قمة السعودية تحلم بمنظمة التحرير لطرد كابوس المقاومة
عمر كلاب
لم يفسر مسؤول اردني، سرّ تعاطي الديبلوماسية الاردنية الفاتر مع القمة الطارئة، التي ستحتضنها العاصمة السعودية، الرياض، بعد خمسة اسابيع من الحرب على غزة، تلك القمة التي تفقد اي ملمح طوارئ، ليس بفعل تجاوزها عامل الوقت الكاشف لمعنى الطارئة، بل بحكم عوامل متعددة تكشفها تباين المواقف العربية حد التناقض، فدول المسار الابراهيمي مثلا لم تكشف عن رؤيتها للقمة ولا عن حجم المسافة التي ستقبل قطعها لوقف العدوان او الضغط لإنتاج وقف لإطلاق النار, بدل هُدن انسانية لا تقدم سوى الدعم لدولة الاحتلال، في تفريغ شمال غزة من سكانه، حسب تعليق السياسي الاردني.
رئيس الوزراء الاردني الدكتور بشر الخصاونة، تجاوز خلال لقاء مع غرفة التشريع الثانية في البرلمان الاردني – مجلس الاعيان – خُصص لمناقشة العدوان على غزة، الاجابة عن المأمول اردنيا من القمة، بل حاول اجتياز السؤال الذي طرحه أحد اعضاء مجلس الاعيان، بإيماءة من رأسه، تفيد بانعدام التفاؤل، وكذلك قفز وزير الخارجية الاردني عن الاشارة للقمة خلال لقاء جمعه بكتيبة إعلامية أردنية التقاها في مبنى الكابيتول العماني، بدعوة من دائرتها الثقافية.
رؤساء عرب استبقوا القمة بجولات بينية، قبيل ساعات من انعقاد القمة، مما يؤشر بأن الموقف ليس واضحا، فأمير قطر تميم بن حمد زار عاصمتين تشوب علاقة بلاده معهما فتور طويل، الامارات العربية ومصر، مسبوقا ذلك بقمة امنية عالية احتضنتها الدوحة لمناقشة ملف الاسرى بحضور مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ورئيس جهاز الموساد، وقبله كان وفد حماس في القاهرة لمناقشة نفس الملف، فهل الدوحة تريد تقاسم هذا الملف مع مصر ام ان وفد حماس هرب من سندان الدوحة الامني الى مطرقة المخابرات المصرية؟ قبيل يوم واحد من القمة التي استذكرت اخيرا منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني، كما سيقول بيانها الختامي.
واستذكار منظمة التحرير في هذا الوقت حصرا، ليس دليل نوايا حسنة من القمة, بل انكار لشرعية المقاومة الفلسطينية التي باتت الاكثر تمثيلا للشعب الفلسطيني، بل ولشعوب عربية، من المنظمة التي حولتها السلطة الفلسطينية الى شقة صغيرة في احد بنايات رام الله، وكأن المطلوب عربيا اعطاء ابرة الحياة لمنظمة التحرير الفلسطينية بصورتها المترهلة، كي تصرف شبح المقاومة، وتمنح بيانها الختامي الهش طوق نجاة، بإلقاء الكرة في حضن المنظمة الخالي من اوراق قوة او ثقة، طالما ان فصائل الفعل المقاوم خارجه، وطالما ان مصر الموكل اليها ملف جمع الشمل الفلسطيني تحت راية منظمة التحرير الفلسطيني، تتعامل مع حركة حماس بوصفها ملف امني اسوة بالعاصمة عمان التي تغلق اذانها امام دعوات كثيرة بالانفتاح على حركة حماس والكل الفلسطيني.
قمة بدأت باهتة وبعنوان واحد وببيان اعد منذ مساء الخميس، وجد في استحضار واستذكار منظمة التحرير الفلسطينية، ضالته لمحاولة الخروج من البئر الذي سقطت فيه المنظومة العربية برغبتها، منذ عقود بعد ان فتحت الباب لكل المشاريع الاقليمية بالطوفان داخل الاقليم العربي، دون ان تقدم مشروعا قوميا واحدا، سواء لتحلية مياه في عاصمة عطشى او منكوبة، او مشروع للتصدي لمنع دول اعضاء من الدخول في دائرة الفشل.
ويبقى السؤال عن مدى التمثيل الاردني في هذه القمة وإن كان سيخالف المألوف الاردني برئاسة الملك عبد الله للوفد ام لا، بعد ان المحت مصر الى امكانية غياب رئيسها، ردا على غياب رجل السعودية القوي عن مؤتمر القاهرة الدولي، قمة ضائعة أكثر منها طارئة اذن، بعد فشل عربي من اتخاذ موقف صلب يدعم ما يسمى بالقضية المركزية، فما بالكم بالقضايا الفرعية.