الاخبار العاجلة
نتائج طلبة الأردن كارثية في اختبارات بيسا الدولية.. ما الأسباب؟

نتائج طلبة الأردن كارثية في اختبارات "بيسا" الدولية.. ما الأسباب؟

غادة الخولي 

قال مدير المركز الوطني لتطوير المناهج السابق الدكتور محمود المسّاد، إن نتائج الدراسة الدولية لتقييم الطلبة المعروفة باسم (PISA)، للعام الدراسي 2022م، (بعد أن تأجلت من عام 2021م بسبب وباء كورونا)، قد صدرت قبل أيام.

وأوضح المسّاد في حديثه مع صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، الثلاثاء، أن (PISA) هو برنامج يقوم بإجراء مجموعة من الدراسات التي تشرف عليها منظمة التعاون، والتنمية الاقتصادية OECD كل ثلاثة أعوام؛ بهدف قياس أداء الأنظمة التربوية في عدد من دول العالم؛ بناءً على طلبها، منوها بأنه ولذلك السبب نجد عدد الدول المشاركة في الاختبارات مختلفا بين اختبار وآخر.

​وتابع أن البرنامج يهدف إلى قياس مهارات الطلبة المعرفية القائمة على التفكير بعمر 15 عاما، أي بما يعادل الصف التاسع، وذلك بغض النظر عن مستوياتهم الدراسية في مباحث الرياضيات، والعلوم، واللغات.

​وبين المسّاد أن جميع أسئلة الاختبارات الدولية تركز على أهداف التعليم التي تقوم على البحث والاستقصاء وحل المشكلات، ومهارات التفكير عموما، موضحاً أن الغرض من ذلك هو الكشف عن قدرات الطلبة في التعامل معها، وإيجاد الحلول الأنسب لها.

وأردف أن الدراسة تسعى إلى تقييم قدرات الطلبة على إدماج  معارفهم واستثمارها لاستخدامها في حياتهم اليومية، عن طريق التفكير العقلاني، والتحليل السليم، والتواصل الفعال.

وأكد أن تلك الأهداف لم تتوافر للقيادات التربوية ولا للطلبة، ولم يتم تدريبهم عليها، ولم تقع حتى في دائرة اهتمامهم واهتمام مناهجهم، ومعلميهم، واختباراتهم المحلية.

وقال مساد إن الأعوام التي تلت عام 2018  في الدورة الاختبارية السابقة كان نصف وضع الطلبة الأردنيين يمكن وصفه بالكارثي؛ نتيجة ما تحصّل عليه الطلبة من نتائج، مبيناً أن النتائج كانت في العلوم 492، وفي الرياضيات 400، وفي اللغة العربية 419. 

وأضاف أن نتائج هذه الدورة الاختبارية الأخيرة للعام 2022 حصل الطلبة على 375 في العلوم، وعلى 361 في الرياضيات، وعلى 342 في اللغة العربية.

وأكد المسّاد أن النتائج المتراجعة بشدة عن الدورة السابقة للعام 2018 تجعل من وضع الطلبة أشد كارثية. 

وأفاد بأن الصورة الأكثر وضوحا فيها ترتيب الأردن العالمي للعام 2018 الإجمالي البالغ 60 من بين 79 دولة شاركت في الاختبارات، وبلغ الترتيب الأردني في اختبارات عام 2022 ( 74 ) من بين 81 دولة مشاركة، مشيرا إلى أن: "الأردن في ذيل القائمة، ومن بين الدول العشرة الأخيرة، بل السبع الأخيرة الأسوأ في العالم!!​" وفق المساد.

​وأكد أن هناك أسبابا رئيسة لهذا الإخفاق المريع تتصل بالسياسات، ومن يوجه بها، ومن يديرها، ومن يتابع حسن تنفيذها المنحرف عن هدف النظام التربوي التعليمي الأساسي.

وأكد أن هدف النظام هو التركيز على شخصية الطالب، وقيمه، وتفكيره، والمهارات التي يكتسبها، ويتمكن منها، وتخدمه في العيش في المستقبل بطرائق ناجحة وفعالة، ولكن في الأردن ومع سبق الإصرار، يتم الاكتفاء بحفظ المحتوى وتسميعه، وتفريغه في أوراق الاختبارات، وعلى رأسها التوجيهي من دون القبول الفعلي بالتوجه للطالب وإعداده، وتمكينه من مهارات التفكير، ومنظومة القيم التي يريدها المجتمع، والتوجه للمستقبل ومتطلباته المعروفة، مبيناً أنه وبسبب ذلك يحدث الإخفاق في هذه الاختبارات بجدارة.

​وبحسب المساد: ''إن أصحاب القرار التربوي لا يعرفون من الأمور التربوية إلا ما يبقيهم متمسّكين بما يُملى عليهم من الإبقاء على الطلبة يتمتعون بعقول مسطّحة، وغائبة عن قيمها، وموروثها الثقافي، ولا يتقنون أي مهارات لها علاقة بالتفكير كون أن كل ذلك متعب لهم؛ من أجل تنفيذ ما يريدون".

​وأوضح أن الغرض من الاختبار الدولي "بيسا" للطلبة في مادة الرياضيات على سبيل المثال: ( لا يرتبط الاختبار بالكتب المدرسية، وإنما يرتبط بتطبيق معارفهم، ومهاراتهم في الرياضيات في مواقف حياتية واقعية تمكّنهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع، إضافة إلى الكشف عن قدراتهم في صياغة المفاهيم الرياضية، واستخدامها، وتفسيرها في سياقات متنوعة، واكتساب عقلية رياضية تسمح باستخدام هذه المفاهيم، والإجراءات والحقائق والأدوات الرياضية في توصيف ظواهر معينة وتوقعها).

​وأكد أنه لا يمكن أن تتحسن نتائج اختبارات الطلبة إلا إذا تم فهم الغايات من الاختبارات الدولية، وأخذ تلك الغايات بعين النظر والاهتمام عند إعداد المناهج وتدريب المعلمين، وقناعة القيادات العليا والمتوسطة والميدانية بها، ودعم ذلك كله بالتشريعات، وعلى رأسها الاختبارات و امتحان التوجيهي بالذات، منوهاً وأنه بغير ذلك ستبقى كل الجهود ومنها ما أوصت به خطة التحديث الاقتصادي حبرًا على ورق.

وتابع أن جائحة كورونا ليست متغيرا مؤثرا في الأردن ليتم تعليق الفشل عليه "كما يقول بعضهم"، موضحاً أن هذه الجائحة تأثرت بها جميع دول العالم، وبناء على ذلك فإن هذا المتغير سيغدو هو الآخر محايدا ومضبوطا تماما.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).