خبراء: حرب غزة كشفت عيوب العرب وخطر الانقسام الفلسطيني

{title}
أخبار الأردن -

أكد خبراء ومختصون بالشأن السياسي، أهمية إيجاد حل سياسي لأزمة الانقسام الداخلي بين الفصائل الفلسطينية حتى تتوحد في قرارها مستقبلا.

وبينوا خلال جلسة حوارية أقامتها مؤسسة مسارات بعنوان "الحرب على قطاع غزة"، أهمية وجود مشروع عربي ينهي حالة الانقسام ويوحّد القرار العربي بعيداً عن الإملاءات الغربية أو التدخلات من دول المنطقة.

وأجمع المنتدون في الجلسة الحوارية على الموقف الأردني الرسمي والشعبي، ممثلا بموقف جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وولي العهد سمو الأمير الحسين والملكة رانيا العبدالله ووزير الخارجية أيمن الصفدي، القوي في دعم القضية الفلسطينية ودعم الأهالي الأشقاء في قطاع غزة ورفضهم القاطع للانتهاكات من قبل كيان الاحتلال الصهيوني

وخلال الجلسة التي أدارها المدير التنفيذي لمؤسسة مسارات طلال غنيمات، تحدث عبر تقنية الاتصال المرئي وزير السلطة الفلسطينية الأسبق المتحدث الرئيسي في الجلسة نبيل عمرو، مقدما تحليلاً سياسياً لمجريات الأحداث التي رافقت الحرب منذ بدايتها.

عمرو: لا مستقبل للمشروع الإسرائيلي إذا تمكن العرب من ترتيب أوضاعهم

وقال عمرو إن الوضع الداخلي في الضفة الغربية صعب جدا وهناك تضييق على الشعب الفلسطيني بسبب حالة الجنون التي يعيشها الاحتلال الاسرائيلي.

وأضاف عمرو أنه لا مستقبل للمشروع الإسرائيلي إذا تمكن العرب من ترتيب أوضاعهم خاصة دول الطوق المجاور (الاردن ومصر وسوريا)، من خلال منظومة سياسية في لمواجهة هذا المشروع .

وبين عمرو أن الحرب ساهمت في تعميق الغضب الشعبي العربي على ما يعرف بإسرائيل بصورة غير مسبوقة وهذا يؤكد أنها لن تكون في المستقبل جزءل من الشرق الأوسط.

وشدد على أهمية الانتباه إلى الوضع الداخلي الفلسطيني خاصة بعد انتهاء الحرب وضرورة تسوية العديد من القضايا.

وأضاف أن الضفة الغربية ساهمت على طوال السنوات الماضية في وقف المشروع الإسرائيلي بابتلاع القدس والسيطرة عليها، حيث عملت على حجز الجيش الاسرائيلي لسنوات عن التدخل في غزة . 

وأكد أن الصفة الغربية ساهمت في حرمان إسرائيل من امتلاك عاصمة آمنة بل حولتها إلى ثكنة عسكرية على الدوام بفعل المقاومة.

وأشار إلى أن الاحتلال يطرح سيناريو بعد الحرب، يتمثل في فرض حصار على الضفة الغربية من دول الاتحاد الاوروبي من خلال تراجع الدعم المالي رغم أنها تناقصت مؤخراً.

وأكد عمرو على أن بشاعة الحرب الحالية في غزة لا يمكن تخيلها وأن الدعم الغربي كان غير منسجم مع بشاعة جرائم الاحتلال.

وشدد عمرو على أهمية المباشرة في عدد من القضايا التي لا تحتمل الانتظار لحين انتهاء الحرب، ومنها إنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي وتوحيد الدولة الفلسطينية.

الداوود: يبدو المشهد أكثر تعقيدا وأكثر خطرا على المنطقة برمتها

رحب عضو أمناء مؤسسة مسارات والوزير الأسبق سامي الداوود بالحضور، ورحب بالضيف الوزير الدكتور نبيل عمرو. 

وقال الداود إن مسارات تعكس منذ بدء الحرب على اهلنا في غزة على عقد الجلسات الحوارية النقاشية للوقوف على الحدث الجلل والحرب الوحشية التي يشنها جيش الاحتلال الحاقد على القطاع أمام صمت العالم على جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل في الاسبوع الرابع على التوالي، مشيراً إلى أنه يبدو ان أوان نهايتها لم يحن بعد. 

وأكد أنه مع دخول الحرب على قطاع غزة أسبوعها الرابع، يبدو المشهد أكثر تعقيدا وأكثر خطرا على المنطقة برمتها، وسط استمرار ما يمكن وصفه بـ"الجنون الإسرائيلي" المتمثل بالقصف الهمجي غير المسبوق لغزة، وبدء محاولات اجتياحه البري للقطاع.

وأفاد أن هذا كله بالتأكيد، يجعل من الصعب التنبؤ بمآلات الحرب الدائرة وما إذا كانت بالفعل ستمتد على نطاق أوسع بدخول أطراف أخرى إلى قلب المواجهات العسكرية على نحو أعمق وأشمل، لكن من المهم على الأقل وفق المعطيات الحالية أن نستمع إلى وجهة نظركم وتصوراتكم للصراع.

وأفاد الداود أنه منذ بدء الأحداث العسكرية، برز الموقف الأردني الذي يواصل الضغط باتجاه وقف إطلاق النار وتكثيف دخول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين ورفض التهجير القسري، وكان آخر أبرز المواقف البارزة للمملكة هي يوم أمس في الأمم المتحدة وتبني قرار الهدنة، والذي يعد بحق نجاحا وانجازا مقدرا للدبلوماسية الاردنية. 

وأردف أنه قبل ذلك حذر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وخلال الاجتماعات السنوية من مخاطر فقدان الافق السياسي وغياب الحل النهائي للصراع القائم منذ اكثر من سبعة عقود على استقرار المنطقة، على قاعدة ان الاحتلال واستمراره والعنف الذي يمارسه ان يجلب السلام، وان غياب حل عادل للقضية الفلسطينية لن يجلب إلا العنف والدم. 

وجدد ترحيبه بالوزير السابق الدكتور نبيل عمرو السياسي الفلسطيني الذي شغل العديد من المواقع على مدى عقود طويلة في حوار مفتوح يستطلع الافق ومستقبل الحرب الدائرة.

الماضي: الحالة العربية تدمي القلب 

من جهته قال العين طلال الماضي، إن ما يدمي القلب هو الحالة العربية وما تعيشه الحكومات والأنظمة والشعوب العربية، مبينا أن حالنا أسوأ من حالة السكان في غزة الذين يتعرضون للمجازر.

وأضاف الماضي أن الحرب كشفت أزمة الأمة العربية وغياب أي مشروع عربي يجمعها، وأن الأنظمة تسعى للحفاظ على كراسي الحكم فقط، من خلال الهرولة إلى الغرب، وكشفت الحرب أيضا أن إسرائيل الإبن المدلل للغرب.

وقال الماضي إن الأردن بحكم الجغرافية مرتبط في القضية الفلسطينية ولا يمكن التخلي أو الغياب عن هذه القضية، وكان الموقف واضحا منذ بداية الأزمة في وقت تعتبر القضية مصالح وتنكتيك للمصالح.

وأكد الماضي أن العالم العربي بحاجة لمشروع عربي قوي على قاعدة الحفاظ على إنسانيتنا وكرامتنا ويعيد ثقة الشعوب .

وأشار إلى أنه "لا بد لنا من وضع هدف واضح يتمثل في دعم المقاومة والموقف الفلسطيني وسنكون قابلين لدفع الفاتورة التي تفرض علينا كما فرضت علينا سابقا في حرب العراق".

رمضان: مطلوب الوقوف في وجه مخطط التهجير

وقال العين خالد رمضان إنه لا يجوز أن نعتبر هذه الحرب معركة لحماس أو لفتح أو غيرها، وهذا خطأ كبير، بل هي حرب للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن التفريق بين مكونات الشعب الفلسطيني يوقعنا تحت تأثير المشروع الأمريكي الواضح لتمزيق القضية وإنهائها.

وأكد رمضان أن المشروع الأمريكي واضح ويقوم على ترحيل الشعب الفلسطيني في الضفة الى الاردن ومن غزة الى سيناء ومطلوب منا الوقوف بوجه هذا المخطط والتصدي له.

وبين رمضان اننا نعيش اصعب الظروف ولا يمكن اعتباره خذلان من الغرب ولا خلاف معهم بل رسائل الى دولنا العربية والى الاتفاقيات المختلفة، خاصة بعد أن استغلت اسرائيل كل إمكانياتها من الانترنت والغاز والطاقة وقطعتها عن الشعب في غزة وهي رسالة لنا جميعا تقول ان كل العلاقات والسلام والاتفاقيات "وراء ظهرنا".

وقال إن الاوراق ستكون ثقيلة بعد انتهاء الحرب التي كشفت الوجه غير الانساني لأمريكا، ويجب أن تدفعنا لمراجعة كافة اتفاقاتنا وإعادة طرح الاتفاقيات على الطاولة.

وختم رمضان مؤكدا أن القادم صعب وأن المعركة صعبة ومستمرة لأشهر قادمة وسيكون هناك عمل وتوجه على تجفيف أموال حماس ونحن بحاجة الى حكمة داخلية في الاردن .

داود: موقف مصري اردني ضد التهجير 

من جانبه أكد الوزير الأسبق هايل داود، على دور وأهمية الموقف المصري والأردني في وقف عملية التهجير والصمود بوجه أي خطط للاحتلال في هذا الجانب .

وأشار إلى أهمية العمل المشترك لوقف إطلاق النار والعمل على توفير المساعدات الإنسانية والتوجه المباشر إلى الحلول السياسية لأن العالم لم يعد يحتمل مشاهد الحرب ومزيد من المآسي.

دودين: موقف ملكي صارم

من جهته قال وزير الإعلام الأسبق صخر دودين، إن رأس أولوياتنا اليوم هو وقف اطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للسكان في غزة.

