الصفدي للعالم: لا نريد مساعدات إنسانية بل وقف الحرب
أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، العمل ضمن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني الواضحة والمباشرة بالقيام بكل ما نستطيعه من أجل وقف الحرب الكارثية على غزة وإسناد أهالي القطاع والحديث مع كل العالم بأن ما يجري لا يمكن قبوله من أي منطلق سياسي أو أخلاقي أو إنساني.
كما أكد العمل مع الجميع لإيصال صوت الأردن الموحد الذي يعبر عن الجميع قيادة وشعبا وحكومة وبرلمانا، والذي ينادي بأن "هذه الحرب تمثل جريمة حرب وتقتل الأبرياء ولن تحقق أمنا وسلاما"، متحدثا عن السير "ضمن رؤية حددها جلالة الملك. ونعمل بكل طاقاتنا. وكل ما نفعله ليس كافيا مقارنة مع ما نريد أن نقوم به في هذه الظروف لكننا نبذل كل ما نستطيعه من جهد والتوفيق من الله".
"الكل موجوع مما يجري في غزة. كلنا ننظر إلى أهلنا في غزة ونرى هذه الحرب التي تشنها إسرائيل عليهم. ولا يمكن إلا أن نتفاعل معها بكل مشاعرنا"، متابعا الصفدي "رأيت أنا وجه جلالة الملك وهو يعمل في الأمس مباشرة من أجل إيصال المساعدات للمستشفى الميداني الأردني غزة/76 لمساعدة أهلنا هناك. الكل متأثر".
وأضاف "نحن نعمل لإيصال رسالة وموقف وبذل جهد. وعلينا أن نقنع المجتمع الدولي، أن نوصل رسالتنا لهم أن ما يجري كارثة ولن يحقق أمنا وسلاما، وأن جرائم الحرب التي ترتكب والعقاب الجماعي وقتل الأبرياء والأطفال وتدمير المساجد والكنائس والمدارس كلها جرائم حرب لا يمكن أن تقبل".
"علينا أن ندرك بأن تغيير الرأي العالمي أساسي"، وفق الصفدي الذي ذكر أن جلالة الملك ذهب مبكرا في زيارات إلى أوروبا وتحدث من هناك إلى المجتمع الدولي الرسمي والشعبي ليقول: "إن هذا كارثة لا يمكن السكوت عنها".
وأكد الصفدي أن "الجهود مستمرة ولكن هنالك موقف وعمل؛ الموقف كلنا متفقون عليه، والعمل علينا أن نديره بما يحقق نتائجا ولذلك يجب مخاطبة الآخر باللغة التي يفهمها ويستوعبها"، مشيرا إلى أنه "بين الموقف والعمل تسير الجهود الأردنية التي يقودها جلالة الملك من أجل الوقوف إلى جانب أشقائنا".
وقال الصفدي: أتحرك في المساحة التي يحددها جلالة الملك الذي كان واضحا بأن موقفنا يجب أن يصل إلى العالم دون مراباة بل بوضوح وصراحة، والموقف الأردني أننا "لا نرى إلى هذه الحرب دفاعا عن النفس، نرى فيها قتلا للأبرياء، تدميرا لغزة برمتها، دفعا بالمنطقة كلها إلى آتون الحرب، إسرائيل تحيل غزة أرضا يبابا".
وزاد أن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية قوية، ولأمريكا دور كبير، "وعلاقتنا معها تحتمل أن نكون صريحين مع بعضنا البعض"، لافتا الصفدي إلى أنها ليست المرة الأولى التي يعبر فيها الأردن عن موقف يتناقض مع مواقف أصدقائه والقوى الدولية الكبرى.
وعاد للتذكير بأن جلالة الملك وقف في وجه صفقة القرن بوضوح وعزم وتعبير حقيقي عن مشاعر كل الأردن، مشددا الصفدي على أن "موقفنا ثابت لا يتغير وتحركاتنا يقودها جلالته بما يحقق الأثر الأكبر".
"وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عندما كان بالأردن، جرى بيننا حديث مباشر وواضح، وهم يقبلون أن نتحدث بصراحة، ونحن نقبل أن يتحدثوا بصراحة، ونحن مختلفون بشأن الموقف من الحرب على غزة بشكل جذري، ولكن يجب أن نتحدث معهم، فالدبلوماسية هي أن تتحدث مع من لا تتفق معه وأن تحقق اختراقات في مواقف ترى أنها غير مواتية وخاصة مع دول لنا معها علاقات قوية".
وبين أن "مكانة الأردن والسمعة التي بناها جلالة الملك وطورها تتيح لنا أن نتحدث بصراحة مع الجميع، لأن الجميع يعرف أن الأردن ينطلق من منطلقات ثابتة أخلاقية إنسانية قانونية سياسية، وبالتالي عندما يتحدث الأردن العالم يسمع لأنه يعرف بأننا نتحدث بلغة الصريح الواضح المباشر، بلغة الدولة التي تريد السلام وتعرف أنه ضرورة للمنطقة برمتها، بلغة تخبر العالم كله أيضا أن ثمة طريقا واحدا للسلام هو تلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خاصة حقهم بدولتهم المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران من عام 1967".
