الاخبار العاجلة
لتكن مظاهراتنا راقية

لتكن مظاهراتنا راقية

بقلم أحمد الخوالدة

لتكن مظاهراتنا نموذجًا في رقي، و تاريخية الشعب الأردني يمتلك طبيعة حراكية ومنذ تأسيس المملكة كانت أصوات الجماهير الأردنية تصدح بالشوارع ويطالبون بمطالبهم بطرق سلمية و قانونية؛فالتظاهر هو حق لنا لكن دون المساس بالمثلث الذهبي (الملك,الجيش,الشعب) ووجود أجندات تأزيمية بينا وبين أهلنا مرتبات الأجهزة الأمنية ففي أعتى و أقدم الديمقراطيات العالمية كالمملكة المتحدة و إسبانيا و هولند لا يهتف ضد الملك.

بعز الربيع العربي خرجت هتافات ذات سقف عالي جدًا،وكان من يحمي هذه الحشود جهاز الأمن العام و كان الأمن هو السند للشعب الأردني لحمايته من أصحاب الأجندات الخارجية و مثيرين الفتنة الوطنية؛و أستطاع الشعب الأردني حينها إيصال صوته إلى جلالة الملك الذي إستظاف قيادات الحراك والقيادات الشعبية وشيوخ العشائر ووجهاء القبائل والمسؤولين السابقين في إجتماع استثنائي ضخم جمع كافة مكونات المجتمع الأردني في مضارب بني هاشم و شرحه لهم الوضع العام بحوار وطني شامل ووضعوا خارطة الطريق للمستقبل الدولة.

و في عام 2018 ضربنا كشعب أردني أجمل الأمثلة بالتظاهر السلمي،عندما عناقنا أهلنا و أخوننا من الأجهزة الأمنية الذين بدورهم قدموا لنا واجبات الشاورما والعصير والماء للمتظاهرين،و خرجاً أحد أعمدة مؤسسة العرش سمو ولي العهد للمتظاهرين مؤكدًا على أنهم أوصلوا صوتهم الوطني الحر و على أثره قدمت حكومة هاني الملقي استقالتها للملك وتم سحب قانون مشروع ضريبة الدخل؛و للعلم أغلب المعارضين و الحراكين على مدار تاريخ الدولة أصبحوا وزراء و أعيان (مجلس الملك) وهناك منهم من تقلد رئاسة الوزراء

 فالمظاهرات ليست موجة (ترند) ولفرد العضلات والتباهي بأنهم وقفوا بوجه الأمن الذي يحمنا جميعًا، فالمظاهرات هي حق للشعوب من أجل المطالبة بمطالب الشعوب العادلة بطرق سلمية و قانونية دون أعمال الشغب الذين يريدونها أصحاب الأجندات التأزيمية؛ لكن هناك من يريد العبث بثوابت هذه البلاد و جعل المثلث الذهبي يتصارع مع بعضهم البعض وترتفع هذه الأصوات عندما يخرج شعبنا دعمًا لأهلنا بفلسطين؛فعندما خرجنا و هتفنا ضد العدو الصهيوني و صلينا بالمساجد و كانت مرتبات الأجهزة الأمنية تصلي جنبنا و يدعون لأهلنا بفلسطين،و الوقت حاليًا ليس للهتافات ضد سياسات الدولة و لأوضاع السياسة للبلاد و رافع الأعلام والشعارات الحزبية والسياسية والتفرقة لننسى القضية الأهم و الأبرز فلسطين العربية و تركيز على أمور لا معنى لها الوقت حاليًا لتوحيد الجهود من أجل فلسطين،و علموا أبناؤكم أن مساحة فلسطين 27,000 كم² كاملة وأنها عربية من النهر إلى البحر و علمهم أن حبها عقيدة و خذلانها عار.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).