وأشار دودين إلى أن الموقف الرسمي والشعبي الأردني واضح وصارم حيث كانت الرسالة الملكية في عدة لقاءات ومنها مؤتمر القاهرة واضحة وتشير الى غضب ملكي كبير وكذلك رسالة جلالة الملكة رانيا العبدالله عبر حوارها مع إحدى المحطات الفضائية الأمريكية وتصريحات سمو ولي العهد الأمير الحسين.

وأكد دودين أهمية تنسيق الامور بين فتح والفصائل كون فلسطين فيها عدد من المرجعيات المتعددة.

الدعجة: الحرب كشفت خفايا الصهيونية العالمية 

من جانبه، اعتبر النائب الأسبق الدكتور هايل الدعجة، أنه علينا عدم القفز عن يوم 7 اكتوبر الذي أزاح عنا حملا كبيرا كنا نعيشه حين كشفت المقاومة هشاشة العدو الإسرائيلي.

واشار الدعجة إلى أننا سنقيّم المنظومة الانسانية للغرب والتي أظهرت خفايا الصهيونية العالمية إضافة إلى فشل مجلس الامن في وقف الحرب وإنشاء ممر انساني.

العجارمة: ارتفاع كلفة الاحتلال تجبره الجلوس على طاولة الحوار

 

واعتبر النائب فراس العجارمة أنه رغم الألم والحسرة التي يعيشها الوطن العربي إلا أن  هناك جانب إيجابي.
وأكد العجارمة على أن هناك شي خطير من الجانب الإسرائيلي، وهو محاولات تحقيق كل ما يدور في خلدهم من التهجير والتوسع في الدول العربية ومعاملة العربي أدنى من معاملة الاسرائيلي.

وشدد على أهمية مواجهة المشروع الإسرائيلي وأنه إذا ارتفعت كلفة الاحتلال تجبره على الجلوس على طاولة المفاوضات.

الحجوج: مطلوب موقف عربي وليس مشروع

النائب الأسبق محمد الحجوج، قال إن الاحتلال يسعى إلى طمس الهوية الفلسطينية وهذا واضح من توحه إلى التطبيع وفتح العلاقات مع كافة الأقطار العربية ولا يعبر أو يكترث للجانب الفلسطيني في الداخل ولا يريد فتح علاقات معه .

وتساءل: هل الحرب في غزة تشكل بداية لحل الدولتين ام تصفية للقضية الفلسطينية؟، خاصة مع غياب الموقف العالمي الذي لم يستمع الا للغة الجانب الإسرائيلي في القتل والتهجير وغيب لغة الحكمة .

وأكد الحجوج على أننا في العالم العربي لا نريد مشروعا عربيا موحدا بل نريد موقفا عربيا موحدا.

وقال الحجوج إن غزة تحولت من سجن الى مقبرة جماعية للسكان هناك، مشيرا إلى أن الرواية الإسرائيلية تدفع باتجاه التوطين ولا بد أن نوقفها ونعزز صمود الشعب على الارض.

وتوقع بعد انتهاء الحرب أن تدفع الكثير من الجهات ثمنا كبيرا، مشيرا إلى أهمية دور القيادة الفلسطينية بعمل خطوات جريئة على ارض الوقع.

وأشار إلى أهمية المصالحة الفلسطينية خلال هذه الأوقات، وتساءل: لماذا لا يذهب عباس الى الدوحة للتنسيق مع قيادات حماس وإدارة الأزمة من كافة الأطراف؟.

القضاة: إيجابيات الحرب إحياء القضية الفلسطينية في أجيال الشباب 

من جانبه أكد الدكتور محمد القضاة، أن الحرب ساهمت في إعادة إحياء القضية الفلسطينية في الشباب العربي .

وقال إن الأمور وصلت لهذا الحالة بسبب غياب الجدية السياسية لدى السياسيين في حل او الضغط لحل القضية الفلسطينية سابقاً.

وأشار إلى ضرورة عمل توافق عربي لجميع الأطراف المعنية حتى لا تتكرر هذه الحالة في المستقبل .

غرايبة: أمريكا غير جادة في الحل السياسي أو إقامة دولة فلسطينية 

الإعلامي حسام غرايبة قال إن الولايات المتحدة الأمريكية غير جادة في رعاية حل نهائي أو اقامة الدولة الفسلطينية، وهذا واضح من خلال دعم الدولة العبرية في التوغل بالحرب.

وأكد أن عملية 7 أكتوبر كانت مثل صاعق الكهرباء الذي يعطي الجسم الحياة بعد التوقف وهذا ما يشير له الانفعال والتعاطف الشعبي على مستوى العالم.

الاستاذ: التواصل الاجتماعي ساهم في إحياء القضية الفلسطينية

من جانبه، أشار خليل الاستاذ إلى أن منصات التواصل الاجتماعي ساهمت في إحياء القضية الفلسطينية، إضافة إلى دور الذكاء الاصطناعي الذي تم استغلاله من الجانب الإسرائيلي بصورة غيبت الحقيقية وأوقع البيت الابيض في أخطاء وإصدار تصريحات غير دقيقة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير