النزول إلى الأغوار.. خط أحمر لمنع وقوع ما لا يحمد عقباه
يتصاعد الغضب الشعبي في الأردني لدرجة غير مسبوقة في ظل تجاوز الاحتلال جميع الخطوط الحمراء بقطاع غزة.
الأوضاع المأساوية في غزة تلقي بظلالها على الأردن الرسمي والشعبي، وبات الشارع مسرحا لمسيرات ومظاهرات حاشدة تطالب بالقيام بكل ما هو متاح للجم العدوان الإسرائيلي على غزة.
الأردن الرسمي تعامل مع المسيرات وفق مبدأ إتاحة حرية الرأي والتعبير، مع ضبط النفس تجاه بعض التجاوزات على اعتبار أنها لا تمثل الحشود الغفيرة من المتظاهرين.
حتى مع خروج بعض الشبان عن سياق التظاهر السلمي، خاصة في محيط السفارة الإسرائيلية في عمّان، ظلت التعليمات الأمنية بمواصلة ضبط النفس والتعامل مع مثيري الشغب بالحد الأدنى من القوة.
الخط الأحمر بالنسبة للدولة الأردنية، هو إغلاق المناطق الحساسة والنزول باتجاه الأغوار للوصول إلى الحدود الأردنية للتظاهر هناك، وبهذا الشأن طالب وزير الداخلية مازن الفراية الاردنيين بعدم إغلاق المناطق الحساسة وبضبط النفس من قبل المتظاهرين.
وكشف الفراية، خلال مؤتمر صحفي مع الحكام الإداريين ومدراء الجهاز الأمني، عن منشورات لجهات متعصبة نشرت حول كيفية الاشتباك مع الأجهزة الأمنية ومواجهتها ومهاجمة السفارات.
ودعا الفراية المواطنين إلى التعبير عن المشاعر بصورة حضارية وبعيدة عن التخريب وتعطيل حركات السير.
وتحدث الفراية، عن السماح باستمرار إقامة المسيرات والوقفات التضامنية مع غزة، لكنه أشار إلى "دعوات غير واعية للتوجه نحو الحدود ونمنعها لكون الموقع منطقة عمليات وكمائن".
مراقبون يؤكدون ضرورة ترجيح صوت العقل من قبل كافة الأطراف خلال هذه الأيام العصيبة، وكون الاقتراب من الحدود يحمل مخاطرة كبيرة على سلامة المتظاهرين، فلا بد من اتباع تعليمات وزارة الداخلية حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.
لماذا منع المواطنين من التظاهر قرب الحدود؟
السفير السابق زياد المجالي قال إن القمة العربية سيخرج عنها أي مستجد يتعلق بالتطورات في الحرب الدائرة بين الاحتلال وحماس.
وأفاد المجالي في حديث مع صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، أن وقف فكرة التهجير والممرات الآمنة ستكون من مخرجات القمة.
وأكد أن هناك توافقاً رسمياً وشعبياً على مستوى الأردن بخصوص ما يتعرض له قطاع غزة والشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي.
وتابع أنه لطالما هناك موقف أردني رسمي غير مستجد نحو الأشقاء الفلسطينيين، وبوجود قيادة سياسية تقوم بتحرك دبلوماسي على مستوى العالم.
وحول منع المواطنين من الوصول إلى الحدود مع فلسطين، أوضح المجالي أن هناك فرقاً كبيراً بين الدعم الشعبي وبين الانتحار، مشيراً إلى أنه قد يتعرض الأردنيون إلى إطلاق نار من الجانب الإسرائيلي أو التعرض للألغام.
وأفاد أن ذلك سيعمل على خلق نوع من الاحتكاك مع الاحتلال، مبينا أن هناك طرقاً عديدة للتعبير عن الدعم للشعب الفلسطيني بالمظاهرات والبيانات بأماكن محددة.
وأردف المجالي أن الإسرائيليين تسلموا رسالة الأردن بشأن تهجير الفلسطينيين، بعدما نفى مسؤول إسرائيلي تهجير الفلسطينيين.
وأضاف المجالي أنه "عندما يقول جلالة الملك عبدالله الثاني إن ذلك خط أحمر فهموا أن ترجمتها ما يقوله وزير الخارجية أيمن الصفدي أن هذا يمثل إعلان حرب يجب أن ترتدع عنه إسرائيل لسبب أن العالم يرى أن هنالك أطرافا في حالة سلام مع إسرائيل".
وأشار إلى أن الأردن يمتلك سلاحا ردعا استراتيجيا، وهذا السلاح له مكونات 4 وهي سيرة وسمعة الأردن المتوارثة منذ نشأته حتى الآن بأنه دولة معتدلة محبة للسلام تحارب الإرهاب وليس فقط الإرهاب الإقليمي وإنما الدولي في إطار اجتماعات العقبة المعروفة هذا العنصر الأول.
وتابع أن المكون الثاني هو طبيعة مكون المجتمع السياسي الأردني، مؤكدا أن المكون الفلسطيني في المجتمع الأردني يعارض التهجير أكثر من الأردنيين، لأن ذلك يلغي في ذهنهم الانتماء والارتباط إلى فلسطين نهائيا.
وبين أن المكون الثالث هو طبيعة الجغرافيا السياسية، لأن جميع الأطراف في هذه الجغرافيا السياسية الأردنية يهمهم أن لا يزول ذلك الأردن المعتدل لأن طبيعة علاقتهم مع أطراف أخرى ستكون في حالة احتكاك.
أما عن المكون الرابع فهو طبيعة العلاقة بين الشعب الأردني وقيادته الهاشمية.