الملثم يفوز بالكرة الذهبية لعام 2023 (تفاصيل)
مطارنة: أبو عبيدة يخاطب الوجدان الجمعي لدى الجماهير التواقة للنصر بعد الإحباط
المجالي : الملثم النجم الحقيقي وقائد ملهم وقدوة للجماهير لإيقاظه مفاهيم العزة والكرامة والوطنية
مصطفى بالو
أجمعت الجماهير على اختلاف ميولها الرياضية والسياسية، على الناطق العسكري للمقاومة الفلسطينية في غزة أبو عبيدة الملقب بـ"الملثم"، يستحق تسلم الكرة الذهبية للعام 2023، عبر مساحة واسعة محليا وعربيا، في اسقاط سياسي رياضي جديد، تناقلته الجماهير، على نطاق واسع من منصات التواصل الإجتماعي، تلاشت أمامه بريق نجومية الأسطورة الكروية الأرجنتيني "ميسي" الذي توج بالكرة الذهبية للمرة الثامنة في تاريخه، من خلال الحفل السنوي لمجلة "فرانس فوتبول" في باريس مؤخرا، الذي مر دون أن تصاحبه الهالة الجماهيرية المعهودة، والمناكفات الرياضية المعتادة بين جماهير النجوم من دون أن يتقفى أثره أحد إلى حد كبير.
وخاضت "صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية" في مدلولات التوصيف الجماهيري، ودوافع الجماهير على اختلاف فئاتها صغارا وكبارا وذكورا وإناثا، ودخوله إلى الساحة الرياضية، حتى توجت الجماهير "أبوعبيدة" بالكرة الذهبية، في تعبير واضح لتفوقه الساحق ، ومدى تأثيره على عقولهم، واستحواذه على اهتماماتهم الرياضية، حتى غرقت أساطيرهم ونجومهم ومنهم "ميسي" في بحر نجوميته الهادر، دفعا لعوامل نفسية ورياضية.
يرى خبير علم النفس الدكتور موسى مطارنة أن الإسقاط الجماهيري بصورته الرياضية على حدث سياسي كبير له دوافعه النفسية العميقة لدى الجماهير، مفسرا : " نتفق أن ما أحدثته المقاومة في غزة هو "هزة"، هزت الضمير العربي والعالمي، وما فعلته المقاومة في 7 تشرين الأول، صنع نشوة إيجابية داخل الوجدان-الضمير- الجمعي لشعوب الوطن العربي، وجاء التأثير النفسي العميق نتيجة تعطش الشعوب للنصر بعد الإحباط الذي سكنهم طويلا".
وأضاف: "شكل ذلك ثورة داخلية في نفوس الجماهير من افراح الفخر، وإن تعرضت في الوقت نفسه إلى صدمة نفسية عميقة، نتيجة مشاهد القتل الصهيوني البربري للأبرياء وحرب الإبادة والدمار، إلا أنها زادتهم صلابة نفسية، وإضاءة مشاعل النصر في كوامنهم، وامتدت أشعة ساطعة بالأمل لدى الجماهير نحو الانتصار واحياء أمل تحرير فلسطين، ولعل التأثير النفسي لدى الجموع نبعه اسقاط أسطورة الجيش الذي لا يقهر بفعل المقاومة الرهيب، وكان له التأثير النفسي الكبير لدى جمهور متعطش للنصر، كوامنه ثائرة على ظلم وقهر الاحتلال الصهيوني، وما رافقه من تأييد عالمي جائر بحق الفلسطينيين والشعوب العربية".
وحول إسقاط التوصيف بمنح ناطق المقاومة "أبوعبيدة" جائزة الكرة الذهبية للموسم 2023 في جماهيرية جارفة تفوقت على أساطير الجماهير الكروية، أجاب مطارنة: "صحيح أن "أبوعبيدة" بطل سياسي، والأرجنتيني ميسي الفائز بالكرة الذهبية مؤخرا نجم رياضي، لكن الجماهيرية تعطى نتيجة تأثر نفسي عميق لدى الفرد والمجموعة".
وزاد : "وأبو عبيدة برباطة جأشه وصدقه وفدائيته وحضوره العسكري والخطابي، ومخاطبته الوجدان الجمعي بمفاهيم نضالية صادقة ونابعة من القلب العروبي، ودفاعه عن الحق بوجه العدو الصهيوني، فهو خاطب ما يتأجج في الكوامن النفسية لدى الجماهير المقهورة، فغدا النموذج لدى الجماهير عامة والشباب خاصة، فكرمته على طريقتها الخاصة بالكرة الذهبية، تقديرا نفسيا يفسر مدى نجوميته وتأثيره في إيقاظ الوجدان الجمعي، ولأن غالبية الشباب رياضية، أسقطت هذا التوصيف في حدث سياسي كبير، وكوامنها النفسية العميقة تقول : "ابوعبيدة" يستحق أكثر من ذلك".
من جانبه، يجد رئيس اتحاد الإعلام الرياضي أمجد المجالي أن النجم سواء رياضيا أو سياسيا تقاس نجوميته بمدى تأثيره الإيجابي على الجماهير، موضحا: "دائما ما تبحث الجماهير عن صفات في نجمها ، لاسيما بأن يكون بطلها وملهمها وقدوتها، ومدى قدرته على إحياء الأمل والطموح فيهم، وكأنه يروي قصة الهام في كوامنهم، لذا التفت الجماهير وخاصة الرياضية حول الكثير من الأساطير لاسيما بيليه، مارادونا، ميسي، كريستيانو رونالدو، وغيرهم من النجوم في كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية، لأنها تركت أثرا عميقا ما يزال يخاب الصفات المحببة لدى جموع الجماهير فمنحتهم الجماهيرية رياضيا وسياسيا وعلى مختلف الأصعدة".
وأضاف:"لذا جاءت جماهيرية "أبوعبيدة" الساحقة لدى الجماهير وخاصة الرياضية، وعاش فيهم الجم الحقيقي الذي تتلاشى أمامه كل نجومهم حتى اسطورة الجماهير ميسي، وتبعا لأهمية الحدث والحرب الصهيونية على غزة، وما أحدثته انتصارات المقاومة، والغضب على المجازر والدمار الصهيوني، جاء "أبوعبيدة" ليتحدث بعفويته وصدقه، يتصف بالشجاعة، ويخاطب أمتنا المقهورة، بقيم عروبية أصيلة للعزة والكرامة ويعطي جرعات كبيرة من الأمل والحرية والنصر، والمرتبطة ارتباطا وثيقا بما يجيش في كوامن الجماهير، لذا جاء الإجماع الجماهيري بتسليمه الكرة الذهبية للموسم 2023، باعتباره بطل بكل المفاهيم وغطى على كل النجوم في هذه المرحلة الحرجة ".
وعن موقف اتحاد الإعلام الرياضي الأردني وقدرته من تغيير وجهة نظر "الدولي" في الحرب الدائرة على غزة، أجاب المجالي: "انطلقنا من الموقف الأردني الداعم بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني للقضية الفلسطينية، وحق إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف، ومن علاقة التوأمة التاريخية مع فلسطين التي يعبق ثراها بدماء شهداء الأردن، وكنا الاتحاد العربي الوحيد للصحافة الرياضية، الذي أصدر بيانا طالب بإيقاف العدوان الصهيوني السافر على غزة".
وأردف قائلا : " لم يعجبنا بيان الاتحاد الدولي الذي انحاز للكيان الصهيوني، فدعونا إلى اجتماع برموزه عبر تقنية "الزوم"، ووضحنا موقفنا الصريح والصارم في العدوان على غزة، وفندنا ما يصلهم من معلومات مضللة تتناقلها الصحافة الأوروبية، فما كان من "الدولي" إلا أن غير لهجته وصيغة بيانا، وطالب بإيقاف الحرب على غزة انتصارا لحقوق المدنيين والشعب الأعزل في غزة وفلسطين".