الاخبار العاجلة
براءة السنونو

براءة السنونو

الدكتور محمد أبو عمارة

في أحد الأيام و أثناء مروري بأحد الشوارع .. شاهدت لافتة مكتوب عليها : حضانة براءة السنونو ، استوقفتني هذه اللافتة !!

ما الذي جعلك توقن أن السنونو بريء !!

و هل الكناري مجرم مثلاً !! أم أن السنونو كان متهماً بقضية اعتداء و تحرش ( بالقبّرة) و ثبتت براءته لذلك سميّت هذه الحضانة احتفالاً بالمناسبة !!

ما الذي يجعلنا نطلق الأحكام و الصفات على الأشياء و الكائنات!!

فلماذا مثلاً نصف الفتاة الجميلة بأنها كالقمر !! و ليست كالمريخ أو المشتري مثلاً ؟!! لماذا القمر و هل هناك اختلاف بين القمر ككوكب و بين هذه الكواكب الأخرى !!

ومن ماذا يشتكي عطارد !! هل سمعته سيئة !! أم أنه بشع !! و ذو رائحة كريهة مثلا!! و لماذا نتغزل دوماً بالورد و نترك القرنبيط ( الزهرة ) مع أنهما متشابهتان بالشكل مع أفضلية القرنبيط بأنها تستخدم بالطبخ ، و تؤكل و ذات طعم لذيذ، أما الوردة العادية فهي لا تؤكل مثلاً !! فلماذا نتغزل بالورد! و نترك القرنبيط! أليس هذا ظلماً !؟ و لماذا نتغزل دوماً بالغابات الخضراء ! ناسين الصحاري الصفراء !! فهل اختارت الصحراء أن تكون كذلك !؟ وهل هي من اختارت أن تكون صحراء !

فلماذا إذا ً نظلمها و نستبعدها من كل قصص الحب و العشق و الخيال !!

فما هي القاعدة التي ننطلق منها لإصدار الأحكام أو الصفات على الأشياء !!

و ما الذي جعل للألوان دلالة !؟ فلماذا مثلاً يلبس اللون الأسود في الحداد !! و لماذا أصلاً يعتبر لون الحزن !! و لماذا يدل اللون الأصفر على الغيرة !! فهل كان اللون الأصفر زوجاً مكيوداً أو كان يغير من اللون الأحمر مثلًا!

من أين أتت دلالات هذه الألوان !!؟

و لماذا يدل الأخضر على الأمان !؟ فهل الذي يلبس اللون البني يشعر بالخطر مثلاً !! ومن ماذا يشتكي الأرجواني مثلًا؟

تفسيرات الأشياء و دلالاتها تستند إلى مبررات غير منطقية ، و لا ندري من أطلقها أول مرة و أصبحت بعد ذلك كالمسلّمات في عالم الرياضيات .

و أعود للتساؤل في بداية هذا المقال لماذا أعتقد صاحب الحضانة بأن السنونو بريء !! و هل هذا يدل على أن باقي العصافير و الطيور خبيثة أو لئيمة !!

علني أعود مرة أخرى لنفس المنطقة لأبحث عن هذه الحضانة و صاحبها و أسأله هذا السؤال !!

ومن يومها وأنا أنظر لكل العصافير باستثناء السنونو بنظرات الشك والريبة!


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).