عودة إسرائيل للعمليات العسكرية

{title}
أخبار الأردن -

الدكتور راكز الزعارير

خسر الرهان على استمرار الهدنة الاولى لحرب إسرائيل على غزة بالرغم من ترجيحات كانت تتوقع أن تمتد الهدنة لفترة أطول، أو احتمالات تطورها إلى وقف لإطلاق النار ثم الانتقال إلى مرحلة سياسية.

الأسباب الاستراتيجية لعودة العمليات العسكرية والتي تؤكدها المعلومات والواقع الميداني للحرب، والتحليل الاستراتيجي العسكري والسياسي هي:

خلافات في حكومة الحرب الإسرائيلية هددت بانهيار الحكومة، وبالتالي دخول إسرائيل في أزمة داخلية شائكة وعميقة تشل حملتها العسكرية.

وعدم تحقيق حكومة الحرب أهم هدفين وضعتهما لهذه الحرب هما: الأول القضاء على «حماس» وفق ثلاثة سيناريوهات حددتها القيادة السياسية والعسكرية: إما بالقائها السلاح والاستسلام، قتل قادتها من الصف الأول «السنوار والضيف وعبد السلام»، أو ترحيل وتهجير قيادات «حماس» العسكرية خارج غزة، ربما إلى تركيا، أو خيارات اخرى، وتسليم أسلحتها العسكرية.

الهدف الاستراتيجي الثاني هو تحرير الرهائن لدى «حماس». والذين بقي منهم في الاحتجاز ١٣١ رهينة بعد عمليات تبادل الأسرى خلال الهدنة الأخيرة. هذان الهدفان لم يتحقق أي منهما، وبالتالي لا زال الرأي العام الإسرائيلي ينتظر ما ستفعله حكومة الحرب في إسرئيل، وبانتظار النصر الموعود الذي تعهدت والتزمت بتحقيقه تلك الحكومة في تل ابيب.

السبب الآخر هو استمرار عمليات المقاومة الفلسطينية بكل جرأة وفاعلية في التصدي لجيش الاحتلال، وسبب آخر هو تنفيذ الشابان الفلسطينيان اللذان أفرج عنهما بعملية تبادل الأسرى الأخيرة في الضفة الغربية وينتميان لحركة حماس، بتنفيذ عملية في الضفة الغربية وقتل وجرح فيها نحو ٨ من قوات الاحتلال،

والسبب الرئيس الأهم تزويد الولايات المتحدى إسرائيل وعلى عجل بقنابل ذكية تزيد عن ٢٢٠ كلغم لاختراق الانفاق المحصنة، وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي وتمركزه في مواقع ومنافذ عسكرية محددة، ثمّ أعادت دراسة وتحليل استراتيجي للمعلومات المستجدة (تقدير موقف)، وكذلك تمشيط المنطقة الشمالية من غزة وجمع المعلومات من مواقع العمليات العسكرية والاستخبارية والتحليلات الاستراتيجية من المعلومات التحقيقية التي تم الحصول عليها بالتحقيقات مع الاسرى من حماس، الذين تم أسرهم بعد الحرب البرية.

ومن الأسباب أيضا السيطرة الأمنية التي تدعي إسرائيل بأنها حققتها على مواقع استراتيجية في غزة لتعزيز السيطرة عليها وتحصينها لتكون منطلق لتنفيذ عمليات اخرى على قيادات وعناصر حماس.

كما أن دور الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل بعدم وقف إطلاق النار حتى يتم تحقيق الأهداف الاستراتيجية العسكرية التي وضعتها حكومة الحرب، تشكل الدافع القوي الذي تستند عليه إسرائيل في قرارتها في هذه الحرب، والعودة بقوة لتنفيذ عملياتها الهجومية.

كما أن من أهم الأسباب الاستراتجية هو السعي الحثيث للحكومة لتحقيق صورة نصر عسكري يرفع الروح المعنوية التي لا زالت في أدنى مستوياتها لدى الجيش والشعب الإسرائيلي، وبذل أقصى جهد عسكري واستخباري ممكن للعثور على الرهائن وتحريرهم بالقوة العسكرية، وليس فقط بالمفاوضات التي تخضع لشروط المقاومة.

واخيراً، إصرار نتنياهو على استمرار الحرب لأطول فتره ممكنة، ليتجنب خسارته الشخصية لموقعه، وانتهاء عصره السياسي وربما إلى مصير ينتظره قضائيا بالحكم عيه بالسجن.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير