خبراء: طوفان الأقصى أعاد القضية الفلسطينية للواجهة وحطم أساطير الاحتلال

خبراء: طوفان الأقصى أعاد القضية الفلسطينية للواجهة وحطم أساطير الاحتلال

أكد خبراء ومختصون بالشأن السياسي أن معركة "طوفان الأقصى" أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة باعتبارها قضية العرب المركزية وأنه لا بديل عن السلام والحلول العادلة لها.

وأضافوا خلال جلسة حواية نظمتها مؤسسة مسارات الأردنية للتنمية والتطوير بعنوان "طوفان الأقصى يعيد خلط الأوراق المنطقة"، بحضور رئيس مجلس أمناء المؤسسة ريم أبو حسان، والمدير التنفيذي طلال غنيمات، وبمشاركة سياسيين ونواب وإعلاميين وأكاديميين وباحثين، أن العملية التي نفذتها قوات المقاومة أسقطت القناع عن وجهه  جيش الاحتلال وكشفت ضعفه.

أبو حسان: إبادة جماعية أمام العالم

وقالت رئيس مجلس أمناء مسارات، ريم أبو حسان، في كلمة لها بافتتاح الجلسة، إن في القلب غصة لما يحدث للأشقاء في غزة من حرب إبادة جماعية أمام أعين العالم جميعاً.

وبينت أبو حسان أن حرب الإبادة تتم برعاية دولية تستهدف المرأة والطفل والشيخ والشاب والتاريخ والمستقبل، وتصفية قضية العرب الأولى.

وأوضحت أبو حسان أن ما شاهدناه في الأيام الماضية هو سقوط لمعايير الإنسانية وحقوق الإنسان والتخبط في اتهام الضحية وتأييد القاتل، كما شاهدنا بكاء الأم والأسرة ودماء الأطفال الذين يعتبرهم العالم "إرهابيون".

وبينت أننا نقف اليوم أردنيون وأردنيات خلف قيادتنا الهاشمية بالضغط على العالم لوقف معاناة الشعب الفلسطيني وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية من طبية ومؤن، ولعلنا ننقذ ما نستطيع إنقاذه من أطفال وأمهات وشيوخ ممن فقدوا أسرهم وعائلاتهم.

توبة: حرب إسرائيلية ضد غزة بدعم دولي وتخاذل عربي 

من جهته، أكد مدير الجلسة الكاتب الصحفي ماجد توبة، إننا نلتقي اليوم وفي قلوبنا حرقة وغصة تجاه ما يحصل منذ أيام من حرب إبادة تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وقطاع غزة.

وبين توبة أن هذه الحرب يمكن وصفها بأنها مجزرة مفتوحة في بث مباشر على مدار الوقت، وإجرام كبير جدا لا نستطيع تخيله.

وأكد توبة أن هذه الحرب لا تخوضها إسرائيل لوحدها، بل هناك دعم دولي ومساعدة أمريكية يقابلها موقف عربي متخاذل يركز على إدخال المساعدات الإنسانية، وللأسف للآن هناك فشل في هذا المجال حيث لم تدخل أي مساعدات.

وقال إن الحرب البرية التي تحضر لها إسرائيل هي استكمال لحرب الإبادة وواضح أنها ستكون خلال أيام كما هو متوقع والهدف هو إخراج غزة من العالم.

وأضاف توبة أن ما يهمنا في الأردن المرتبط بالقضية الفلسطينية، هو ثبات الشعب الفلسطيني وتحقيق الأمن والعدالة الاجتماعية له.

الرنتاوي: لحظة فخر واعتزاز ونحن نرى كسر هيبة الجيش الإسرائيلي

من جانبه، أكد مدير مركز القدس للدراسات الاستراتيجية، عريب الرنتاوي، أن الحرب الدائرة في غزة هي لحظة فاصلة في تاريخ المنطقة العربية وليس القضية الفلسطينية فقط.

وبين الرنتاوي أنه رغم ما يطغى علينا من حزن تجاه الوضع في غزة، إلا أنها لحظة فخر واعتزاز وتُسطّر في تاريخ النضال الفلسطيني ونحن نشاهد الجيش الإسرائيلي يهان ويُمرّغ في الأرض وتكسر هيبته أمام قوات ومقاتلي كتائب المقاومة الفلسطينية.

وأكد الرنتاوي أن التوقعات تشير إلى أنه لا يمكن لإسرائيل الذهاب لحرب برية حيث بدأنا نلمس انقسام في الجانب الإسرائيلي خوفا من الخسائر البشرية وهو بمثابة تردد في خوض الحرب البرية.

وتمنى الرنتاوي نشوب حرب برية كونها تُحيّد سلاح الجو الإسرائيلي عن المعركة وتعمل على فرص الاشتباكات بين الجانبين من مسافة صفر.

وأشار الرنتاوي إلى أن "طوفان الأقصى" يعتبر أم المفاجآت وهي أكبر عملية ضد إسرائيل من عشرات السنوات وكانت بمثابة زلزال وضربت وهزت صورة جيش يقال إنه لا يقهر أمام العالم وخاصة الدول العربية.

كما أن المعركة بتخطيطها وتكتيكها تعتبر انتصارا للعقل الفلسطيني على العقل الإسرائيلي من حيث الترتيبات المعقدة والسرية للعملية، وفق الرنتاوي.

ردة فعل "وقحة" من العالم الغربي

ووصف الرنتاوي ردة فعل العالم الغربي تجاه ما يحدث من مجازر بـ"الوقحة"، حيث وقفوا إلى جانب إسرائيل ودعموها وتبنوا الرواية الإسرائيلية، وخاصة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وما صدر عنه من تصريحات تعتمد على تزوير الحقائق من الجانب الإسرائيلي.

وقال الرنتاوي: "لقد سقطت ادعاءات الغرب الكاذبة والزائفة التي يعبّرون بها عن حقوق الإنسان وهم أثبتوا عنصريتهم تجاه العرب".

وتوقع الرنتاوي مشاركة حزب الله في الحرب في الأيام القادمة، وهذا يعتمد على التدخل العسكري الأمريكي، مشيرا إلى أن حزب الله كان أول من فكر بنقل المعركة لداخل المستوطنات وتدرب على هذا السيناريو.

وأكد أن واشنطن فشلت في إقناع قادة العرب بإدانة حماس على ما فعلت في إسرائيل، اذ لم يستجب لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية أي من القادة العرب، إضافة إلى فشل مشروع إخراج حماس من غزة وتفريغ من السكان.

وأشار الرنتاوي إلى أن الأمن القومي المصري هو من يتعرض للخطر وبدأ موقفها يتصاعد، وموقفها مقدر برفض الممر الإنساني باتجاه واحد من أجل إجلاء الرعايا الأجانب، حيث طالبت أن يكون باتجاهين، أي إخرج الرعايا وإدخال المساعدات.

وقال إن الرسالة المستفادة من الأزمة هي أن إسرائيل لا تحترم المعاهدة ولا يجب أن نحتمي بها، حيث لم تحترم المعاهدات مع مصر من خلال التفكير بطرد الفلسطينيين إلى مصر.

وقال الرنتاوي إنه لا يمكن لنا من اليوم فصاعداً الاعتماد على إسرائيل في مسألة القطاعات الحيوية مثل الغاز والمياه والكهرباء، وهذا خط أحمر ولا مبررات للحسابات الاقتصادية التي تسعى لتوفير المال في حال الاعتماد على استيراد هذه المواد من دول أخرى.

شريم: ندعم جهود الملك 

من جانبها، أكدت مساعد رئيس مجلس النواب النائب ميادة شريم، أننا في الأردن نتابع الأوضاع في غزة بحالة من القلق، ونقف خلف جلالة الملك عبدالله الثاني وندعم الجهود التي يبذلها في وقف إطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات .

بصبوص: عملية نوعية إبداعية نفذتها المقاومة

من جهته، اعتبر رئيس لجنة فلسطين النيابية، النائب فايز بصبوص، أن عملية "طوفان الأقصى"، إبداعية وأثبت نجاح سياسة المقاومة في المنطقة.

وتساءل بصبوص عن تدخل حزب الله للدفاع عن غزة كونه لم يقع في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي منذ فترة طويلة .

وتحدث عن أهمية تشخيص الواقع العسكري بحكم الآلية المعقدة وتغير قواعد الاشتباك في مسألة الحسم والاشتباك البري.

وأكد بصبوص أن هذا التحول السريع والتغير في المنطقة أعاد البوصلة إلى فلسطين باعتبارها القضية المركزية.

الحوارات: العملية قضت على أساطير قوة الكيان

المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات، قال إن ما حققته المقاومة أمر كبير يقضي على أساطير قوة الكيان الإسرائيلي وستحكي به الأجيال المقبلة.

وتوقع الحوارات عدم دخول إيران وحزب الله في المعركة كونهما يعملان لمصالحها فقط وغير مستعدان للذهاب في مواجهة كبرى مع أمريكا، والمعركة لا تشكل أهدافا استراتيجية لهما.

وأكد أهمية التركيز على معاناة الشعب الفلسطيني والتركيز عليهم وعلى الخسائر التي لحقت بهم من خلال استراتيجية إعلامية تعرض أمام العالم كما استطاع العدو كسب الرأي العام الغربي.

ياغي: وسائل التواصل تقيد المحتوى الفلسطيني وتعزز المحتوى الإسرائيلي 

من جانبه، قال النائب السابق مصطفى ياغي، إننا نشعر بالقهر تجاه تقيد وسائل التواصل الاجتماعي للمحتوى الفلسطيني فهي لا تريد نشر صرخات الأطفال والنساء والجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وأضاف ياغي أنه لا بد من اتخاذ قرارات بمقاطعة أو إعادة تقيم العلاقة مع شركات التواصل الاجتماعي وخفض مشاهدتها وإلحاق الخسائر بها بسبب العنصرية التي تتبعها في محتواها، مطالبا العرب من رجال الأعمال العرب في صنع شركات ومنصات عالمية بسبب انحياز الشركات الحالية للكيان الإسرائيلي.

