القمة امام الاختبار
منير دية
بعد ما يقرب ٣٥ يوماً من بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وبعد اكثر من أربعين الف انسان بين شهيد ومصاب ومفقود تحت الأنقاض غالبيتهم من الأطفال والنساء وتدمير عشرات الالاف من المنازل والمدارس والمستشفيات في جريمة لم يشهد مثلها العصر الحديث، تنعقد القمة العربية الطارئة في العاصمة السعودية الرياض بطلب من السعودية وفلسطين لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة .
الشعوب العربية والإسلامية تتطلع لموقف جريئ يصدر عن القمة العربية يتم من خلاله وقف اطلاق النار فوراً وفتح معبر رفح بشكل كامل لإدخال المساعدات الإنسانية دون قيد او شرط والبدء في مفاوضات لتبادل الاسرى والمحتجزين و الاتفاق على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بأسرع وقت كطريق وحيد لحل الصراع .
ما شاهده العالم جميعاً من جرائم حرب ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة تجاوزت كل القوانين والأعراف الدولية يفرض على القمة العربية موقفاً مختلفاً تماماً عما كان يصدر في القمم السابقة ويعطي مبرراً لتصعيد لهجة الخطاب والتلويح بإلغاء اتفاقيات السلام الموقعة مع بعض الدول العربية وقطع العلاقات بشكل كامل مع هذا الكيان و استخدام جميع أوراق الضغط لوقف الحرب.
تمتلك الكثير من الدول العربية علاقات سياسية واقتصادية مع دول العالم ويجب استغلال هذا الجانب لحشد تأييد دولي يجبر إسرائيل على وقف الحرب فوراً فاستمرار هذه المجزرة تهديداً لأمن المنطقة باسرها وستدفع شعوب العالم ثمن هذا العنف .
الأردن اعلن الحرب مبكرا على الكيان الإسرائيلي اذا اقدم على تهجير الفلسطينيين او نقل الحرب الى الضفة الغربية وقاد جلالة الملك جهوداً دبلوماسية كبيرة لوقف الحرب وإدخال المساعدات وكان الموقف الأردني متقدماً على الكثير من المواقف ،وكان لوزير الخارجية ايمن الصفدي صوتاً معبراً عن ضمير الأردنيين والذي وصل لعواصم العالم ووضع النقاط على الحروف .
غداً سيكون يوماً حاسماً للقادة العرب فشعوبهم تنتظر منهم الكثير لوقف المجزرة والانتصار لاخوة العروبة والدم والمصير والتدخل بكل السبل لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة والتهجير .