الدبلوماسية واتساعها
د. اشرف عدنان الغزاوي
ما نشهده في أيامنا هذه ومنذ السابع من أكتوبر تحديداً والحدث الكبير الذي حصل وما ترتب عليه من تعقيدات وتغييرات آنية ومرتقبة بالأيام القادمة يجعلنا نفكر أكثر وبعمق أكبر بمعنى الدبلوماسية وأثرها على الأحداث والمنطقة ككل بشكل خاص والعالم بشكل عام .
إن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه من اللحظة الأولى لأحداث السابع من أكتوبر والتي ما زالت مستمره لهذه اللحظة لها أثر ومعنى ايجابيين على العالم العربي والإسلامي بشكل خاص , والعالم بشكل عام , ولها كل الأثر على عدم إتساع الصراع الحاصل لما هو أبعد والذي يخشاه الجميع .
وهنا يأتي السؤال الذي يفرض نفسه بقوة على الأحداث وهو : الى أي مدى ممكن أن تتسع الدبلوماسية ؟
برأيي إن مدى إتساع الدبلوماسية مرتبط بمدى تطور الأحداث , كما أنه لكل شيء حد معين , وللدبلوماسية أوجهه وأشكال عدة منها برأيي : دبلوماسية ناعمة ودبلوماسية حادة وكل وجه منها يعتمد على معايير عدة منها : الحدث نفسه ومكانه وزمانه وتأثيراته وغيرها من المعايير .
إن ما يحدث الآن بقطاع غزة من قتل وتشريد وترهيب وتجويع ومعاناه يصعب وصفها وتحملها على النفس البشرية يعتبر تجاوز كبير على القانون الدولي والإنساني والذي يتعارض مع كل ما ذكر, ولهذا مما لا شك فيه بأن الإعتماد على مدى إتساع الدبلوماسية وخصوصاً الناعمة منها سوف يكون أضيق مما سبق .
إن ما نشاهده من ضغوط شعبية متزايدة بالشارع العربي والإسلامي والعالمي من شأنها أن تقود الى مدى أكبر من إتساع الدبلوماسية , ومن الممكن أن تساعد بان يرى أصحاب القرار بالعالم الغربي الأحداث بمنضور مختلف عما يروه الآن , حيث أن الأحداث بتزايد مستمر والوقت له قيمة لا يمكن وصفها فيما يحدث الآن .