خبير تربوي: المعلم الاعتيادي لم يعد يصلح للتدريس

{title}
أخبار الأردن -

 

غادة الخولي 
قال الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة إن اختلاف منظومة التعليم في العالم وتدخل التكنولوجيا والانترنت بأشكالها المتباينة أصبح عبئاً كبيراً على كاهل المعلم في التدريس.
وأوضح أبو عمارة في حديث لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، الأحد، أن المعلم التقليدي الذي يستخدم الطرق الاعتيادية في التعليم لم يعد صالحاً للجيل الحديث من الطلبة في الوقت الحالي.
وأضاف أن الطالب في الوقت الحالي لم يعد يعتمد على المعلم فقط كمصدر للمعلومة وإنما لديه العديد من المصادر، مبيناً أن الطالب إن لم يفهم درساً معيناً بأي مادة يمكنه الدخول إلى اليوتيوب وسيجد عشرات الحلقات المصورة والمكتوبة التي تساعده على الاستيعاب بشكل أكبر.
وأفاد أبو عمارة أن الكتاب أيضاً لم يعد المصدر الوحيد في المعلومة، مشيراً إلى أن المناهج الأجنبية يتوفر بها العديد من العناوين للدروس ولم تعد تقتصر على كتاب محدد للمدرسة، وأن ذلك فتح مجالاً للاستثمار الخاص لبيع الكتب التي يتم تأليفها للمدارس.
وأردف أن تجربة الكورونا كانت كفيلة لانتقال الطالب واستخدامه للإنترنت بأشكاله المختلفة ولساعات طويلة، والذي أدى إلى نقص كبير لدى الطلبة بالمفاهيم والاعتماد الكبير على الانترنت.
وبين أبو عمارة أن توصية التربويين تتمثل بإعادة تأهيل المعلمين وتزويدهم باستراتيجيات وأساليب التدريس الحديثة والتي يمكن من خلالها ترجمة المناهج الصمّاء والجامدة عبر قنوات حديثة كاستخدام التكنولوجيا.
وأكد أن المعلم القديم لم يعد يصلح لتدريس هذا الجيل، لافتا إلى وجوب أن يغير المعلم من مفاهيمه ومن الأدوات التي يستخدمها حتى يستطيع تلبية احتياجات هذا الجيل والمناهج التي تخضع للتغيير والتطور الدائم.
وبين أن الصفوف الأولى لا يصلح لها إطلاقاً مبدأ المحاضرة، لأن الحصص تكون قريبة إلى الملل وغير جاذبة للطالب، منوّهاً أنه يجب أن تكون الحصة ماتعة ونافعة للطالب من خلال اللجوء إلى آخر ما توصل إليه العلم من طرق للتدريس، عبر استخدام طريقة المجموعات أو التعليم الاستقرائي والعديد من الاستراتيجيات المختلفة ليحول الحصة إلى مدة مشوّقة وبعيدا عن الملل.
وأفاد أن استعمال حاسة واحدة بأن يكون المعلم مرسل والطالب مستمع قد يستفيد منها بعض الطلبة المميزين، بينما حينما يتم استعمال أكثر من حاسة كإضافة الموسيقى، استقبال الطلبة يكون أكبر وإذا قاموا بمشاركة التجربة بتشغيل كل الحواس لديهم سيستفيد بنسبة 100%.
وأكد أن المنهاج الدراسي يجب أن يشمل أنشطة صفية ولا صفية لخدمة العملية التربوية، مشيرا إلى أن كل نشاط داخل المدرسة يخضع لأهداف المنهاج.
وأفاد أن الأنشطة اللاصفية قد تكون في المزرعة أو في ساحة المدرسة أو بزيارة شركة أو مصنع أو مختبر، لافتا إلى أن ذلك يثير العملية التربوية ويزيد من كفاءة المعلم ويصب في إفادة الحصة الدراسية.
وأردف أن المناهج الحديثة أعدت كي يعتمد الطالب على نفسه وأن تكون لديه القدرة على التعلم الذاتي، مضيفاً أنها خاطبت الطالب ولم تخاطب المعلم كما كانت في القدم.
ونوّه أبو عمارة أن الأهل عليهم الانسحاب بشكل تدريجي من تدريس الأبناء بدءا من المرحلة المبكرة إلى الصف السابع، موضحاً أن اعتماد الطالب على الأهل أو المعلم بشكل كامل في التدريس يضر بالعملية التربوية ويعلمه الاتكالية.
وأكد أن كسب ثقة الطالب من قبل المعلم شيئاً ضروريا في العملية التربوية، عن طريق تمكن المعلم علمياً من مادته، لافتا إلى أن الخطأ العلمي مرفوض تماماً أمام الطلبة.
وأفاد أن المعلم عليه استخدام أساليب تدريس مناسبة لأعمار الطلبة، ومعاملتهم بإنسانية ولطف وأن يكون الأب الذي يحتضنهم ويستطيع تصنيفهم وفق قدراتهم ومستوياتهم الأكاديمية والفنية والتعامل معهم على أساسها.
وأكد أن تعزيز المعلم للطالب قضية مهمة في رفع مستواه وإشعاره بالإنجاز وخلق الدافع لديه بالاستمرار بالنجاح وتقديم الأفضل وعدم تخييب آماله أو ردعه حتى لو أجاب إجابة خاطئة.
وتابع أن على المعلم الاهتمام بهندامه وشكله الخارجي، ومشاركة الطلبة بمناسباتهم السارة والحزينة والأنشطة؛ كي يعمّق العلاقة والثقة معهم ويكون قدوة للطلبة ومحل احترام لهم.
وأفاد أنه يجب أن يكون المعلم "مهيوب ومحبوب"، موضحا أنه يجب أن تكون العلاقة مع الطالب بكل احترام ومحبة وأن تبقى حدود الهيبة بينهما وعدم تخطي الاحترام للمعلم.
وأكد أن الإدارة المدرسية لها دور كبير في تعزيز ثقة المعلم بنفسه من خلال تأهيله وتوفير كل ما يحتاجه بالغرف الصفية أو بالأنشطة ليكون حافزا له بالإبداع الأكبر.
تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير