لا تحملوا الأردن فوق طاقته؟

{title}
أخبار الأردن -

عصام قضماني

خسارة اسرائيل كبيرة جدا فهي في عيون الرأي العام العالمي مجرمة حرب وقد بدأ التعاطف معها في الغرب يضعف تدريجيا وليس صحيحا ان التأييد لحربها على غزة كما بدأ.

بالمقابل هناك من يطالب الاردن باكثر مما يستطيع، نعم الاردن صوت مؤثر والا لما حرصت القيادات العالمية على الاستماع له ولا زالت تصريحات جلالة الملك تملأ الفضاء على المستوى الشعبي العالمي.

الاردن ليس دولة كبرى وهذا ما يجب ان نعرفه فلذلك فان على الاوساط الشعبية التي تطالبه باكثر مما يستطيع ان تنطلق من هذه القاعدة وليس من سلاح افضل من مساندة القيادة في جهودها لان الموقف الموحد هو الذي لا يدع للعدو منفذا لنقل المعركة وخلق الاضطرابات لازاحة النظر عن جرائمه في غزة.

إلغاء معاهدة السلام في نهاية المطاف يمكن ان تتم بجرة قلم لكن ماذا بعد ذلك، هل يمكن ان نحتمل تحول المجتمع الدولي باكمله الى عدو. ونحن نرى مدى مساندة قياداته السياسية لاسرائيل.

يقاوم الاردن أن فرض السيادة الإسرائيلية على القدس بأكملها واعتبارها مدينة موحدة وعاصمة لإسرائيل ويعمل على ذلك صباح مساء

رعاية الأماكن المقدسة في القدس وحمايتها ليست منوطة باحد بل بالهاشميين وبالملك عبد الله شخصياً، فلماذا لا نساند الملك في هذه المهمة؟.

فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى والقدس عملية ليست وليدة اليوم فهي مستمرة من احتلالها عام ٦٧.

إلغاء المعاهدة كما يقترح بعض المتحمسين يعني تحويل حدود الأردن مع إسرائيل، المعترف بها دولياً، إلى خطوط حرب وهو يعني بالضرورة تحرير يد اسرائيل في فرض سيادتها المطلقة على القدس وتهجير الشعب الفلسطيني منها ومن الضفة الى الاردن.

الأردن ليس دولة كبرى، ولم يعقد معاهدة سلام مع إسرائيل إلا بعد أن عقدت الشقيقة الكبرى معاهدة سلام مع إسرائيل. ولم يعترف الأردن بإسرائيل إلا بعد أن اعترفت بها السلطة الفلسطينية، فلا يجوز تحميل الأردن فوق طاقته.

يستطيع الاردن الغاء معاهدة السلام لكن ما هي الخطـوة التالية بعد الإلغاء، وكيف سيؤدي الالغاء وهل سيستطيع الاردن المحافظة على السيادة الأردنية على الأماكن المقدسة والى مدى يمكنه من تهجير الفلسطينيين تحت النار ؟.

​​​​​​

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير