عندما تتقدم أميركا لتغطية شلل قادة إسرائيل

عندما تتقدم أميركا لتغطية شلل قادة إسرائيل

ماجد توبة

للدلالة على حجم الهزيمة والانكسار الكبيرين اللذين لحقا باسرائيل في طوفان الأقصى رغم كل هذه العربدة والاجرام ضد المدنيين في غزة، يكفي أن نتابع بتمعن ما لم يعد خافيا من حيث إدارة الأزمة من قبل الولايات المتحدة ووقوف قادة الكيان الغاصب عاجزين عن حسم الخيارات وإدارة الأزمة، والاكتفاء فقط بالخروج بتصريحات إعلامية بالتهديد والوعيد بالتدمير وإخراج غزة من خارطة الوجود.

حالة الارتباك والصدمة والعجز واضحة وضوح الشمس على قادة الكيان، واقتحامات المقاومين لجدران الاسطورة والوهم في السبت المشهود ما تزال راسخة لكل متابع ومدقق بسيل الاخبار والتصريحات الصادرة عن هذا الكيان، والتخبط والتردد وعدم القدرة على المقامرة بخطوة كبيرة اخرى بعد قصف الابادة ضد المدنيين واضحة وضوح الشمس.

الولايات المتحدة سارعت منذ اللحظة الأولى لطوفان الأقصى، ليس فقط للتضامن والانحياز الأعمى للكيان المجرم بل الأهم والأكثر دلالة على حجم مازق اسرائيل هو أن الادارة الأميركية وجدت نفسها تتقدم لانقاذ ما يمكن انقاذه وتتسلم ادارة الامور في اسرائيل وفي ادارة الأزمة كلها، ودليلنا على ذلك، أن الولايات المتحدة رمت بثقلها لتشكيل جبهة غربية تحمل الرواية الاسرائيلية و"تدعشن" وتشيطن المقاومة والشعب الفلسطيني، وتسعى لبث الاطمئنان لدى الاسرائيليين بانهم ليسوا وحدهم امام الخطر الداهم.

كما بادرت امريكا الى فتح كل مخازن اسلحتها وعتادها لدعم جيش العدو المنهار نفسيا بعد ضربة غلاف غزة واخراج فرقته العسكرية من الخدمة، اضافة الى ارسال حاملتي طائرات للمنطقة لن يضيفا الكثير للقدرة العسكرية الاسرائيلية لكنهما يهدفان اساسا لبث الطمأنينة لدى المواطنين الاسرائيليين، الذين انهارت ثقتهم بجيشهم واجهزتهم الامنية وكل كيانهم الغاصب بعد ان انهار امنهم امام مئات المقاتلين باسلحة فردية.

واليوم، يبدو واضحا ان قادة اسرائيل، سياسيين وعسكريين، مترددين الى حد كبير في الاقدام على خيار الحرب البرية، فلا يقين لديهم بالقدرة على تحقيق ما يتوعّدون به ليل نهار من اجتثاث حماس من الوجود ومحو غزة، كما ان خبرتهم الطويلة مع المقاومتين الفلسطينية واللبنانية وبعد ما راوا من تقدم لدى المقاومة بطوفان الاقصى يؤكد لهم ان الاجتياح البري لغزة ثمنه باهظ لجنودهم.

وحتى لو نجحوا بالاجتياح والاحتلال وتحملوا الخسائر الكبيرة في صفوف قواتهم، وهي خسائر هم يقولون انها ستكون كبيرة وغير مسبوقة، نقول حتى لو احتلوا وتحملوا الخسائر فسؤال: ماذا بعد احتلال غزة يؤرقهم ويشل حركتهم ويعيد خلط اوراقهم وخياراتهم، لييدا الحديث عن خيار عدم الاجتياح الكامل بل الجزئي لشمال وشرق غزة او الاكتفاء بتوسيع المنطقة الامنة بغلاف غزة.

اللافت انه وسط هذا التردد والشلل الاسرائيلي في اتخاذ القرارات والخيارات، تتقدم الولايات المتحدة لادارة الامور، وتدفع الادارة الاميركية بحسب المعلومات المتناثرة في تصريحات مسؤوليها، الى اقدام اسرائيل على نوع من الحرب البرية، وكان لافتا ان الاميركان اعلنوا عن توفير الفي جندي اميركي لمساعدة جيش الاحتلال بحربه البرية "المطلوبة".

آخر الدلائل على تقدم الولايات المتحدة لادارة القرار الاسرائيلي وازمته هي الزيارة المقررة للرئيس الاميركي بايدن لاسرائيل لبث المزيد من الاطمئنان في المجتمع والكيان المتهالك، لكن حتى في هذه تترسخ صورة الهزيمة الاسرائيلية وتَكَسُّر صورة الجيش الذي لا يقهر عندما يعجز الكيان عن تامين طائرة بايدن بالهبوط بسلام في مطاراته، ويضطر الى الهبوط في الاردن قبل الانتقال "متخفيا" الى تل ابيب.. فأي قوة وهيبة بقيت للكيان الاسرائيلي!!


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).