الاخبار العاجلة
الجبهة الداخلية للمرة الألف

الجبهة الداخلية للمرة الألف

عصام قضماني

هذه اوقات عصيبة والغضب فيها على ما ترتكبه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة بلا حدود.

أهلنا هناك يحتاجون منا أن نصمد، وأن نكون اقوياء لان صمودهم وقوتهم وصبرهم من صبرنا، ولن يكونوا راضين ان اهتزت جبهتنا الداخلية ولن يكونونوا اقوياء ان ضعفت عزيمتنا، هذه هي القاعدة التي يحب ان تتكيء عليها، ليس فقط لان الموقف الذي يصمد فوق منصته جلالة الملك يمثل كل واحد منا بل ايضا لان قوة موقفنا على قاعدة تماسك جبهتنا الداخلية هي قاعدة اساسية ينطلق منها دعمنا ومساندتنا لشعبنا الفلسطيني في الداخل.

اقول هذا وانا اتابع المشهد الداخلي بما فيه غضبنا والمنا الذي لم يتوقف على طول هذا الصراع ولطالما تجرع هذا البلد ذات الالم ولطالما ذاق هذا البلد ذات المعاناة فنحن شركاء في هذا كله جنبا الى جنب مع اخوتنا في الداخل الفلسطيني فان هبت نسمات من الطمأنينة من هناك نعمنا بها وفرحنا وان ذرفت دمعة او اهدرت دماء فاننا نبكي وتنزف.

لا مصلحة الا لاسرائيل في تباين مواقفنا أو حتى في التعبير الخاطيء لها وان اي تخريب لمؤسساتنا خلال مظاهرات ومواقف الغضب لن يخدم اهلنا بل أنه يخدم اسرائيل في هذا العدوان الاجرامي.

أن أي تشويه لصورة مؤسساتنا الرسمية والاهلية هو تشويه لموقفنا الموحد.

الغاضبون الذين يعبرون خطأ عن غضبهم في الاضرار ببعض المرافق او الغاضبون الذين يدعون الى مقاطعة مؤسسات وشركات ومطاعم وطنية بجريرة علاماتها التجارية او بجريرة مواقف ذات الوكالات في دول اخرى وفي اسرائيل انما هم كمن يطلق النار على قدمه.

ذات هذه المؤسسات لها مواقف معلنة فهي لم تدخر جهدا في الدعم والتعبير عن مساندة الاهل في فلسطين عبر التبرعات فهل نكسر همتها بمواقف عشوائية غير مسؤولة وهل نجفف دعمها للخزينة التي تصون المرافق وتدفع رواتب الاف الموظفين في الجهاز المدني، وهل نصل بها الى مرحلة العجز عن اعالة الاف الاسر خلف الاف الايدي العاملة الاردنية التي تعتاش منها ام ان دعاة المقاطعة سيكونون سعداء ان ساهموا في اطعام هؤلاء الشباب العاملين في هذه المرافق الى وحش البطالة.

نحتاج إلى ترشيد سلوكنا ومواقفنا لتكون في خدمة القضية التي ندافع عنها ونغضب لها.

نحتاج الى نبذ الشائعات والتوقف عن تلقف الاخبار الكاذبة التي لا تساهم الا في اضعاف موقفنا وتشتيت جهودنا لرفع العدوان وتضميد جراح اهلنا في فلسطين في معركة نيلهم لحقوقهم في دولة حرة ومستقلة.

هذا العبث يخدم العدوان فقط ولا يقدم أية منفعة على طريق حرية فلسطين.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).