الاخبار العاجلة
اقتصادياً.. لا نحتمل المراهنة

اقتصادياً.. لا نحتمل المراهنة

علاء القرالة

يبدو أن العالم حاليا دخل مرحلة الرهان على عمر «الحرب» والعدوان الاسرائيلي على غزة فهناك من يقول ويحلل بان الحرب ستنتهي قريبا بينما هناك من يقول بان هذه الحرب ستطول وستتشعب اهدافها ومخططاتها الخبيثة الى ابعد مما يتصوره العالم، والسؤال هنا ماذا اعددنا نحن اقتصاديا لمواجهة تداعياتها ؟.

المتابع لهذا العدوان الوحشي من قبل قوات الاحتلال ضد اهلنا في قطاع غزة سيجد ان اهداف الاحتلال تتجه صوب التهجير القسري من مناطق الشمال الى مناطق الجنوب بالقطاع وبأساليب اجرامية بشعة وحقيرة لم تشهدها البشرية، مستهدفين المدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات والكهرباء والماء والغذاء وسط مقاومة شرسة، وهنا نرى ان الحرب ستطول اذا ما كان الهدف التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.

بالمقابل تجد ان الحراك العالمي الرافض لهذه الحرب وعلى جميع المستويات يتصاعد يوما وراء يوم ويشكل وسيلة ضغط كبيرة على دولة الاحتلال لوقف عدوانها واعلان الهدنة ووقف اطلاق النار والمجازر والانتقال لتفاوض على اطلاق الاسرى من الطرفين وهنا نجد ان هذا العدوان سيتوقف ويتخذ منحنيات اخرى ومنها اما اعلان هدنة او وقف العدوان.

الجهود الدبلوماسية الاردنية والعربية استطاعت وخلال فترة قياسية تعرية وكشف المخططات الخبيثة للكيان الاسرائيلي الذي نجح في بداية عدوانه بتزييف الحقائق التي اجتاح بها الرأي العام العالمي من خلال ماكنات اعلامية ومنصات تواصله المتصهينة، وهذا ما كان له الاثر الكبير في تغيير مجريات التعاطف مع ما قام به الاحتلال من اقناع العالم بانه يمارس الدفاع عن النفس ويحارب الارهاب، ما ولد ضغطا عالميا كبيرا لأيقاف هذا العدوان.

في جميع الحالات سواء ان توقف العدوان او طال، علينا الاستعداد لكافة السيناريوهات واتخاذ كافة التدابير لتجنيب اقتصادنا اي تحديات قد تواجه جراء هذا الحرب الوحشية، وذلك من خلال وضع تصورات وخطط تفترض ان الحرب ستطول لاسمح الله، فمنذ بداية العدوان والمؤشرات الاقتصادية ومعدلات النمو الاقتصادية لكثير من القطاعات محليا اخذت بالتراجع وبشكل حاد وملموس.

الاقتصاد الوطني استطاع وعلى مدار السنوات الماضية مواجهة كثيرا من التحديات الصعبة جراء التحوط واخذ الاجراءات الاحترازية مبكرا، ولهذا علينا مراجعة الوضع القائم والاستفادة من التجارب الماضية وخاصة اننا امام تحد كبير لايمكن اغفاله او الرهان على ان العدوان سيكون كما «سحابة صيف'ستذهب.

خلاصة القول، ان اقتصادنا الوطني سيتأثر كثيرا في حال استمرت الحرب طويلا وعلينا ان نتجهز ونستعد لمواجهة هذا التحدي وان لا نراهن على قرب انتهاء العدوان الاسرائيلي على غزة،بالاضافة لدحر الشائعات التي لربما سيستغلها بعض من المندسين والمتربصين لنزع استقرارنا الاقتصادي بهدف اضعاف مواقفنا التي لا يمكن لاحد ان يزاود عليها تجاه القضية الفلسطينية وخاصة في موضوع المقاطعة.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).