"قلنا بشكل واضح ونقول إن هذه الحكومة الإسرائيلية التي يتحدث فيها وزير عامل بالأمس يقول بإلقاء قنبلة ذرية على غزة"، وفق الصفدي الذي فسر "ما يقوله هذا المتطرف العنصري أنه يجب أن تمحى غزة عن وجه الأرض، لم يكفه أن إسرائيل ألقت حتى الآن ما يزيد على القنبلة التي ألقيت على هيروشيما، ويريد أبعد من ذلك".
وتابع "لو كان أي وزير آخر في أي دولة أخرى قال مثل هذا الكلام لأقام المجتمع الدولي الدنيا، لكننا لم نسمع كلمة، ونحن نقول ذلك بوضوح، وهذا يؤشر إلى ما نرفضه من معايير مزدوجة في التعامل مع هذا الموضوع"، مشددا على أن "إسرائيل لا يمكن أن تبقى فوق القانون ونحن نقول هذا بوضوح وصراحة".
وقال إن "الحكومة الإسرائيلية التي تضم متطرفين عنصريين وتسمح بإرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين وتحميهم وتبني المستوطنات وتهدم المنازل وتصادر الأراضي لم تبد أي اهتمام بالسلام".
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية "أقنعت نفسها وأرادت أن تقنع العالم بأنها يمكن أن تقفز فوق القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني لتحقيق السلام الإقليمي"، لافتا إلى أن جلالة الملك كان دوما يقول إن "هذا كلام عبثي عدمي ستثبت الأحداث أنه سيقود المنطقة إلى الهاوية، وهذا ما حصل".
"لن نقبل أن يستمر العالم بتغطية عجزه عن اتخاذ موقف واضح ينادي بوقف الحرب ويعمل من أجل ذلك بطلب مساعدات إنسانية"، مشددا الصفدي "لا نريد مساعدات إنسانية، ومستعدون في الأردن والعالم العربي أن نتشارك قطرة الماء ولقمة الخبز مع أهالي غزة وأن نلبي احتياجاتهم الإنسانية، ما نريده هو وقف هذه الحرب والدمار، وهذا هو الموقف الأساسي لجلالة الملك".
وأكد أنه " ننظر إلى الضفة الغربية. إضافة إلى الموقف والجهد السياسي الذي نقوم به لحماية أهلنا في الضفة وجه جلالة الملك منذ البدء وأرسلنا مساعدات إنسانية".
وكرر حديثه "قادرون في عالمنا العربي وهنالك موقف عربي ثابت ومنسق مع كل الأشقاء، ونحن في الأردن نشاركهم لقمة العيش، ونوصل المساعدات، لكن على هذه الحرب أن تنتهي، ونريد موقفا دوليا واضحا وصريحا وفعلا عمليا مؤثرا يوقف هذا الدمار لأن كل لحظة تمر دون وقف هذه الحرب الكارثية ووقف جرائم الحرب هذه تعني موت طفل أو امراة أو شيخ أو تدمير مستشفى أو مدرسة".
"هذه حال لن تؤدي للسلام بل ستوجد ظروفا لن تنتج إلا رفضا أشد للاحتلال وما يقوم به، وهذا خطر على العالم كله أن يعرف أنه خطر حقيقي"، وفق الصفدي.
وعن إنزال مساعدات طبية عاجلة للمستشفى الميداني الأردني في غزة، قال الصفدي: رأينا وجه جلالته ومشاعره وحزمه وإصراره وهو ينظر إلى ما يجري في غزة بأننا سنفعل كل ما نستطيعه وكل ما بإمكاننا من أجل إسناد أهلنا ووقف ما تقوم به إسرائيل من قتل وتشريد وتدمير لهم.
وأكد متابعة جلالته منذ اللحظة الأولى، وأعاد الصفدي التأكيد "لن نسمح باستمرار هذا الحصار على أهلنا في غزة، وسنقوم بكل ما نستطيعه"، منوها بأن "حرمان الغزيين من حقهم بالماء والدواء والغذاء جريمة حرب مضافة إلى جرائم الحرب التي تسببها هذه الحرب وترتكبها إسرائيل".
ولخص الموقف الأردني برسالة واحدة، أن "الأردن شعبا وملكا وحكومة ومؤسسات يقف وقفة رجل واحد مع أهلنا في فلسطين، وضد ما يجري، وكل إمكانات الأردن ومكانته وما يستطيع القيام به سيقوم به بحزم ووضوح وصراحة، والعمل مع الجميع بتوظيف كل علاقاته الدولية والتنسيق مع الأشقاء في الدول العربية لإيصال هذه الرسالة: لن نترك أهلنا في غزة وحدهم، نحن معهم نقدم كل ما نستطيع ونقوم بكل ما ييسره الله لنا من إمكانات حتى نرفع هذه الكارثة عنهم".
وختم برسالة لأهالي غزة وفلسطين مفادها "اعلموا أن الأردن لم ولن ولا يكون إلا معكم"، لافتا إلى التلاحم والوحدة في الموقف والبوصلة والتاريخ الأردني الذي كتب بدم شهدائنا في القدس وكل أنحاء فلسطين.