تقرير عبري: لماذا شنت حماس "طوفان الأقصى"؟

{title}
أخبار الأردن -

يحيى مطالقة

اعتبر تقرير عبري أن إسرائيل الآن في مرحلة الرد على الحرب ردا على عملية حركة حماس "طوفان الأقصى" التي شنتها ضد إسرائيل يوم السابع من تشرين الاول الجاري، والتي سيأتي وقت التحقيق في أحداث افتتاحها لاحقا.

وقال ستكون هناك حاجة ملحة لأجوبة على أسئلة صعبة مثل لماذا لم يأت التحذير الاستخباري؟ ولماذا لم تكن إسرائيل مستعدة لحماية المستوطنات في منطقة غلاف غزة؟ ولكن بنفس القدر من الأهمية، من الضروري التحقق من أن إسرائيل لم تدرك اتخاذ حماس قراراً استراتيجياً بالانتقال من جولات الإرهاق إلى التفعيل الكامل لكل قوتها، وأن الوقت قد حان للعزف على الوتر الأخير.

ويرى التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الخميس، أنه "منذ عملية الجرف الصامد في عام 2014، وفي العديد من جولات الاحتكاك مع المنظمات الفلسطينية في غزة، كانت استراتيجية حماس تتمثل في تحصيل ثمن من إسرائيل، وإرهاق المؤخرة، والتوصل في نهاية المطاف إلى وقف لإطلاق النار من شأنه أن يترجم إلى تعزيز قوتها في غزة. وكانت عملية حارس الأسوار  في مايو/أيار 2021 هي الجولة الأخيرة من القتال ضد حماس، والتي خرجت منها وقد لحقت أضرار جسيمة بقدراتها العسكرية، ولكن أيضًا مع إدراك أنها قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي متى شاءت، وفتح مسارح عمل إضافية لشن هجمات داخل المناطق الداخلية في إسرائيل".

وأوضح أن تقييم المستوى السياسي والعسكري كان على مر السنين، أنه في ظل ظروف معينة، لن تكتفي حماس بالإنجازات المحدودة وستحاول شن حملة واسعة، كما حاولت في حارس الأسوار، ولكن في الوقت نفسه، كانت إسرائيل تعلم أن أي عملية كبيرة لتفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس بالكامل وإزالة التهديد على الجبهة الداخلية سيتطلب دخولاً بريًا من شأنه أن يتسبب في وقوع العديد من الضحايا للقوات الإسرائيلية.

والآن قررت حماس تغيير خططها. واختارت استخدام كل الوسائل المتاحة لها للإضرار بأكبر عدد ممكن من الإسرائيليين، مع الأخذ في الاعتبار أنه نتيجة لهذا العمل ستعاني من رد فعل لم تشهده من قبل.

إن ما قامت به حماس يوم السبت، هو بالنسبة لها تحرك شامل، في حين أنها تخلت فعليا عن دورها كمسؤول عن الجمهور الفلسطيني في قطاع غزة، واستعدت لحرب قد تؤدي إلى حل نظام حماس بالكامل، على حد قول التقرير.

لماذا فعلت حماس ذلك؟

ووفقا للدكتور إيل خولتا، رئيس مجلس الأمن القومي سابقا، وحاليا زميل أبحاث كبير في معهد FDD في واشنطن، اختارت حماس اللعب على كل الرهان والمخاطرة باستمرار وجودها، فهذا مؤشر على أن ممارسة الأمور كالمعتاد، من وجهة نظرها، يعرضها للخطر بشكل أكبر. كما تشير بصمات النفوذ الإيراني على العملية إلى أن طهران ربما تكون هي التي تدرك أنها إذا لم تشعل الساحة فإنها ستدفع ثمنا باهظا، ويتمثل ذلك في تقدم التطبيع مع السعودية. وأعلنت إيران أنها ستعمل على إحباط هذه العملية، وقد استخدمت حماس لهذا الغرض.

ضعف إسرائيل

وقال "لكن هناك عنصراً آخر غير الصورة بالنسبة لحماس، وهو إدراكها أن إسرائيل أصبحت أضعف من ذي قبل، والآن لديها الفرصة للنجاح في مفاجأتها. لقد قدرت حماس، ولسوء الحظ أنها كانت على حق، وأن إسرائيل في وضعها الحالي لن تكون في كامل يقظتها الاستخباراتية وقدراتها العملياتية. وربما ظنت أيضاً أن الحكومة الإسرائيلية لن تكون قادرة على الرد بكل قوة على وضعها، وأنها ستحقق إنجازاً غير مسبوق من دون المخاطرة بحلها".

ماذا الآن؟

وأضاف الدكتور إيل خولتا بأن "حماس اختارت العمل الوحشي وغير المسبوق بعقل صاف، والآن يتعين على الحكومة الإسرائيلية أن تتصرف وفقا لذلك وبعقل صاف. ومطلوب الآن قرار واضح من الحكومة الإسرائيلية. وليس لدينا خيار آخر. ويجب أن تنتهي هذه الحرب بتفكيك حماس، وعودة جميع المختطفين، وتشكيل حكومة فلسطينية مدنية أخرى في غزة. ففي أعمالها الإجرامية خسرت حماس الدعم الدولي القليل الذي اكتسبته، وحتى العالم العربي يدرك أن بقائها في السلطة في غزة يشكل سابقة تهدد استقرار البلدان الأخرى في المنطقة".

واختتم خولتا بالقول، "يتعين على إسرائيل أن تنشط الجيش الإسرائيلي ضد قيادة حماس وبنيتها التحتية العسكرية والحكومية، وأن تعد نفسها لاحتمال انضمام حزب الله اللبناني إلى الحرب. وفي الوقت نفسه، يجب على المجتمع الدولي والعالم العربي المعارضين لحماس، أن يتحركوا من أجل توفير بديل مدني يتولى إدارة القطاع بدلاً منها".

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير