مصدقا لما قاله الملك
بلال حسن التل
ما قاله الرئيس الفرنسي ماكرون في تل أبيب من أنه اذا انتصرت 'حماس' سنخسر جميعا، هو قول يأتي في سياق المعزوفة الغربية المؤيد للعدوان الإسرائيلي، وهو التأييد الذي اخذ اشكالا مختلفة، فمن توافد قادة الغرب إلى تل أبيب للوقوف معها، والمشاركة في اجتماعات مجلس حربها، وصولا إلى المشاركة الفعلية في الحرب، ليس من خلال تحريك البوارج العسكرية، ولا من خلال الشحن المتواصل لأسلحة الدمار لدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل ومن خلال ارسال المستشارين العسكريين للمشاركة في التخطيط للعدوان على غزة، وصولا إلى إرسال المقاتلين لدعم هذا العدوان، وفي الاخبار أن جنودا أميركيين حاولوا مع جنود اسرائيلين التسلل إلى غزة فتحولوا إلى اشلاءِ. ناهيك عن التضليل الاعلامي الغربي، المنحاز انحيازا أعمى للعدوان الاسرائيلي، كل هذا يؤكد اننا نخوض حربا حضارية، تستهدفنا كأمة. والتي جاءت وقعائعها واضحة في غزة، و هي الوقائع التي جاءت مصداقا لما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في الكلمة التي القاها جلالته في مؤتمر القاهرة يوم السبت الماضي، وأولها انهم يعتقدون أن دمنا ارخص من دم الإسرائيلي، ولذلك يتركون إسرائيل تمارس جرائم الحرب، والابادة الجماعية بحق سكان غزة، ويبيحون لها خلق حقائق غير شرعية على الأرض، ثم يتركونها بلا مساءلة، كما فعلوا سابقا وكما سيفعلون بعد عدوانهم على غزة، في ابشع ممارسة لسياسة ازدواحية المعايير التي يمارسها الغرب، الذي لايبالي بكل انتهاكات إسرائيل للمواثيق الدولية، بل لايتردد في ودعم هذه الانتهاكات وتغطيتها، ومنع المنظمات الدولية وعلى رأسها الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من إدانة هذه الانتهاكات، وابشعها بالإضافة إلى التدمير الممنهج لمساكن المدنيين، والقتل الجماعي لهم، كذلك منع الكهرباءو الماء و الغذاء والدواء والوقود، لحرمانهم من اي فرصة للحياة، وهي ممارسات تثير الحزن المجبول بالغضب، عندكل من لديه أي شعور إنساني.
خلاصة القول هي أن ما يجري في فلسطين هو الجزء الاساسي من الحرب الحضارية التي يخوض الغرب ضدنا حرب حضارات، يشكل العدوان على غزة احد أوضح تجلياته الاجرامية، مما يفرض علينا أن نأخذ بأسباب الانتصار فيها، وأولها (واعدوا)، وثانيها أن نحاربهم بكل ما نستطيع، ولو كان مثقال ذررة، فالحبة فوق الحبة تصنع بيدرا.