طوفان الأقصى
حيدر محمود
قَدَرٌ أنْ تَسِيلَ مِنْكِ الدِّماءُ
يا عَروساً خُطَّابُها الشُّهداءُ
لسْتِ أرضاً، كسائِرِ الأرضِ لكِنْ
أنتِ في أعينِ السَّماءِ سَماءُ
من هُنا تَبْدَأُ الطَّريقُ إلى اللهِ
وقد مَرَّ مِنْ هُنا الأنْبياءُ
ويمرُّونَ مِن هُنا كُلَّ ما هَبَّ
نسيمٌ، أو لاحَ مِنها سَناءُ
لِيقولُوا لِلقادِمِينَ إلى الجَنَّةِ
مِنْها، بِكمْ يَطيبُ اللَّقاءُ
مِن زمانٍ لمْ يحْمِلِ الغيمُ غيْثاً
مِن زمانٍ ما بلَّ ثغرِيَ ماءُ
مِن زمانٍ لم يُطْلِعِ الرَّمْلُ ورْداً
مِن زمانٍ لم تُمْرِعِ الصَّحْراءُ
مِن زمانٍ لم تصْهُلِ الخيْلُ
والنَّخْلُ عقيمٌ .. والشِّعْرُ والشُّعراءُ
لَكِ يا قُدْسُ ما يَليقُ بعيْنَيْكِ
من الكُحْلِ.. وَالدَّمُ والحِنَّاءُ
عَيْبُنا أنَّنا عَجَزنا عَن المَوْتِ
ولكِنْ لمْ يَعْجَزِ الأبْناءُ
فَلَقدْ أَقبَلُوا كأَنَّ صلاحَ الدِّينِ
فِيهمْ وفي يدَيْهِ اللِّواءُ
وتنادَوْا إلى الفِداءِ رُعوداً
وبُروقاً فَنِعْم نِعْمَ الفِداءُ
يا أحِباءَنا الذينَ افتَدُوْنا
بدِماهُمْ ما زالَ ثَمَّ رَجاءُ
لا تُبالوا بِنا ولا تَسْمعوا مِنَّا
فكُلُّ الذي نَقُولُ هُرَاءُ
أنتمُ الرَّائِعونَ لا نَحْنُ
فالقدسُ ابْتِداءٌ لَدَيْكُمُ وَانْتِهَاءُ
ودَمٌ طاهِرٌ يَسِيلُ ، وأمَّا
عِنْدَنا فَهْيَ دَمْعةٌ خَرْساءُ
أيُّها الطَّيِّبونَ لنْ تَسْتَجِيبَ الأرْضُ
لَكِنْ سَتَسْتَجِيبُ السَّماءُ