حرب غزة الواقع والتداعيات الإقليمية والدولية.. ندوة في البلقاء التطبيقية
رعى رئيس جامعة البلقاء التطبيقية الاستاذ الدكتور احمد فخري العجلوني الندوة الحوارية التي نظمتها عمادة شؤون الطلبة بعنوان " حرب غزة الواقع والتداعيات الاقليمية والدولية " واستضافت فيها الفريق الركن المتقاعد الدكتور قاصد محمود صالح والعميد المتقاعد الدكتور عمر الرداد بحضور الاساتذة نواب رئيس الجامعة وعميد شؤون الطلبة وحشد من طلبة الجامعة وذلك على المسرح الرئيسي للجامعة .
الفريق المتقاعد قاصد محمود وفي قراءة عسكرية شاملة للبعد العسكري والاستراتجي للحرب على غزة اكد ان الحرب على غزة هي حلقة من حلقات المواجهة مع العدو مشيرا الى ان العدو نجح في معظم المواجهات وهذه الحرب الاولى التي تعرف نتائجها من ساعاتها الاولى ، واصفا هذه الحرب بأفضل الحروب العربية الاسرائيلية والتي تودي فيها المقاومة افضل الاداء العسكري بكل روح قتالية وكفاءة وشجاعة عالية وبإمكانيات بسيطة قادرة على احداث الاضرار الكبيرة .
واستعرض الفريق قاصد محمود السياق التاريخي للمواجهات بين العرب وإسرائيل والمعارك التي خاضها العرب والعدو الاسرائيلي في عام 1956 وحرب 1967 وحرب 1973 مبينا ان المواجهة مع العدو بدأت منذ 106 عام بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى .
وأشار الدكتور قاصد ان الانتفاضة في فلسطين عام 1987 انتجت حركة المقاومة حماس، والتي تشكل بعدها اتجاهين في فلسطين حركة حماس وبيئتها غزة والتي اجبرت شارون على الانسحاب من غزة وبقيت على عهدها في المقاومة والتي انفصلت عن السلطة الفلسطينية، وحركة فتح وخيارها السلام.
واشار الفريق قاصد الى ان حماس خاضت اربعة حروب في عام (2008-2014-2018-2021) في غزة قبل ان تخوض معركة 2023 والتي حدث فيها التغيير الاهم في الصراع مع العدو الاسرائيلي حيث استطاعت حماس مهاجمة 22 هدف وتسعة مواقع عسكرية وقتل وتدمير واسر عدد من الجنود، وبين الفريق المتقاعد ان اسرائيل اخذت اسبوعيين للحشد تخلله قصف جوي عنيف لكافة المواقع المدارس والجوامع والكنائس والمستشفيات، للبدء بتاريخ 28-10 عملية برية على قطاع غزة حيث شهدت العملية مقاومة شديدة من حماس دمرت وأعطبت فيها 180 دبابة ومدرعة وما زالت المواجهه قائمة، وان هذه الحرب مفتوحة النتائج متوقعا ان تفاجأ حماس العدو بعملية خلف الخطوط وان الحرب ستتوقف فجاءه كما بدأت .
كما اشار قاصد الى مواقف الاردن الدائمة والثابتة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني والداعمة لحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ، مؤكدا انه لا يمكن ان تنعم المنطقة بالاستقرار والامن دون تطبيق هذه القرارات واخذ الحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة.
يدروه استعرض العميد المتقاعد الدكتور عمر الرداد في قراءة امنية سياسية ودولية للحرب على غزة ضمن ثلاثة محاور وهي السياقات المرجعية للحرب قبل حدوثها بوجود يمين متطرف في اسرائيل وحكومة متطرفة والعلاقة بين السلطة الفلسطينية والضغوط الكبيرة من الحكومة الاسرائيلية على السلطة والتطبيع العربي مع اسرائيل ومحاولة القفز عن الملف الفلسطيني والقضية الفلسطينية بالإضافة الى العلاقة الاردنية الاسرائلية التي شابها الكثير من المطبات .
ووصف العميد الدكتور عمر الرداد ان العملية التي قامت بها حماس تشكل انجاز نوعي وتخطيط محكم وبشكل سري وتنفيذ متقن.
كما بين الرداد في محور نتائج الحرب ان هناك العديد من السيانورهات والأفكار لهذه الحرب والتي ابرزت العديد من الحقائق ومن ابرزها ان الملف الفلسطيني والقضية الفلسطينية اصبح ملف على طاولات البحث الدولية وأصبحت ملف البحث في مجلس الامن وأمريكا والاتحاد الاوروبي وان فكرة الدولة الفلسطينية اصبحت اكثر واقعية، وتغير الرأي العام العالمي ، وحقيقة التهجير ووقف التهجير والتي اصبحت نتيجة الوعي العربي والفلسطيني صورة غير مقبولة على غرار هجرة النكبة .
وأشار الى الموقف الاردني والذي يرتكز على موقف ثابت، مشيرا الى ان جلاله الملك تبنى موقفا متقدما عبر محطات عديدة وفي عدد من المحافل الدولية والقمة العربية الاسلامية الاستثنائية الاخيرة ينسجم مع الموقف الشعبي مشيرا الى موقف الاردن لا يتطلع الى الشعوبيات في اشارة الى عملية انزال المواد الصحية والطبية الاغاثية التي قام بها سلاح الجو الملكي على المستشفى الميداني في غزة، وان الاردن سار على مدار الازمة في اطار تكتيكي يقوم على وقف العدوان على غزة وعلى المستوى الاستراتجي يقف موقفا راسخا ثابتا اساسه حل الدولتين وقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية ، واشار العميد المتقاعد الى خطابات جلاله الملكة رانيا والمقابلات التي جاءت مكملة للموقف الاردني الراسخ وهي لقاءات مهمه وتحدثت فيها عن الجانب الانساني وخاطبت به ضمير الانسانية والضمير الدولي تجاه ما يحدث للمدنيين والأطفال العزل في قطاع غزة.