الحرب السياسية الأخطر.. "ماذا يطبخ المصري على نار المعبر؟"
أخبار الأردن -
كتب محمود أبو هلال
تحويل العسكر في مصر الانتصارات الي صفقات وهزائم ليس أمرا جديدا، لنتذكر حرب اكتوبر وصفقة السادات مع كيسنجر.
في ظل المفاوضات الجارية وسط تعتيم إعلامي يجري الحديث عن هدنة ووقف الحرب أو صفقة أكبر بقليل.
ماهي الصفقة التي نوقشت مقترحاتها في مدينة أروبية، وستستكمل في مصر بعد دعوة ممثلين عن حماس وحركة الجهاد إلى القاهرة إضافة لقطر طبعا؟.
لايمكن أن تكون المفاوضات التي يقودها الموساد عن الجانب "الإسرائيلي" والرجل الثاني في مصر ومسؤول رفيع قطري وقيادات حماس والجهاد من أجل اطلاق بعض الرهائن، ذلك تفصيل في ترتيبات أخطر. الأمر يتعلق بغزة بعد الحرب، وهنا تلتقي مصلحة النظام المصري مع " اسرائيل" مع الامريكي: ليس من صالحهم انتصار المقاومة وبقاءها مسلحة في غزة.
في هذا السياق قال سمير غطاس الرجل المقرب من الاستخبارات المصرية ومن دوائر القرار ورئيس منتدى الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية في أكثر من مناسبة أن الصفقة الكبرى هي ايقاف الحرب وتبادل واسع للأسرى مقابل تحوّل حماس إلى حزب سياسي غير مسلح وإعادة بناء غزة.. هذا يعني:
- تحقيق " إسرائيل" لأهدافها التي عجزت عن تحقيقها آلتها العسكرية.
- تحقيق الولايات المتحدة للأهداف التي رمت بكل ثقلها من أجل تحقيقها.
- تحقيق النظام المصري لأهدافه التي عبر عنها منذ اليوم الأول على لسان السيسي: حين قال: على "إسرائيل انجاز المهمة في أسرع وقت". فكابوس السيسي هو نفسه كابوس "إسرائيل" وكابوس بعض دول الخليج.. التي تعتقد أن انتصار حماس يعني جولة ثانية من الربيع العربي. لذلك يُلح السيسي على "دولة فلسطينية منزوعة السلاح".
هل تقبل حماس والجهاد والمقاومة ككل بهذه الصفقة؟ ذلك من المستحيل، لأنه يعني تسليم رقابهم لـ"اسرائيل" وموت حقيقي للمقاومة -وهي عقيدة-، ونهاية للقضية الفلسطينية ويعني تحويل 7 اكتوبر الي هزيمة.
المعادلة هي معادلة صفرية: إما انتصار الحلف العِبري او انتصار المقاومة.
اقتراح " تنظيف السجون" أو "لكل مقابل الكل" مقابل تسليم المقاومة لسلاحها، هو مكسب غير استراتيجي مقابل هدف استراتيجي، وهذا لن تقبل به المقاومة بالمطلق.
مالذي في يد " الحلف العبري" لفرض الصفقة؟
تحويل العسكر في مصر الانتصارات الي صفقات وهزائم ليس أمرا جديدا، لنتذكر حرب اكتوبر وصفقة السادات مع كيسنجر.
في ظل المفاوضات الجارية وسط تعتيم إعلامي يجري الحديث عن هدنة ووقف الحرب أو صفقة أكبر بقليل.
ماهي الصفقة التي نوقشت مقترحاتها في مدينة أروبية، وستستكمل في مصر بعد دعوة ممثلين عن حماس وحركة الجهاد إلى القاهرة إضافة لقطر طبعا؟.
لايمكن أن تكون المفاوضات التي يقودها الموساد عن الجانب "الإسرائيلي" والرجل الثاني في مصر ومسؤول رفيع قطري وقيادات حماس والجهاد من أجل اطلاق بعض الرهائن، ذلك تفصيل في ترتيبات أخطر. الأمر يتعلق بغزة بعد الحرب، وهنا تلتقي مصلحة النظام المصري مع " اسرائيل" مع الامريكي: ليس من صالحهم انتصار المقاومة وبقاءها مسلحة في غزة.
في هذا السياق قال سمير غطاس الرجل المقرب من الاستخبارات المصرية ومن دوائر القرار ورئيس منتدى الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية في أكثر من مناسبة أن الصفقة الكبرى هي ايقاف الحرب وتبادل واسع للأسرى مقابل تحوّل حماس إلى حزب سياسي غير مسلح وإعادة بناء غزة.. هذا يعني:
- تحقيق " إسرائيل" لأهدافها التي عجزت عن تحقيقها آلتها العسكرية.
- تحقيق الولايات المتحدة للأهداف التي رمت بكل ثقلها من أجل تحقيقها.
- تحقيق النظام المصري لأهدافه التي عبر عنها منذ اليوم الأول على لسان السيسي: حين قال: على "إسرائيل انجاز المهمة في أسرع وقت". فكابوس السيسي هو نفسه كابوس "إسرائيل" وكابوس بعض دول الخليج.. التي تعتقد أن انتصار حماس يعني جولة ثانية من الربيع العربي. لذلك يُلح السيسي على "دولة فلسطينية منزوعة السلاح".
هل تقبل حماس والجهاد والمقاومة ككل بهذه الصفقة؟ ذلك من المستحيل، لأنه يعني تسليم رقابهم لـ"اسرائيل" وموت حقيقي للمقاومة -وهي عقيدة-، ونهاية للقضية الفلسطينية ويعني تحويل 7 اكتوبر الي هزيمة.
المعادلة هي معادلة صفرية: إما انتصار الحلف العِبري او انتصار المقاومة.
اقتراح " تنظيف السجون" أو "لكل مقابل الكل" مقابل تسليم المقاومة لسلاحها، هو مكسب غير استراتيجي مقابل هدف استراتيجي، وهذا لن تقبل به المقاومة بالمطلق.
مالذي في يد " الحلف العبري" لفرض الصفقة؟
- التلويح باستئناف الحرب، وهذا ما تُلوّحُ به " اسرائيل" وامريكا، ولكن هذا خيار ضعيف جدا: أولا أثبت فشله، وثانيا انقلاب في الرأي العالمي من الحرب وثالثا -وهذا مهم- ما يجري في البحر الأحمر وتحول السفن من قناة السويس لرأس الرجاء الصالح وهذا ضغط ثلاثي على ( "إسرائيل"، والغرب، ومصر)
- أخطر الأوراق هي معبر رفح: شريان الحياة الوحيد للغزاويين، وهذا ما جعل النظام المصري يحتل مقعدا مهما في الدوحة.
- ستُلوح الولايات المتحدة وكذلك حلفاءها من العرب بامكانية قيام دولة فلسطينية شرط- وهذا المهم- أن يقع التخلي عن السلاح، وهي خُدعة لن تنطلي إلا على عباس والنظام العربي المأزوم.
ماذا في يد المقاومة؟
- السلاح والأرض وإلتفاف الغزاويين حول المقاومة كذلك الراي العالمي.
لنُلخّص الامر: بعد فشل الآلة التدميرية الصهيونية أصبح الحلف العبري في غاية من الضعف والحرج، وما يحدث الآن في المفاوضات هو حرب ضروس من الضغوط لتحقيق ماعجزت عنه "إسرائيل" مصحوبا بحملة إعلامية واسعة تُحمَّل فيها المقاومة مسؤولية القتل والخراب والتجويع بسبب عدم التوقيع على هدنة، على أمل انقلاب الحاضنة الشعبية في غزة.
كل المؤشرات تفيد بأن المقاومة ستحافظ على سلاحها وعلى خيار الكفاح المسلح وتعلم أن الحديث عن نزع السلاح مجرد حرب مماثلة تماما للحرب الكلامية اللبنانية حول نزع سلاح حزب الله.
إمام هذه المعطيات نستطبع أن نقول أن مسعى الحلف العبري سيفشل وسيخرج بهزيمة عسكرية وسياسية واخلاقية، وحينها نكون أمام توازنات جديدة فعلا في الشرق الاوسط. والأهم أمام مرحلة تاريخية جديدة تبدأ فيها أزمة حقيقية للحليفين التاريخيين: الاحتلال والاستبداد.