ما هو الحل؟

{title}
أخبار الأردن -

شحاده أبو بقر

ما يجري الآن هو أن الشعوب في العالم الغربي وغيرهم وعلى مدى جيلين أحدهما مضى والآخر معاصر، ينظرون إلى ما يجري في غزة والضفة الغربية، على أنه (صراع فلسطيني إسرائيلي)، تتعرض فيه ما تسمى بدولة إسرائيل، إلى هجمات (إرهابية) منذ خمسة وسبعين عاماً..!.

هذا هو الفهم السائد لدى شعوب الغرب إلا ما ندر، فهناك دولة ديمقراطية متطورة تعيش وسط دول وشعوب متخلفة تنفذ هجمات إرهابية ضدها، وبالتالي فمن حقها أن تحظى بالدعم كي تتمكن من الدفاع عن النفس!.

هذا هو الواقع الذي أوجده القصور الإعلامي العربي، مقابل إعلام صهيوني محترف زور حقائق التاريخ على هذا النحو، فيما نحن العرب، نخطب على أنفسنا وبلغتنا التي لا يفهمها العالم الآخر.

باختصار شديد، فإن على الإعلام السياسي العربي، أن يشرح الأمر كما هو تاريخياً، كي تتغير الصورة المزيفة في نظر العالم.

الصورة الحقيقية تقول وبالأدلة الدامغة، أن هناك وطناً للفلسطينيين اسمه فلسطين يمتد بين البحر المتوسط ونهر الأردن، جاء وعد بلفور قبل أزيد من ٧٥ عاماً ليقرر وبالقوة، إقامة ما سمي بوطن قومي لأتباع الديانة اليهودية في فلسطين، بعد أن خير اليهود بينه وبين أوغندا والارجنتين، فاختاروا فلسطين.

نفذ وعد بلفور بالقوة العسكرية اليهودية المدعومة غربياً بالمال والسلاح عدة وعتاداً، واستولى اليهود على أكثر من ثلثي فلسطين، وشردوا شعبها خارجها واستولوا على أرضه وبيوته ومدنه وقراه وصارت لهم بدعم غربي ظالم.

قبل الفلسطينيون بما تبقى من فلسطين، وأرادوا أسوة بشعوب الكوكب، إقامة دولة لهم فيها.

شنت إسرائيل حرباً جديدة عام ١٩٦٧، واستولت على الجزء المتبقي من فلسطين وزرعته بالمستوطنات واستعبدت الشعب الفلسطيني، واستباحت مقدساته وممتلكاته وكل شيء على أرضه وسعت لتهجيره خارجها.

أصدر مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارات تلزم إسرائيل بالجلاء عن الأرض التي احتلتها عام ١٩٦٧، والإقرار بحق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير.

رفضت إسرائيل وما زالت كل تلك القرارات، وزادت بأن بدأت مخططات التهجير لشعب معظمه مهجر بالقوة أصلاً خارج وطنه.

"إلى جانبها بسلام، بعد أن استولت على غرفتين وأكثر من البيت الفلسطيني، واحتلت الغرفة المتبقية بالقوة، وهي ترفض إخلاءها كي يعيش الشعب الفلسطيني فيها، ولا يضيرها أسر أو قتل من يرفض خططها وما تريد.

هذه هي الصورة التي يجب أن تفهمها الشعوب في العالم الآخر غرباً شرقاً شمالاً جنوباً، وبلغاتها الأم، دحضاً للرواية الصهيونية الكاذبة المزورة، وإلا فسنظل نخطب على بعضنا البعض فقط، ولا أحد في هذا العالم يعرف الحقيقة باستثناء الحكام ربما، ويهود الأرض أيضاً.

الآن وبعد جرائم الاحتلال وحربه البشعة على غزة المقاومة، لم يعد هناك مجال إلا لحل واحد.

هذا الحل، هو طرد الاحتلال كله من الضفة الغربية وغزة والجولان ومزارع شبعا اللبنانية.

عندها، يمكن أن يكون هناك سلام دائم شامل يرضى به الجميع، وبغير ذلك الذي أقرته الشرعية الدولية منذ عشرات السنين، فلا سلام نهائياً، إلا بزوال الاحتلال.

ختاماً.. غريب ومستهجن أن هناك من يتبرع بحماية ودعم الكيان الإسرائيلي وهو يحتل أرض الغير. تحموهم داخل الحدود التي أنتم من قررتموها ظلماً.."ماشي»، ولكن هل تحمونهم داخل الأرض التي احتلوها بالقوة وبدعمكم اللامحدود؟.

إذن ما هو السلام الذي عنه تتحدثون، وكيف سيتحقق ودولة الاحتلال ترفض الخروج من الأرض العربية المحتلة؟. هذا ليس سلاماً، هذا استسلام تام. وهذا لن يكون مهما طال الزمن.

إن كنتم جادين منصفين، أرغموا المحتل على الجلاء عما احتل بدعمكم، وإلا فارفعوا أيديكم عن دعمه، وعندها فـ"لكل حادث حديث». أنتم تعلمون يقينا أن فلسطين عربية وليست إسرائيلية، ولكنكم تراوغون على مدى عشرات السنين، وهذا لن يستمر، وسيحرر الفلسطينيون عندها وطنهم من البحر إلى النهر ومعهم كل العرب والمسلمين وأحرار العالم كافة. أما أنتم فستظل الكراهية تطاردكم، والسبب، دعمكم للظلم والقهر والعدوان، وانحيازكم للباطل دون الحق.

حيا الله الأردن ووقفته البطولية ملكاً شعباً حكومة جيشاً وقوى أمنية، إلى جانب الشعب الشقيق ودفاعاً عن المقدسات. وهذا موقف يرفض التشكيك أو الانتقاص أو الإساءة بأية صورة، إلا من ظالم أو صاحب هوى أو داعم للعدو، وهو ليس منا أبداً. والله من وراء قصدي.."

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير