«التغيرالمناخي».. و«المآسي في غزة»

{title}
أخبار الأردن -

عوني الداوود

في الوقت الذي يبحث فيه قادة دول عربية واجنبية ومنظمات أممية في الامارات العربية المتحدة قضايا التغيرالمناخي في«مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28»، يواصل العدوان الاسرائيلي انتهاكاته على مرأى ومسمع العالم ضد غزة والضفة وكلّ فلسطين، في حرب ابادة لا يستثني فيها بشرا ولا حجرا ولا أي عنصر من عناصر البيئة أو المناخ.
في الوقت الذي يتم فيه بحث مستقبل العالم وحمايته من «الاحتباس الحراري» ومن أخطار «ثاني أكسيد الكربون».. يتم في غزة تهجير أكثر من 1.7 مليون فلسطيني من بيوتهم وقتل واصابة عشرات الآلاف خلال الحرب على غزة -كما أشار جلالة الملك عبدالله الثاني خلال كلمته أمس بمؤتمر COP28 مؤكدا جلالته «أنه لا يمكن الحديث عن التغير المناخي بمعزل عن المآسي الإنسانية التي نراها حولنا، مشيرا إلى ما يواجهه الفلسطينيون من تهديد مباشر يطال حياتهم».
العالم يبحث قضايا المناخ التي تعنى تماما بمستقبل وحياة البشر وكل عناصر البيئة في الوقت الذي يتم فيه الاعتداء على كل عناصر ومقومات البيئة بل يتم فيها ابادة ركيزة الوجود على هذه الارض وهم البشر وتحديدا الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين!
عن أي مستقبل يتحدث العالم، واسرائيل ماضية في عدوانها على غزة وجنين والقدس وباقي المدن الفلسطينية بل وتقصف أراضي لبنانية أيضا؟!.
عن أي مستقبل مناخي أو بيئي نتحدث واسرائيل تنتهك جميع القوانين الدولية وأنظمتها ومنها بالتأكيد تلك المتعلقة بالحفاظ على البيئة لأنها اسرائيل ترتكب الجرائم التالية بحق البيئة والمناخ والتي أشار اليها جلالة الملك أمس:
1 - في غزة يعيشون على كميات ضئيلة من المياه النظيفة والحد الأدنى من الغذاء.  
2 - في غزة تزيد التهديدات المناخية من فظاعة مآسي الحرب على القطاع.
3 - في غزة يزيد الدمار الذي تخلفه الحروب من شدة المخاطر البيئية كشح المياه وانعدام الأمن الغذائي.
-اسرائيل لا تهدد الامن والسلم في المنطقة والعالم فحسب بل هي تهدد البيئة والمناخ ايضا، وهذا بشهادة التقارير العالمية التي كشفت عن استخدام اسرائيل في حربها وعدوانها ضد الابرياء في غزة كميات مهولة من أسلحة محرمة دوليا كالفسفور الأبيض وغيره وهي تضر بالبشر و بالبيئة وتبقى آثارها لسنوات طويلة.
من هنا..كان الربط الذكي والحكيم من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني يوم امس في كلمته خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP28 في دولة الامارات العربية الشقيقة، وخلال لقاءاته على هامش أعمال المؤتمر مع قادة العالم، مجدّدا موقف الاردن الثابت مما يجري من عدوان على غزة والدعوة لوقف فوري للعدوان، وايصال المساعدات الانسانية فورا والسماح بادخالها لجميع القطاع.
أهمية مثل هذا المؤتمر وفي هذا التوقيت بالذات - رغم أن موعده محدد منذ مؤتمر كوب 27 / شرم الشيخ 2023 الا انه جاء في توقيت مهم للأسباب التالية:
1 - أنه في الوقت الذي يسلط فيه الضوء بصورة أو بأخرى على ما يجب أن يكون عليه حال المنطقة والعالم من تكاتف بجهود الحفاظ على البيئة والمناخ يشاهد العالم أن من يهدم البيئة وكل عناصر الحياة فيها هو العدو الاسرائيلي، «عدو السلام والمناخ» في المنطقة.
2 - المؤتمر شكّل فرصة في سياق تواصل جلالة الملك مع قادة العالم لبذل مساعي وقف العدوان على غزة ومواصلة بذل المساعي لايصال مساعدات كافية لجميع قطاع غزة وقد التقى جلالته امس خلال المؤتمر عددا من قادة العالم منهم (الرئيس الفرنسي والرئيس البلغاري ورئيس الوزراء البريطاني ورئيس وزراء ايرلندا).
3 - من المهم جدا اعادة تسليط الضوء على المبادرة الاردنية التي طرحها جلالة الملك في كوب 27 الماضي والتي تتعلق بمبادرة «مترابطة المناخ اللاجئين «العالمية التي تهدف لإعطاء أولوية الدعم والاستثمار المرتبط بالمناخ للدول المستضيفة للاجئين، هذه المبادرة التي دعمتها حتى الآن نحو 58 دولة.
4 - المؤتمر فرصة لاستعراض جهود الاردن كمثال يحتذى في المنطقة وكرائد في مجال العمل المناخي..وفي مقدمتها:
-الاستراتيجية الوطنية للطاقة والتي تهدف لتوليد 31 % من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2030.
-المركبات الهجينة والكهربائية باتت تمثل 18 % من نظام النقل في الاردن.
-ستعمل الأبحاث في مركزمحمية العقبة البحرية على استكشاف خصائص المنعة الفريدة للشعاب المرجانية في البحرالأحمر، لمنفعة جهود الحفاظ على الشعاب المرجانية وإنعاشها في جميع أنحاء العالم.
-اطلاق استراتيجية التمويل الاخضرالاولى من نوعها في المنطقة.
-اصدار اول سند اخضر.
-كما شكل المؤتمرفرصة للحديث حول واحد من اهم المشاريع «البيئية» وهو«الناقل الوطني» فهم مرتبط بالمياه وسيعتمد المشروع على«الطاقة المتجددة».
خلاصة القول.. فإن «كوب 28» شكّل فرصة ومنبرا للاردن لتوجيه أنظار العالم وتنبيه المجتمع الدولي لضرورة «أن لا نقف مكتوفي الأيدي، بينما الدمار الهائل الناجم عن حرب قاسية في غزة يهدد المزيد من الضحايا ويعيق التقدم نحو مستقبل أفضل للعالم، فالأجيال الحالية والقادمة ستقوم بمحاسبتنا» - كما ختم كلمته جلالة الملك -.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير