عجز العالم عن وقف الحرب

{title}
أخبار الأردن -

منير دية 

كشفت الحرب الدائرة في قطاع غزة عجز حكومات العالم و مؤسساته عن وقف المجزرة والابادة الجماعية التي خلفت الالاف من الضحايا المدنيين أغلبهم أطفال ونساء ولم تستطع الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها توفير الحماية اللازمة للمدنيين الذين اصبحوا هدفاً سهلاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي فقصفهم في المستشفيات والمدارس ودور العبادة ومراكز الايواء وتجاوز بذلك كل القوانين والأنظمة والأعراف الدولية بل ومنع عنهم الغذاء والدواء والوقود وقطع عنهم الكهرباء والماء والإتصالات في جريمة لم يشهد العالم مثيلاً لها من قبل .

صمت العالم الا من بعض الأصوات الحرة من هنا وهناك ولكنها لم تستطع وقف العدوان او ادخال المساعدات الإنسانية التي تراكمت عند معبر رفح فمئات الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء تنتظر اذن جيش الاحتلال لتدخل لقطاع غزة الذي يحتاج اضعاف هذه الشاحنات فهناك اكثر من مليونين ونصف انسان بحاجة لابسط مقومات الحياة .

اكثر من أربعين يوماً مضت على تلك الحرب ولا زالت الآلة العسكرية مستمرة في القتل والتدميروالعالم ينتظر من حكومة الحرب الإسرائيلية تحقيق أهدافها المعلنة منذ بداية الحرب ولكن دون جدوى فلا هي قضت على المقاومة الفلسطينية ولا اعادت الرهائن والمحتجزين الى ذويهم ولا حتى احتلال قطاع غزة وتهجير أهله منه كما وعد نتنياهو في بداية العدوان فكل الذي قام به هو قتل الأطفال والنساء وتدمير البيوت والمستشفيات .

الا تكفي الدماء التي سالت في قطاع غزة من هؤلاء الأبرياء لكي يتحرك العالم ويجبر إسرائيل على وقف الحرب وفتح المعابر وكسر الحصار المفروض منذ اكثر من ستة عشر عاماً ،الم يحن الوقت بعدما قتل الاف الأطفال لكي يقوم مجلس الامن بإجبار إسرائيل على وقف عدوانها وتطبيق قرارات الأمم المتحدة حتى يسود الامن والاستقرار في هذه المنطقة الملتهبة منذ عشرات السنوات .

ستبقى مشاهد هذه الحرب في ذاكرة احرار العالم ومن يدافع عن الإنسانية وستبقى صورة الأطفال الذين قتلوا في المستشفيات وهم في مرحلة العلاج من السرطان او من هم في اسرة الخداج او الذين كانوا بحاجة ماسة لأجهزة التنفس الاصطناعي ستبقى صورتهم في ذاكرة الأجيال القادمة والتي لن تستطيع نسيان ما حصل .

 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير