العربي أقل شأناً..!

{title}
أخبار الأردن -

عصام قضماني 

الملك عبدالله الثاني كان واضحا إذ علق الجرس تحذيرا من تزايد نغمة العنصرية والانتقائية التي يمارسها المجتمع الدولي ضد الفلسطينيين فقال «حياة الفلسطينيين أقل أهمية من حياة الإسرائيليين».

الحقيقة أن حياة الإنسان العربي في نظر الغرب هي أقل أهمية من حياة الإنسان الغربي ولا أبالغ إن زدت أن حياة الإنسان الغربي هي اعلى شأنا من حياة الانسان في كل ما يسمى بالعالم الثالث المتخلف والمتلقي للمعونات والمحتاج دائما للحضارة الغربية والعطف الغربي ولانقاذ الغرب له حتى من نفسه.

تجلى هذا التمييز في قضية اللجوء إلى أوروبا وقد شاهدنا مثل هذه الوقاحة في التمييز بين اللاجئ من أوكرانيا والآخرين من دول عربية وافريقية.

يزعم الغرب بانه على شراكة مع العالم العربي، إنها شراكة غريبة يحصد فيها العرب تمييز ضدهم بينما، يحصل العرب و أميركا على المكاسب والافضلية تحت شعارات نشر الديمقراطية والقيم الغربية حتى لو كان ذلك في ظل الدمار، أما القانون الدولي فلا ينطبق على الأقوياء، وأما قيود النظام العالمي الجديد فلا تنطبق إلا على الضعفاء.

يقال إن الهدف من العدوان الاسرائيلي الغربي والأميركي على غزة هو إعادة التوازن لمصلحة السلام والاستقرار في المنطقة لكن هل هذا ما سيتحقق بضمان التفوق الاسرائيلي.

ما يجري في غزة هو استعراض قوة لردع كل من تسول له نفسه بان يتحدى اسرائيل ومن خلفها اميركا والغرب الذي يدعو اليوم لانشاء تحالف ضد اي شكل من اشكال مقاومة الظلم ولو حتى بالكلام.

في هذه الحرب غير المتكافئة يرفع العالم المتحضر شعارا سمعناه من قبل وهو انا ان تكون معي او انك ضدي؟.

ما يجري اليوم يصب لصالح استمرار الصراع في المنطقة المسلحة، بحيث تستمر هذه الحالة إلى ما شاء الله لها ان تستمر دون حتى الاقتراب من الحل الذي يعرف الجميع بانه الحق وهو احقاق الحق الفلسطيني المشروع باعتراف المجتمع الدولي نفسه.

يبدو أن الهدف هو دفن هذه الحقوق فهذه القوة المفرطة باستعراض غربي على يدي اسرائيل لا معنى لها سوى اسكات كل من يطالب بهذا الحق.

الحرب على غزة هي حرب على الحقوق الفلسطينية وهي ضربة للنظام الدولي الذي بات يحرم الضعفاء من حق الدفاع عن النفس ويمنحها للقوي المحتل.

هذه هي لغة الاستعمار التي سادت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وقد رأيناها في عالمنا العربي وفي الهند وكثير من الدول التي عانت ويلات الاستعمار عندما كان الوطنيون يدافعون عن استقلال بلادهم فيقتلون دفاعا عن النفس، يبدو ان الغرب لم يتخل عن عقيدة الاستعمار الذي وضع اهل البلاد في مرتبة اقل من المستعمر الذي جاء لانقاذهم من التخلف !.

أميركا وحلفاؤها يعتقدون أن القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لا ُيلزمهم، الا فيما يخصهم فيجري تكييفه وفقا لمصالحهم وقد لاحظنا سرعة ادانة الحرب الروسية في اوكرانيا ولاحظنا التمييز والتعصب الاعمى لمصلحة الحرب الاسرائلية على الفلسطينيين وهي المستمرة لاكثر من ٧٠ عاما.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير