مواجهة المخاطر المحيطة
ينال برماوي
تزايدت حدة المخاطر الخارجية التي تهدد الأردن وخاصة في حدوده الشمالية بسبب المحاولات المستمرة لتهريب وادخال المخدرات والسلاح الى الأراضي الأردنية ومنها الى دول عربية مجاورة.
وتتحمل القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختصة أعباء كبيرة في التصدي لها لحماية الوطن والحيلولة دون أن تصبح المملكة ممرا لهذه الأعمال غير المشروعة والتي تستهدف نخر المجتمع واضعافه ونشر الفوضى والفتك بالشباب .
كما يتولى الأردن من خلال الجهود التي تقوم بها القوات المسلحة حماية البلدان العربية سيما المجاورة من مخاطر تهريب المخدرات باعتبارها مستهدفة من قبل المهربين ومن يقف خلفها لأغراض متعددة تصل الى حد المساس بالأمن الوطني لتلك الدول ومحاولة زعزعتها .
كل الأردنيين يقفون صفا واحد خلف قواتنا المسحلة وهي تقوم بهذه المسؤولية الوطنية على أكمل وجه والتصدي لتلك العصابات التي يتضح تبعيتها لقوى في الأقليم لها أطماعها في ايجاد ولو موطئ قدم في الأردن عبر محاولات متعددة على مدى السنوات الماضية وضمن مطامعها بسط نفوذها على المنطقة العربية برمتها والعبث بأمنها .
مواجهة تلك المخاطر وافشال كافة المخططات التي تستهدف بلدنا يتطلب قيام كافة المؤسسات والأفراد بواجباتهم المطلوبة على أكمل وجه في هذا الوقت بما يساند الجهود العسكرية المبذولة على جميع الجبهات وذلك بالمحافظة على متانة جبهتنا الداخلية واليقظة من أي محاولات للنيل من أمننا واستقرارنا واستغلال الظروف المحيطة لهذه الأغراض .
تحتاج المرحلة أيضا الى التعاطي بإيجابية مع كل ما يخدم الاقتصاد الوطني وتعزيز مسيرته واشاعة الأجواء الايجابية حيال خطط التطوير والتحديث التي تأتي في سياق مسارات الاصلاحات السياسي والاقتصادي والاداري ومستهدفاتها المتعلقة بزيادة النمو والحد من الفقر والبطالة وتجويد الخدمات وتحسين مستويات المعيشة وتحفيز المشاركة في صنع القرار بعيدا عن أي ممارسات قد تخل بالوضع الاقتصادي وتعطل عجلة الانتاج وتحدث اختلالا في سلاسل التوريد فيما تحمل قابل الأيام تداعيات مباشرة على حركة التجارة من والى المنطقة وارتفاعات على أجور الشحن البحري وبوالص التأمين وغيرها .
المعطيات تشير الى أن تلك المخاطر وغيرها ستستمر لفترة طويلة وربما عدة سنوات ما يزيد الأعباء على الأردن من مختلف النواحي وبالجهد الجمعي سنتمكن باذن الله تعالى من تجاوز الظروف الراهنة وتبعاتها.