لا تعينوا عدوكم

{title}
أخبار الأردن -

بلال حسن التل

أكدت معركة طوفان الأقصى، جملة من الحقائق التي سبق وإن ذكرت بعضها في مقالات سابقة، غير أن الحقيقية الكبرى التي أكدتها هذه المعركة هي حتمية المواجهة مع العدو الصهيوني، الذي لا يؤمن إلا بالقوة التي تحقق له أهدافه التوسعية، وتحقق له التفوق خاصة على الصعيد العسكري، وهو هدف معلن يكرر التأكيد عليه العدو الصهيوني ورعاته الغربيون، خاصة الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما بدا واضحًا جليًا، أثناء معركة طوفان الأقصى المباركة، فمنذ الساعات الأولى تحركت البوارج الغربية لدعم العدوان على غزة، وأعلن قادة الغرب عن نيتهم دعم ?سرائيل لاجتثاث المقاومة في فلسطين عموماً، وفي غزة على وجه الخصوص، خاب فألهم، مثلما تحركت آلة الإعلام الغربي لدعم إسرائيل وتشويه صورة المقاومة، عبر تزييف واضح للحقائق، واختراع الأكاذيب.

كل ما سبق وغيره كثير، يؤكد أن حرب أمتنا مع الاحتلال الصهيوني لفلسطين مستمرة، وهي معركة وجود كما نؤمن نحن، وكما أعلن ذلك نتنياهو أثناء معركة طوفان الأقصى، قائلاً إنها معركة حياة أو موت، لذلك علينا نحن المستهدفين من العدو الصهيوني أن نستعد لهذه الحرب، بأن نستعد جيداً لهذه الحرب، وأول ذلك أن لا نعين عدونا علينا، فنثرثر كثيراً لنعطي لعدونا الحجج والبراهين، للاستمرار في تنفيذ مخططاته، من ذلك أننا نكثر الحديث عن القنبلة السكانية التي ستنفجر في وجه الاحتلال الصهيوني في فلسطين، وهو حديث يعطي مبررات لهذا الاحتلال ك? يسرع مدعوماً من الغرب تنفيذ مخططات تهجير أبناء فلسطين، مستشهداً بأقوالنا، لحشد المزيد من الدعم لتنفيذ هذا المخطط، فلا تعطوا عدونا ورعاته المزيد من الذرائع.

وعلى ذكر «الثرثرة» علينا أن لا ننكر بأن بيننا عملاء للعدو الصهيوني يرصدون كل ما نقوله حتى ما نعتقد أنه «تافه» ليقوم هو بجمعه وتحليله، ليصل إلى ما يريد وما يستنتج عن واقعنا، وعن روحنا المعنوية فيعمل على تدميرها، ومن مشاكلنا وأزماتنا فيعمل على تعظيمها، وكل هذه أسلحة في حربنا الطويلة لا يجوز أن نضعها بيد عدونا فنعينه على ذاتنا.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير