الاخبار العاجلة
انقذوا نازحي غزة من المطر والبرد والموت

انقذوا نازحي غزة من المطر والبرد والموت

د. راكز الزعارير
نزح أكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة جراء الحرب البشعة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني والتي تجاوزت كل القيم الانسانية والدينية والقانونية.

النازحون الغزيون افترشو الأرض والتحفوا السماء بعد أن هجروا من بيوتهم التي دفعوا شقاء أعمارهم ليحصلوا عليها ودمرتها الآلة العسكرية الاسرائيلية الممتدة منذ ٧/ اكتوبر.

اليوم تغرق أمتعة النازحين وخيامهم البسيطة أمام العالم العربي والإسلامي والدولي بإمطار السماء، ولا قدرة لهم من أطفال وشيوخ ونساء إلا البقاء والاستسلام تحت المطر، الذي كانوا ينتظرونه للخير، وحولته الآلة الحربية الصهيونية إلى معاناة لا يستطيع النازحون تحملها لعدم استعداداتهم بالحد الأدنى لمواجهة الموسم المطري.

الأمطار والبرد على النازحين تهدد حياتهم بالفناء، خاصة المرضى والمصابين الذين فروا من جراء العمليات العسكرية الاسرائيلية، ولا يجدون العناية الطبية الكافية لمعالجة جروحهم ومعاناتهم من الأمراض، التي تتفاقم كل يوم وساعة بشكل أكبر، بعد ان اخرج جيش الاحتلال مستشفيات القطاع في النصف الشمالي من غزة من الخدمات الطبية ربما باستثناء المستشفى العسكري الاردني والبعض القليل الاخر من مستشفيات ميدانية.

الضمير الإنساني العالمي تجاه الشعب الفلسطيني ما زال مخدراً من إدعاءات قادة إسرائيل ونتنياهو، الذي يدعي بأن معاناة القتلى المدنيين الفلسطينيين ونزوحهم هي امر جانبي وهامشي لنتائج الحرب، وهذه مواقف تكشف العقلية المتطرفة لقادة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.

على كل القادرين في العالم العربي والمال العربي وشرفاء العالم، التسابق اليوم دون لحظة تاخير لامداد النازحين بكل مستلزمات الحماية المدنية والاجتماعية من اماكن الايواء والملابس الدافئة والوقود والطاقة والطعام والشراب والادوية والمستلزمات الطبية، لمواجهة تقلبات الطقس والشتاء والامطار، قبل ان تجرفهم السيول وفيضانات الامطار، ويصبح العالم في وصمة عار أخلاقية تاريخية تصيب الامة والمجتمع الدولي والانساني.

لقد تعرى قادة إسرائيل من القيم الإنسانية باستهدافهم المدنيين من الشعب الفلسطيني بحجة اصطياد قادة ورجال المقاومة الفلسطينة، وهي حجة كاذبة لتبرير إبادة أكبر عدد ممكن من الأطفال الفلسطينين من ابناء شباب المقاومة والعزل المدنيين من أهل غزة.

وزير خارجية دولة الاحتلال يتحدث عن أن أمام الالة العسكرية الاسرائيلية الهجومية في غزة ثلاثة اسابيع يتزايد خلالها الضغط الدولي من الدول الداعمة لإسرائيل لوقف الحرب، ووزير دفاعها ورئيس الوزراء نتانياهو يقولون بانهم لا يهتمون بالراي العام الدولي، ويضاعفون حجم الهجوم على غزة...!

ترى ماذا انتم فاعلون يا دعاة الحقوق الانسانية والديموقراطية والحريات والمساواة والاخوة الانسانية، وأين أنتم والمبادئ الأربعة عشر للرئيس الأميركي ويلسون، وزعيم الديمقراطية الفرنسية شارل ديغول، ومبادئ المغناكارتا الديمقراطية البريطانية، ومن نداءات الحبر الاعظم في الفاتيكان، وفوق كل ذلك اين انتم من مبادئ التسامح والتعايش؟.

انقذوا اليوم قبل غد أهل غزة من وسائل القتل العسكرية الإسرائيلية، ومن أسباب الموت الطبعية والمقدور على معالجتها بتكلفة بسيطة من الجهد والتنسيق والإمدادات المعيشية والعناية الطبية.

لا تغرنكم الروح المعنوية العالية والمكابرة على الجراح لاهل غزة في تصريحاتهم امام كمرات الفضائيات، وقلوبهم خاوية واطفالهم يعانون من المجاعة وأمهاتهم ثكلى وشبابهم تحت القصف والنار المجرمة لجيش الاحتلال.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).