كيف نتعامل مع الأثر النفسي للحرب؟

كيف نتعامل مع الأثر النفسي للحرب؟

 

غادة الخولي 

أكد المستشار النفسي، الدكتور عبد الرحمن المزهر، إن القضية الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى أحيت في روح شعوب العالم مشاعر لم تكن موجودة من قبل.
وقال مزهر في حديثه لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، إن الإحباط الذي يسود الأشخاص بعدم تقديمهم أي مساعدة لسكان غزة، يزول بتقديم أي مبادرة مثل؛ المقاطعة لأي داعم للاحتلال ولو كان بسيطاً أو إيصال الصوت والكلمة المؤثرة أو حتى الدعاء، والذي يحسن من شأن نفسية الأشخاص بعدم الشعور بالعجز أمام ما يحدث.

 

وأضاف المستشار النفسي، أن كل شخص يمكنه تقديم أقل المبادرات في سبيل تخفيف شعور الإحباط لديه.
وأكد مزهر أن أطفال غزة لديهم خبرة كبيرة بالحروب، وأنه منذ عام الـ2000 عاشوا 5 حروب شنّت على غزة، بالإضافة إلى الاشتباكات التي كانت تحدث في غلاف القطاع.

 

ونوه إلى أن الأطفال تعايشوا مع صوت إطلاق الرصاص والطائرات والقصف، وفقدهم للمقربين، مما عزز لديهم الصلابة والمناعة النفسية في مواجهة الحروب.
وأوضح مزهر أن أطفال غزة لديهم المفهوم العقدي والوطني بوتيرة كبيرة، وأن مكانة الشهيد لديهم عالية يتمنون وصولها، وهذا من شأنه يخفف عنهم مرحلة الفقد التي يعيشونها.
وبين أن المفهوم العام أن الوالد أو الأخ أو الأم لم يتوفوا بل هم أحياء، مما عزز لديهم الصلابة والمناعة واختراع الحيل النفسية للتغلب على فقدهم والظهور بشكل قوي وبردات فعل لا يتوقعها الراصد الطبيعي.
 وأكد مزهر أن الحرب بعد انتهائها سيكون لها تبعاتها النفسية، والكرب ما بعد الصدمة، خاصة للأطفال والنساء، إلا أن الدعم المجتمعي لديهم يعتبر كبيراً؛ لذا نرى عند انهدام بيت أو ارتقاء شهيد يهبّ الجميع عندهم بالمساعدة والدعم والتخفيف عبر التكافل الاجتماعي من وطأة الكارثة فيما بينهم، لافتاً إلى أن المصيبة حينما تكون عامة بين عدد كبير من الناس تهوّن على صاحب الفقد أثرها بشكل أكبر من أن تكون بشكل فردي له.

تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).