ماركس والنفير الغربي وغزة

{title}
أخبار الأردن -

كتب محمود أبو هلال - كانت نبوءة ماركس العلمية تقتضي بأن  يتطور الصراع الطبقي نحو ثورة اجتماعية شيوعية وفي لحظة ما تنهار الحضارة القائمة ويتغير شكلها، وتطيح بالرأسمالية المتحكمة، ومعها يتم الاطاحة بالتشريعات والتنظيمات السياسية والاجتماعية، بما فيها وجود الدولة ذاته.

نبوءة ماركس كانت حتمية الحدوث، لولا الحيلة التي اعتمدتها الرأسمالية الغربية برشوة الطبقة العاملة، وتمكينها من مستويات من الرفاهية التي تمنع تأزم الأوضاع الاجتماعية إلى الحد الذي يدفع العمال للثورة كما تنبأ ماركس.

كيف ومن أين تم دفع الرشوة؟

حدث ذلك من خلال الاستعمار، الذي مكن الغرب من استنزاف مقدرات شعوب العالم جميعًا، وإعادة توجيهها نحو سياسات اجتماعية سمحت بتوفر الرفاهية لعمال الغرب، وانعدام شروط الثورة المتمثلة في الفقر والبؤس.

يستلزم استمرار رفاهية شعوب الغرب، فيما يستلزمه، بقاء بقية شعوب العالم تحت سيطرتها وهيمنتها، وأن يستمر استغلال هذه الشعوب، من التجارة غير العادلة إلى سرقة الكفاءات، دون نسيان أشكال التدخل والتأثير الثقافي والسياسي التي تجعل هذه الشعوب تعيش في حلقة مفرغة من المشكلات التي تمنع نهضتها.

ما علاقة استرجاع التاريخ، بموقف الغرب من مجازر "إسرائيل" ضد غزة؟.

إن العالم  العربي والإسلامي يمثل التهديد الأقصى لاستمرارية تاريخ الغزو الاستعماري، من بين شعوب العالم. ليس هناك شعب أو ثقافة أكثر من الأمة العربية الإسلامية قدرة على تحدي هذه الهيمنة الغربية. يتعلق الأمر هنا باعتبارات متعددة يتداخل فيها ما هو جغرافي وتاريخي بما هو ثقافي وقيمي وهووي.

لن تجد لخوف الغرب الرأسمالي على "إسرائيل" أي مبرر ثقافي ولا اقتصادي ولا حتى عقائدي وإنما مبرره الوحيد أن تظل "إسرائيل"  شوكة مزروعة في جسم هذه الامة تشغلها بألف شكل و صورة وطريقة عن نهضتها فتعرقلها في كل أشكال الالتباس.

لقد بينت المقاومة صباح السابع من اكتوبر أن "إسرائيل" ليست قدرا وأن الضعف والفقر والهوان والتبعية واستمرار الهيمنة والتسلط والاستغلال الغربي ليس قدرا.

يخشون على "إسرائيل" لأن سقوطها هو إعلان عن انهيار حضارتهم القائمة على الاستغلال والاستعمار بكل أشكاله.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير