الملك في قمة المناخ.. ما بين البعد الإنساني والسياسي

{title}
أخبار الأردن -

النائب الدكتور فايز بصبوص

هناك من يعتقد إن من المراقبين والسياسيين والمحللين أن الأبعاد التقليدية لقراءة الدبلوماسية الأردنية من خلال بعدها السياسي، متناسين في كل الأطر أن هناك من يستطيع أن يمزج بين البعد الاجتماعي والسياسي في إطار عمله الدبلوماسي من جانب ومن جانب آخر أن الأساس في قراءة مفهوم البعد السياسي في الدبلوماسية الأردنية يرتكز ابتداء على البعد الإنساني الذي رسخه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في تناقض استراتيجي بين هذا البعد الإنساني المكون والمرتكز على المكونات الروحية للهاشميين على مدار التاريخ، لأن هذا البعد مرتب? بمنظومة القيم الروحية، ونعني هنا مرتكزات الإسلام الحنيف في تحديد السياسات، لذلك هناك خطأ استراتيجي بنيوي تتخذه كل تلك المراكز والقوى والمراقبين، إذا انتزع البعد الإنساني التكويني في المنطلقات الفكرية والفلسفية والمرجعية الحقيقية للهاشميين والتي هي أساس إنساني بحت، خارج إطار الأبعاد التمييزية لوجود المنظومة الفكرية لهذه القيادة العظيمة.

انطلاقا من ذلك فان المناخ والبيئة بغض النظر على أنها كانت وما تزال أساسا إنسانيا في رؤية جلالته وهما تكوينان لا تقتصر أهميته عن إيجاد السبل في إعادة تشكيلها، إنما ترتكز على المسببات والأسباب والمخارج، مما تتعرض له الأرض وهذه البيئة الحاضنة لكل البشرية من مخاطر لأننا نتجاوز كل الحدود المقياسية لثباتها.

حرض جلالته في أي منتدى دولي او إقليمي أو سياسي كان لابد أن يتطرق ادإلى الربط الدقيق والذكي بين الانهيار الأخلاقي في منظومة التعامل مع ما يحدث في غزة وقضية المناخ، هذا الربط تسامى لمستوى استثنائي بإقرار دولي في قمة المناخ في دبي التي جمعت كل القادة المؤثرين في الأطر الرسمية والمدنية، ليستمعوا للحلول المطروحة امام التحول الاستراتيجي الذي يقع بكل وضوح حول البيئة وظاهرة الاحتباس الحراري، والتي ستصل الى ظاهرة «النينيو» وترتقي فوقها لكن الأحداث في غزة شملها بإطار موسع جلالته عندما وضع العالم أمام استحقاقاته الكب?ى، بأن المجازر الإنسانية وحجم الدمار ونوعية القذائف والتفجيرات ستصنع تلوثا بيئيا لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون منسجما مع التوجهات الدولية للحفاظ على البيئة او لمحاربة ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، فإذا كان هناك كما قال جلالة الملك في السياق إجهاض للأبعاد الإنسانية في غزة والقتل الممنهج للأطفال والتدمير الاستثنائي للبنية التحتية وخاصة المستشفيات، لا يبشر بأن هناك التزامات دولية اتجاه مشروع البيئة.

فبذلك وضع جلالة الملك عبدالله الثاني المجتمع الدولي الرسمي والمؤسسات الدولية المعنية بالبعد الإنساني وحقوقه والبيئة، امام تحد حقيقي، لماذا تصنع المعايير ضمن مقاسات تحدد في الاطار الخارجي، وتحدد أيضا في إطار معايير القوى، وتمهد الطريق لدولة الاحتلال الصهيوني الغاشمة لانتزاع البعد الإنساني في الصراعات الدولية ضمن سياسة الاقتلاع والاحلال.

إن الثقة المطلقة بالدبلوماسية الخارجية التي لا تحددها بنية الفرد بل الاستراتيجية للدولة الأردنية ترتكز على التنفيذ الحقيقي لها.

ذلك ما أدى الى زيارة استثنائية تماما لولي العهد سمو الأمير حسين بن عبدالله الثاني لوزارة الخارجية لإعطاء إسناد ملكي وهاشمي لما يقوم به وزير الخارجية ايمن الصفدي المعبر الحقيقي عن تنفيذ البعد الملكي في استراتيجية التعامل الدبلوماسي دوليا، وهذا هو الثناء الملكي فشكرا لك ولي عهدنا الميمون على إسناد المؤسسات التي تعبر حقيقة عن المستوى الشعبي والرسمي والملكي على المهمات الموكلة إليها.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير