خطاب أردني متقدم.. الصفدي ينسف «الصندوق»
النائب الدكتور فايز بصبوص
انها لحظة تاريخية استثنائية عندما القى الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش في اجتماع مجلس الأمن بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة عندما قال: «بكل وضوح انه في لحظة حاسمة كهذه من الضروري ان تكون المبادئ واضحة خاصة فيما يتعلق في المدنيين». مضيفا «من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة» متابع أن هجوم الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر لم يحدث من فراغ، حيث يعيش الشعب الفلسطيني في احتلال خانق يدوم منذ 56 عامًا وشهد أرضه تلتهمها المستوطنات رويدًا رويدًا».
ان هذا الخطاب المنصف والمتوازن والذي كان متقدما جدا عن الخطاب الأمريكي والاوروبي الداعم دون تحفظ للكيان الصهيوني ويروج لسرديته الكاذبة قد كان صادما لمندوبي الدول وخاصة ممثل الكيان والذي طالب باستقالة غوتيريش وخاصة عندما أضاف الأمين العام» ان على جميع الأطراف بضرورة احترام القانون الإنساني الدولي، وأن يتم احترام المدنيين والمستشفيات ومرافق الأمم المتحدة التي تؤوي أكثر من 600 ألف فلسطيني، وإسرائيل تقصف غزة بلا هوادة وعدد الضحايا المدنيين في تزايد مستمر حتى الآن بشكل مقلق».
ان كل هذه الحقائق والتي توجه الاتهام المباشر للكيان الصهيوني هي تفكير حر خارج الصندوق المعهود للأمناء العامين للأمم المتحدة والتي كانت دائما تنحاز الى مواقف الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة ولذلك هو خطاب استثنائي وتاريخي وخارج الصندوق التقليدي مطالبا بالوقف الفوري لأطلاق النار.
اما في كلمته التي ألقاها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، كلمة المجموعة العربية فقد نسف الصندوق عندما كان جازما وحازما في توضيح موقف المجموعة العربية والتي استطاع من خلالها الصفدي تجييش المواقف العربية خلف الموقف الأردني والذي يقوده باقتدار وحرص شديدين جلالة الملك حفظه الله.
فقد قال الصفدي «أن مجلس الأمن لم يطلب حتى الآن وقفا لإطلاق النار في غزة برغم الدمار، قائلا «يبدو أن إسرائيل فوق القانون الدولي، موضحا أن «قصف المدارس والمساجد والكنائس على رؤوس المدنيين ليس دفاعا عن النفس في تلميح واضح وصريح الى الخطاب الإعلامي المتكرر لقادة الدول الغربية في تبريرها للتصفية العرقية والابادة الجماعية التي ينتهجها الكيان الصهيوني كاشفه عن الجوهر الحقيقي والهدف الاستراتيجي للكيان الصهيوني لمشروع التهجير القسري الذي تنتهجه دولة الاحتلال بدعم غير مسبوق من قبل الدول الغربية واضاف الصفدي «ان الازمة لن تنتهي الا بنهاية الاحتلال وان التهجير القسري للفلسطينيين داخل أراضيهم او خارجها هو جريمة حرب واي مخطط إسرائيلي لتهجيرهم الى دول الجوار سنتصدى له» وهو استهداف يعيد التذكير بان عملية الترانسفير المخطط لها ستواجه من قبل الأردن باعتبارها اعلان حرب وهو ما أعاد تكراره في خطاباته الأخيرة نتيجة لما يرتكبه الكيان الصهيوني من إبادة جماعية وان هذا الاستهداف للمدنيين خاصة والبنية التحتية والحصار غير المسبوق وقطع الكهرباء والماء والدواء هي أسس يرتكز عليها في تقييمه للأهداف الحقيقية للكيان الصهيوني في التهجير القسري والاقتلاع وتفريغ القطاع من سكانه ودفعهم الى الهجرة خارج الوطن موضحا «وان السلام الدائم والعادل يضمن امن اسرائيل وامن فلسطين وخداع هو القفز فوق القضية الفلسطينية».
هنا وزير خارجيتنا حرق الصندوق التقليدي بان المعالجة الأممية لأنهاء الصراع هو في حل القضية الفلسطينية وليس إدارة هذه القضية والتي ستكون دائما حاضرة وسببا للنزاع وكلمة خداع هي نسف للصندوق التقليدي وليس تفكيرا خارجي وأضاف بشكل استثنائي وحازم «اما ان ينتصر مجلس الامن للعدل والسلام واما ان يقول انه يحق لإسرائيل ما لا يحق لغيرها ».
وهذا النص في وسط مجلس الامن قد عبر عن وجهة النظر والموقف الشعبي والرسمي الأردني والشعوب العربية كافة من خلال الخطاب المباشر الدبلوماسي بالشكل والحازم بالمضمون وهو ذكاء في طرح وجهة النظر هذه من خلال اعبار كلمته تمثل المجموعة العربية.
وأيضا هنا نسف التوازن ومحددات الصندوق التقليدي بتوظيف الكلمة كما اسلفنا للتجييش العربي خلف الموقف الأردني الحاسم والذي تماهى دون تخطيط دبلوماسي مع ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة الذي شخص سبب المقاومة وردة الفعل الفلسطينية عن الظلم التاريخي الذي تعرض له شعب الجبارين الشعب الفلسطيني الباسل والبطل.
ان الشعب الفلسطيني بالتوازي مع التحولات الدولية في مراكز القوى سيغير التاريخ.