الدعوة المتطرفة لضربة نووية على غزة!
د. راكز الزعارير
أدت حالة الارتباك والشرخ الكبير على المستوى الحكومي والعسكري في دولة الاحتلال الى خروج وزير التراث المتطرف في حكومة نتنياهو عميحاي إلياهو عن عقله وطوره، وتصريحاته بامكانية توجيه ضربة نووية الى قطاع غزة، والتضحية بالمختطفين الإسرائيليين والأجانب لدى المقاومة كثمن للحرب، وإعادة احتلال غزة، وبناء المستوطنات اليهودية فيها.
هذه التصريحات إجرامية، لا تصدر إلا من مجرمي حرب في القرن الواحد والعشرين، وهي غير بريئة على الاطلاق وانما هي جزء متجذر من عقيدة التشدد الديني والتطرف الصهيوني يمثلها ياهو كوزير في حكومة الائتلاف المتطرفة في إسرائيل.
وبالرغم من استنكار رئيس الوزراء نتانياهو ووزير دفاعه وكثير من القيادات الاسرائيلية لتصريحات ياهو، إلا ان هذه التصريحات تؤشر الى عجز وفشل القيادة السياسية والعسكرية الاسرائيلية من تحقيق أهدافها لهذه الحرب من خلال عملياتها العسكرية والامنية الهجومية الحالية في قطاع غزة.
هذه التصريحات من وزير يمثل شريحة من المجتمع السياسي المتطرف في إسرائيل،تكشف عن الوجه المشؤوم للمتطرفين والمتشددين الاسرائيليين الذين لا تحكمهم اي قيم أو ضوابط انسانية او اخلاقية او دينية لاحترام القوانين الانسانية والبشرية أمام المجتمع الدولي كله، وان هؤلاء لن يتوانوا في يوم ماء عن ارتكاب مجازر ابادة للعنصر البشري، ليس فقط ضد ألشعب الفلسطيني او المسلمين بل وايضا ضد المسيحيين واليهود على نهج الوزير المتطرف.
وفي هذا السياق لابد من الإشارة الى قوى وتيار السلام في إسرائيل،الذي له قاعدة شعبية ونخبوية من دعاة التعايش مع دولة فلسطينية مستقلة مجاورة لإسرائيل على حدود ٦٧، وله نشاطات متعددة سابقًا و حاليا في الدعوة لوقف الحرب على غزة والعودة إلى خيار السلام كحل وحيد لامن ومستقبل الدولة العبرية، و يتوجب على هذه القوى الآن الوقوف بحزم امام هذا التطرف الاجرامي وتكثيف نشاطه في الدعوة لوقف الحرب على غزة.
إسرائيل اليوم تدفع ثمن المواقف المتطرفة لحكومتها وقادتها المتشددين، الذين ينكرون على الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية المشروعة في اقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة، كباقي شعوب العالم، وهذا ما حذر منه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين منذ عشرين عاماً قادة العالم والدول المعنية بملف فلسطين، بما فيهم القيادات الاسرائيلية، وستبقى مواقف ورؤية الملك المخرج الوحيد من الحروب المتكررة والكوارث الإنسانية الناجمة عن الصراع الفلسطيني العربي مع إسرائيل، الممت? لاكثر من قرن من الزمن، والذي بدأ مع وعد بلفور عام ١٩١٧، وكان قد تم العمل على تأسيس الدولة العبرية في مؤتمر الحركة الصهيونية برعاية هرتزل في مدينة بازل بسويسرا عام ١٨٨٧، حيث وضعت الأسس والمبادئ للحركة الصهيونية العالمية المتمثلة ببروتوكولات حكماء صهيون، وإقامة وطن لليهود في فلسطين على حساب شعبها العربي الفلسطيني العريق.