كيان محتل تتكشف هشاشته

{title}
أخبار الأردن -

يوسف ضمرة

صحيح أن الاقتصاد الإسرائيلي وناتجه المحلي يقارب نصف تريليون دولار سنويا، وجلها تأتي من إنتاج في التكنولوجيا والمعدات، لكنه اقتصاد وكيان يثبتان يوما بعد يوم بأن ضخامتهما كـ"البالون"، سرعان ما تتبدى هشاشته جراء قيامه على العدوان والاستيطان وسرقة حقوق شعب كامل وثرواته.

منذ اغتصابها لفلسطين وإسرائيل تحاول أن تفرض منطق القوة في كل شيء وتستعرض به، وبنت حولها حالة من التماسك والأمن وسوقت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، فجاءت عملية المقاومة بغزة في 7 أكتوبر الماضي، لتكشف هشاشة الدولة وصورتها المهشمة.

الحرب وهشاشة الكيان انعكس سريعا ايضا على تصنيف وكالات التصنيف الدولي للاقتصاد والوضع الإسرائيلي فخفضت أو هددت بالتخفيض لهذا التصنيف.
إيغال العدو الإسرائيلي بالدماء الفلسطينية اليوم ليس حادثا طارئا، بل هي سياسة معتمدة على المدى الطويل، وما جرائمها ومجازرها الا انعكاس الهشاشة التي تكشف عنها في عملية 7 أكتوبر، حيث عاقبت المدنيين بغزة ليصل عدد الشهداء حتى الآن الى أكثر من 10 آلاف شهيد وأكثر من 20 الف مصاب، لكن التاريخ والحق يصب لصالح الشعب الفلسطيني بوجه هذا الاحتلال البشع والدموي، وإسرائيل رغم كل حروبها واجتياحاتها تواجه اليوم وغدا الحقيقة وهشاشة هذا الكيان المصطنع.
مع انطلاق مرحلة المعارك البرية اليوم في هذه الحرب العدوانية بات واضحا حجم الرعب والأرق الذي يعيشه الكيان وقادته من لحظة المواجهة مع رجال المقاومة على الأرض، وخشيتهم من تكبد خسائر كبيرة بالأرواح وهو ما حدث ومتوقع له أن يزداد أكثر فأكثر مع امتداد واتساع المعارك البرية بمحاولة دخول قطاع غزة.
الخسائر الكبيرة في الأرواح و الجرحى بين أهل غزة قاسية ومحزنة وتثير الغضب، لكن وراء هذه التضحيات عقيدة وإرادة ثابتة وصمود وتمسك بالبقاء بأرضهم، وذلك ما هو أقوى من غطرسة الآلة العسكرية الإسرائيلية وعربدتها، التي تنتقم فقط من المدنيين الأبرياء ومن البنى التحتية للقطاع المنكوب.

واقتصاديا، فكلما امتد أمد الحرب ستزداد القناعة الراسخة لدى جمهور المستثمرين وسكان كيان الاحتلال، بأن هذا ليس مكانهم، وأن الراحة ليست في أرض فلسطين المحتلة، فمن يستطيع أن يقنع الإسرائيليين بأن مستعمرات غلاف غزة آمنة بعد الإنجازات التي تحققت وستتحقق، ومن سيقنعهم أن تل أبيب وحيفا وإيلات التي تدكها صواريخ المقاومة هي آمنة أو بيئة استثمارية مجدية؟! .
كلما ازدادت إسرائيل ومتطرفيها عربدة وعدوانا كلما اكتشفوا وتيقنوا أن حلمهم بتهجير موجات جديدة من الشعب الفلسطيني وتصفية القضية على حساب الدول المجاورة وهم وحلم عابر، فتلك النظريات ما عادت صالحة أمام الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته بوجه أعتى جيش احتلال ووسط تواطؤ غير أخلاقي ولا إنساني من الولايات المتحدة والغرب.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير