(77) يوما على بدء حرب الإبادة الوحشية (منذ 7 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، لا يزال العد الإسرائيلي المدعوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول كبرى اجتمعت بعددها وعتادها وبأحدث منظومات الأسلحة يواصل تدميره لغزة التي لا تتجاوز مساحتها نحو (365 كيلو مترمربع) ويسكنها نحو (2.3 مليون نسمة) في أكثر بقاع العالم اكتظاظا بالسكان.

بعد(77) يوماً ما الذي اختلف عن اليوم الأول سوى: زيادة مرعبة في أعداد القتلى المدنيين الأبرياء، في حرب ليس لها هدف منطقي يمكن تحقيقه..والدليل أن العدو الاسرائيلي وكل قوات الدول العظمى التي تدعمه لم يتمكن من تحقيق أهدافه. 

بعد (77) يوماً لم تنجح دولة في العالم باقناع الولايات المتحدة بالضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على غزة العزّة..التي تسطر بمقاومتها الباسلة أعظم صور التحدي والصمود دفاعا عن عزتها وكرامتها. 

بعد (77) يوما من بدء حرب العدوان على غزة، يستمر البحث عن اجابات لأسئلة متعددة كثير منها لا يملك أحد اجابة عليها، في حين هناك سيناريوهات لاجابات مختلفة على أسئلة تعتمد على فرضيات قد تتحقق وقد لا تتحقق. 

في مقدمة تلك الأسئلة: بعد مرور نحو 77 يوماً ما الذي تحقق؟ والى أين نتجه؟ وهل اقتربنا من سيناريوهات النهاية ؟ وعن أي نهاية نتحدث؟.. والاجابة على هذه الأسئلة تتطلب استعراضا واعادة قراءة للمشهد الذي يتلخص في النقاط التالية: 

1 - حتى اليوم الـ(77) من هذه الحرب فالواقع يقول إن ما تحقق هو فقط : مزيد من الدمار، ومزيد من القتل والابادة، ومزيد من التدمير، وأكثر من (1.9 مليون) نزحوا من شمال غزة الى جنوبها.

2 - المحصلة بعد اليوم الـ(77) استشهاد أكثر من(20 ألفا) وجرح أكثر من (52 ألفا)، أكثر من 70 % من الشهداء والمصابين هم من الاطفال والنساء، هذا عدا المفقودين تحت الركام.

3 - أكثر من 200 ألف مبنى إما دمّر أو تضرر، و60% من البنية التحتية دمّرت.

4 - أكثر من (135) موظفا في «الأونروا» قتلوا، ونحو(100) صحفي استشهد واصابة (140) آخرين. 

5 -رغم كل المؤتمرات العربية والاسلامية والدولية، والاتصالات واللقاءات..لم يسفر كل ذلك عن ضغط حقيقي على الولايات المتحدة التي لا زالت تدعم بـ«الفيتو»، وتعطي العدو الإسرائيلي ضوءا بالمضي قدما في حرب الابادة وان حاول بعض مسؤولي البيت الأبيض «المواربة» في التصريحات السياسية، لكن الواقع على الأرض يشير إلى أن اسرائيل تصم آذانها عن كل النداءات ولا زالت تخنق شعبا أعزل تمنع عنه الماء والغذاء والدواء، ولو كانت هناك ارادة أمريكية حقيقية لتمّ السماح -على الأقل- بدخول مساعدات انسانية لن تنهي الكارثة بكل الاحوال لكنها قد تنقذ من بقي له عمر للنجاة من هذه المجازر. 

6 - لم تحقق اسرائيل أهدافها ولن تحققها الا بشروط المقاومة- وهذا ليس رأيا عاطفيا بل هو رأي كثير من الخبراء السياسيين والعسكريين الاسرائيليين الذين يؤمنون بأن نتنياهو يسعى لانقاذ نفسه مهما كان الثمن، وأنه لن يتم القضاء على حماس ولا المقاومة، ولن يحرر الأسرى الا من خلال المفاوضات. 

7 - الولايات المتحدة التي ملأت مياه البحر المتوسط والاحمر بناقلات الطائرات الأكبر والأحدث في العالم وببارجاتها وطائراتها، من أجل عدم السماح بتوسع الحرب- كما تكرر دائما -ها هي الحرب بعد (77) يوما باتت أقرب الى التوسع، فما يجري في جنوب لبنان لم يعد مجرد «مناوشات» وقد ينفلت العيار في أية لحظة، كما أن ما يجري عند «مضيق باب المندب» أيضا بات يؤثر على الملاحة العالمية وتجارتها واقتصادها، ومن الممكن أن تتطور الأمور وتتوسع في أية لحظة. 

8 - عسكريا بعد اليوم الـ77 لم تحقق اسرائيل أهدافها: فلم تقض على حماس، ولم تحرر الرهائن والأسرى بالقوة، ومن خرج من الرهائن كان بالمفاوضات وليس غيرها، والمفاوضات الجارية الآن في مصر تشهد تصلبا في موقف الجانبين، فالمقاومة تؤكد بأن لا تحرير لأسرى قبل وقف دائم للحرب، وهذا ما ترفضه اسرائيل لأنه يعني بالتأكيد هزيمتها. 

9 - سياسيا هناك تغيّر في المواقف العالمية تجاه ما يجري، ولم يصوت مع الولايات المتحدة مؤخرا في مجلس الأمن سوى بريطانيا (التي امتنعت عن التصويت ضد قرار وقف الحرب في غزة) في حين أيدته جميع الدول الأخرى ومنها فرنسا. 

10 - باختصار: بعد (77) يوما فالحرب لم تضع أوزارها، ولا تبدو لها نهاية في الأفق رغم كل سيناريوهات «الحرب الاعلامية» لمرحلة ما بعد حرب غزة، لأن اسرائيل او نتنياهو تحديدا لا زال يواصل عناده، ويجرّ معه حسابات الديمقراطيين الانتخابية الذين وضعوا جزءا كبيرا من مراهناتهم في يد نتنياهو «المنتهي سياسيا» وقد يجرهم معه لهاوية الفشل..وفي المقابل لا زالت المقاومة صامدة، ولا زال الغزيون والفلسطينيون يحبطون كل مؤامرات التهجير والاحتلال الشامل والتهويد، ويذودون كل المؤمرات على الأمة، والعالم الذي خذلهم، ولم ينجح حتى الآن وبعد (77) يوماً من وقف حرب العار في وجه البشرية جمعاء.

 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير