الملك وصحوة الضمير العالمي

{title}
أخبار الأردن -

د. راكز الزعارير

انتصر الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في قمة القاهرة الإقليمية والدولية لفلسطين وغزة والأمة العربية والشعوب المحبة للسلام في العالم.

الملك وفي كلمته بالقمة خاطب الضمير العالمي وصناع القرار فيه، مذكرهم بالصحوة والمبادئ والقيم التي جاءت بها الأديان السماوية الثلاث السمحة التي رسخت قيم العدالة والحق والمساواة لبني البشر بحق الحياة دون تفريق بين إنسان وآخر على وجه هذا الكوكب.

أكد الملك على ما يعانيه المجتمع الدولي من الانتقائية وعدم المساواة بحق الحياة واستباحة القتل للفلسطينيين والمسلمين وتحريمه على الإسرائيليين وغيرهم، في ازدوجية مقيتة تعكس مدى الظلم في عالم اليوم، برغم كل التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذى لم يسعف القيم والقانون الإنساني الدولي.

عظمة الملك عبدالله الثاني، بأنه يخاطب العالم دائم بمبادئ يؤمن بها إيمانا لا يتزعزع، ويواجه الأحداث سواءً أكانت، حروبا، أو كوارث إنسانية كما هي الحالة اليوم في الحرب الغاشمة غزة، وهذه المبادئ ممتدة إلى عمق تاريخي قومي وإسلامي وإنساني عريق، حتى الرسول الأعظم، سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.

الملك يذكر المسلمين أولا، والمجتمعات الاخرى بالعالم بقواعد وأخلاقيات وقوانين الحرب التي رسخها الإسلام في عقيدته، والقائمة على وصايا الخليفة العادل عمر ابن الخطاب للجيوش، بأن لا يقتلوا طفلا او إمرة او كبير في السن أو قسيس أو عابد في صومعة، وأن لا يقطعوا شجرة، وأن لا يهدموا كنيسة.

إن من يخرجون على هذه القوانين من المسلمين ويقتلوا الابرياء المدينين لا يمثلون ولا ينتمون إلى الدين الإسلامي الحنيف، وإنما يمثلون مصالح سياسية على حساب أمن وحياة الشعوب والمدنيين الذين يذهبون ضحايا أبرياء لا ذنب لهم ولا قوة.

هذه الخطابات الملكية الجامعة، جعلت من شخص الملك عبدالله الثاني شخصية محورية عالمية، يصغي اليها كل زعماء العالم والشعوب المحبة للسلام، ذلك أن خطاب جلالته هو الأقرب إلى الروح الإنسانية والضمير العالمي، كما جعلت شخصية الملك من الأردن دولة محورية لها حضور دولي كبير ومؤثر يدعم السلام الإقليمي، ولها دور مؤثر في السياسة الدولية ومستقبل المنطقة.

إن عدم جدية المجتمع الدولي بعملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، وتجاهل القيم والحقوق المشروعة والإنسانية للشعب الفلسطيني، والتي بدأت منذ ٧٥ عاما وليس قبل أسبوعين فقط، هي السبب المباشر في عدم استقرار المنطقة، وصناعة الإرهاب والتطرف في الشرق الاوسط، والذي إن استمرت الحال على ما هو عليه سيولد تطرفا وإرهاب اسوأ مما تواجهه منطقتنا حاليا.

إن على قادة دولة إسرائيل أن يدركوا أن أمن شعب إسرائيل ومستقبلها وازدهارها لا يتحقق بالسلاح والقوة والتهجير والتجويع والحصار، وتكرار سفك الدماء، وانما بطريق واحد فقط هو السلام العادل الشامل الذي يساوي بالحقوق للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.

لا بد من الإشادة هنا بالتنسيق المثمر، الرفيع المستوى بين جلالة الملك والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث قام الملك خلال ٢٤ ساعة بزيارتين للقاهرة، في إطار توحيد الموقف الأردني والمصري أسفرت هذه الجهود عن فتح معبر رفح ودخول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى الأهل القطاع، وتنسيق المواقف والجهود لعقد وإنجاح هذه القمة الإقليمية الدولية الطارئة في القاهرة، لوقف هذه الحرب البشعة، وفتح كامل لممرات أمنة لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة التي باتت تعاني كارثة إنسانية تهدد الحياة في القطاع جراء تداعيات هذه الحرب.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير