الصفدي: نأمل أن ينتهي التصعيد في القدس قبل نهاية رمضان
بحث نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير خارجية جمهورية النمسا الكساندر شالينبرغ، في زيارته الأولى للمملكة اليوم الاثنين، بصفته وزيراً للخارجية، العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وجهود الحفاظ على التهدئة ووقف التصعيد في القدس ومقدساتها، والتي قال الصفدي إن سبيله احترام "إسرائيل" الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها.
وأكد الطرفان أن البلدين الصديقين حريصان على إيجاد آفاق أوسع للتعاون، واتفقا على تحديد مساحات محددة للتعاون منطلقاً لعملية مستدامة لزيادة التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والتعليمية والدفاعية والأمنية.
وبعد محادثاتٍ موسعةٍ أجرياها حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، وقّع الوزيران مذكرة تفاهم حول التعاون السياسي والأمني ستؤطر منهجيات تعميق التعاون وتنفيذ مخرجات زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى النمسا أواخر العام الماضي.
وأكد الصفدي وشالينبرغ خلال التصريحات الصحافية، عمق علاقات الصداقة التي تجمع البلدين ورحابة آفاق زيادة التعاون في مختلف المجالات.
وقال الصفدي خلال التصريحات الصحافية بعد اللقاء، إن "الحفاظ على التهدئة الشاملة، وإنهاء التوتر والتصعيد أولوية لنا جميعاً،" تتحقق "عبر احترام إسرائيل الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".
وأكّد أن الوضع القائم يعني "أن المسجد الأقصى المُبارك / الحرم القُدسيّ الشريف، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن الزيارة لغير المسلمين تكون بتنظيم دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، كما كانت الحال قبل العام ٢٠٠٠".
وقال الصفدي: "أمامنا أيام قبل نهاية الشهر الفضيل، ونأمل أن ينتهي التصعيد خلال هذه الفترة، ونعتقد أن قرار إسرائيل وقف زيارات غير المسلمين إلى المسجد الأقصى، خطوةٌ في الاتجاه الصحيح نحو تطبيق الوضع التاريخي والقانوني، ونأمل أن تسهم في الحفاظ على التهدئة وإنهاء العنف."
وأشار إلى أنه أكد خلال محادثاته مع وزير الخارجية النمساوي ضرورة معالجة جذور الصراع، عبر إيجاد أفق سياسي حقيقي للتقدم في مفاوضات سلمية نحو تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
وشدّد الصفدي على ضرورة تكاتف الجهود لإيجاد الأفق السياسي لأن استمرار غياب هذا الأفق خطر كبير، واحتمالات تدهور الوضع قائمة.
وقال إنه لا بد من خطوات عملية حقيقية من أجل إعادة الثقة بالعملية السلمية عبر تفعيلها بهدف الوصول إلى حل الدولتين.
وأضاف الصفدي أن المحادثات تناولت الجهود المبذولة لحلٍ سياسيٍ للأزمة السورية، ودعم اللاجئين والدول المستضيفة لهم.
وحذّر من خطورة تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين، وضرورة أن تبقى قضية دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) ودعم اللاجئين السوريين أولوية لدى المجتمع الدولي لضمان توفير العيش الكريم للاجئين.
وأعرب الصفدي عن أمله بأن يُسفر اجتماع بروكسل حول اللاجئين الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي عن خطواتٍ عمليةٍ لإعادة تسليط الضوء على قضية اللاجئين، والتوافق على آليات عملية لمساعدة اللاجئين والدول المستضيفة.
وقال: "تحدثنا أيضاً في الأزمة الأوكرانية، وأكدّنا على ضرورة التوصل إلى حلّ لهذه الأزمة أيضاً على أساس القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، ومبدأ احترام سيادة الدول وسلامتها الإقليمية".
وتابع الصفدي: "هذا موقف مبدئي بالنسبة لنا في المملكة وندعم كل الجهود المستهدفة التوصل إلى حل للأزمة الأوكرانية على هذا الأساس وبما يحفظ سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية."
بدوره، أكّد وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالينبرغ "أن النمسا والمملكة تتشاركان في علاقات تاريخية طويلة، وعلاقات ثنائية متميزة، ونحن مسرورون لرؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في العاصمة النمساوية فيينا العام الماضي"، لافتاً إلى أن البلدين لديهما رؤية كاملة وشاملة للتعاون في مختلف المجالات، ومنها الأمنية والاقتصادية.
وشدّد على أن "الأردن شريكٌ قوي، فهو واحة للاستقرار في محيط ملئ بالاضطرابات."
وأضاف وزير الخارجية النمساوي "بأنه في الوقت الذي تركز فيه النمسا على الأزمة الأوكرانية فإنهم لا ينسون النزاعات والأزمات الدائرة في المناطق الأخرى"، لافتاً إلى أنهم قد قدموا ٢٥ مليون يورو للاجئين في منطقة الشرق الأوسط، وأيضاً قاموا بتقديم مساعدات اقتصادية للأردن كجزء من هذا الدعم، وأضاف بأن زيارته تأتي في خلال أسبوع من مواجهة أحداث صعبة.
وثمّن شالنبيرغ الجهود الأردنية المبذولة لوقف التصعيد وذكر "أنا صراحة أقدّر وأشكر جهودكم لتهدئة الأوضاع في هذا الوضع المتوتر، وأثمن الوصاية على الأماكن المقدسة".
وأكّد ضرورة إيجاد آفاق سياسية واقتصادية لتحقيق السلام، لافتا إلى أنه سيلتقي نظيره الفلسطيني الدكتور رياض المالكي في رام الله غداً.
وأعرب الوزير عن شكره للحكومة الأردنية على استضافة اللاجئين وما تتحمله من أعباء، مُؤكداً "أن الاتحاد الأوروبي يقف بجانب الأردن وسنستمر بمساعدتكم،" لافتا إلى أنه في العام الماضي قدمت بلاده والاتحاد الأوروبي أكثر من ١٨٠ مليون يورو كمساعدات للاستجابة للأزمة السورية، وأنها تعمل على توفير المبلغ نفسه هذا العام.