دعوة إلى حوار وطني جاد من أجل تعديل السياسات التربوية
الدكتور: محمود المساد
كم باتت الحاجة ملحة لحوار وطني على أعلى المستويات - يتجاوز من لا يدركون هذه الأهمية، أو يعملون ليل نهار من وراء ستار لإجهاض هذا الإدراك - وبالذات ممن يهتمون بالشأن العام، والشأن التربوي، على الرغم من الارتباط القوي بينهما تأثرا وتأثيرا؛ حتى لو كان هذا الحوار على مائدة مؤتمر وطني يضم أصحاب الكلمة العليا في توجيه الرأي العام، وذلك من أجل أن تراجع فيه جميع السياسات العامة التي توجه عمليات النظام التربوي من جهة، ووضع سياسات جديدة تُلزم النظام التربوي عل التغيير بعملياته كلها نحو سياسات تتفق والمعطيات الجديدة التي فرضتها عمليات طوفان الأقصى، وفرضها نصر العبور المؤزر في 7 اكتوبر - 2023، من جهة أخرى!!
ومما يُغني الحوار، ويثريه، ويجعله مسوّغا أن تؤخذ الأفكار الآتية بعين النظر والأهمية:
* وقوف جلالة الملك على تراجع مستوى التعليم، وتصريحاته الواضحة غير مرة، أنه - أي مستوى التعليم - لا يواكب تقدم التعليم بالعالم، وأنه لا يساهم في تحقيق أهداف الأردن في المنعة، والازدهار.
* تراجعنا المتسارع في الاختبارات، والتصنيفات الدولية لأنظمة التعليم في معظم دول العالم على العديد من المعايير مثل: فقر التعلم، وجودة التعليم، وأداء طلبتنا في العلوم، والرياضيات، واللغة العربية…..
* بعد أن تكشفت عورات السياسات العامة التي توجه عمليات النظام التربوي، لم نعد نهتم بالخطوط الحمر التي كنا نلتزم بها مجبرين، أو نستشعرها بذكائنا الذي يقدمنا بمراتب السلطة، إن بادرنا بها تحت شعارات الحداثة، واستلهام تجارب الدولة الأميز بالتعليم.
* _ الرد على كلام " نتن ياهو" الجارح في مؤتمره الصحفي، ليلة الأربعاء الموافق 22/ 11/ 2023، بأن من سيدير غزة بعد "حماس" هو من يستطيع تربية الأولاد على اللاكراهية لإسرائيل.!! وفي ذلك بلاء كبير!!
* وهنا، وبعد كلام هذا "النتن ياهو" تتضح لنا الأسباب الظاهرة، والخفيّة وراء ضعف مناهجنا، وأنها غريبة عنّا، ولا تشبهنا من جانب، ولماذا يستعصي علينا تعديلها، وتطويرها، في الوقت الذي قبلناها وأردناها؟ من جانب آخر؟
ولعل هذا يفضي بنا إلى الإجابة عن التساؤلات الآتية:
* _ هل المقصود أن "نتن ياهو" سيختار الإدارة التي سيملي عليها خطة التربية والتعليم؟
أو
* _ الإدارة التي ستحكم غزة بعد حماس، وفصائل المقاومة، عليها أن تلتزم بالخطوط الحمر التي تحددها إسرائيل؟
وهل هذا يعني بطبيعة الحال، وبشكل غير مباشر :
* _ أن الدول العربية التي تسكت عليها إسرائيل، هي من تلتزم بهذه الخطوط الحمر؟
المطلوب: حوار وطني بشراكة
المواطن المهتم، بعيدًا عن الخيارات التقليدية،
على أن يسبق هذا الحوار الوطني دراسة واعية، ووافية لمعركة طوفان الأقصى بتفاصيلها كافة؛ وصولا إلى خلاصات ذات علاقة بتوجيه السياسات العامة للنظام التربوي، وعملياته، بما يتوافق وينسجم مع نتائج انتصارات غزة ( ما بعد 7 اكتوبر).
حمى الله الأردن وطنا عزيزا عصيّا، والموت لكل الفيروسات التي تدعو للجبن، وتفضّل الخنوع، وتبيع الذات!!!