الجهني: الأردن حجر زاوية في المنطقة

الناشط الإسلامي خالد الجهني، أكد أنه لا قيمة لاستمرار الدول العربية في الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي بسبب عدم احترام المعاهدات من قبل الجانب الإسرائيلي.

واكد أن الأردن لدية إمكانيات كبيرة واستطاع أن يواجه إسرائيل في معركة الكرامة وصنع تاريخ مشرف، ونحن لدينا أوراق لم نستخدمها حتى الآن.

وشدد الجهني على أن الأردن حجر زاوية في المنطقة إذا اهتزاز تهتز المنطقة كاملة، ولابد لنا من التواصل مع المقاومة التي تشكل عمقا حقيقيا للأردن.

الفاعوري: مواجهة محرجة للأنظمة العربية وصادمة للكيان الإسرائيلي 

من جهته، أشار الأمين العام لمنتدى الوسطية الإسلامي العالمي، المهندس مروان الفاعوري، إلى أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني على طول الأزمان من مجازر ومذابح وحكومات إسرائيلية متطرفة وإهمال ملف الأسرى، قاد حماس إلى حسم أمرها العسكري بمواجهة كبيرة.

وقال الفاعوري إن المواجهة الحالية بين حماس وإسرائيل، محرجة للأنظمة العربية وصادمة للدولة الصهيونية التي ظهرت فيها كدولة كرتونية .

وناشد الفاعوري الحكومات العربية باتخاذ موقف موحد من خلال طرد السفراء الإسرائيليين من عدة عواصم عربية، كرد فعل يقابل دعم عالمي واضح ومتحيز للعدوان الإسرائيلي.

البدور: على الضفة الغربية التحرك

تساءل العين الدكتور إبراهيم البدور، عن دور الضفة الغربية في هذه المعركة، ولماذا لم تقوم بأي ضغط في للتخفيف على الناس في غزة.

وأكد البدور على أهمية الدعم الكبير للقطاع الطبي في غزة وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لضمان استمرار الحياه والحفاظ على أرواح المواطنين هناك.

المجالي: انهيار اليمين الإسرائيلي وعودة اليسار 

من جهته، قال السفير السابق الدكتور زياد المجالي، إن الحرب في غزة تأتي لغايات معارك سياسية أخرى في أمريكا وإسرائيل وأهم نتائج ما حصل في غزة سيكون انهيار اليمين الإسرائيلي وعودة اليسار من جديد.

وأضاف المجالي أن دور الأردن يكون برفض التهجير وتغيير الجغرافيا السياسية عبر علاقاته في العالم العربي والدولي، وعلينا الالتفاف حول الراية والقيادة الهاشمية.

النمري: سيناريو الحرب البرية مستبعد 

الكاتب والمحلل السياسي، جميل النمري، رجح عدم دخول إسرائيل بحرب برية إلا إذا حصل تهجير للفلسطينيين من شمال غزة، وبالتالي يتم قطع القطاع إلى شمال وجنوب ويصبح الشمال مهيأ للاجتياح أو الحصار.

الدعجة: ليس مطلوب من الأردن الانتحار السياسي

بدوره، قال النائب الأسبق والكاتب السياسي الدكتور هايل الدعجة، إن معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل لن تكون على المحك لأنه ليس مطلوب من الأردن الانتحار السياسي.

وأشار الدعجة إلى أهمية دعم الدور الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني ودبلوماسيته تجاه القضية الفلسطينية والسعي الدولي لإدخال المساعدات الطبية والإنسانية.

وأكد أهمية توسيع الخيارات فيما يخص الأردن في حال طالت الحرب وإمكانية أن تعطي نتائج لصالح الشعب الفلسطيني.

الزعارير: 4 عناصر قوة للأردن

من جهته، قال الكاتب راكز الزعارير، إن أهم نتائج ما حصل في غزة سيكون انهيار اليمين الإسرائيلي وعودة اليسار قريبا.

وأضاف الزعارير أن الأردن لديه 4 عناصر قوة تتمثل في الاعتدال وأنه ضد الإرهاب، والمكون المجتمعي الاردني، وأكثر رفضا لفكرة التهجير والجغرافيا السياسية، إضافة إلى القيادة الهاشمية.

البطاينة: التدخل الأمريكي دليل على ضعف الكيان الإسرائيلي 

قال النائب السابق الدكتور حميد البطاينة، إن التدخل العسكري الأمريكي بالمعركة في غزة يشير إلى ضعف الاحتلال الإسرائيلي وخسارته الكبيرة.

وبين البطاينة أن العملية كانت بمثابة هزة كبيرة للكيان الإسرائيلي والعالم الغربي برمته، وآثارها ستبقى لفترة طويلة في المنطقة.

وأشار البطاينة إلى ضرورة إعادة تقيم العلاقات بين الجانبين، الفلسطيني الفلسطيني، والعربي الإسرائيلي.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).