تقرير عبري: اختيار توقيت عملية "طوفان الأقصى" تم بعناية في طهران
يحيى مطالقة
قال تقرير عبري، إن اختيار توقيت عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل، السبت الماضي، تم بحرص في طهران، وهو مرتبط بإمكانية التطبيع بين إسرائيل والسعودية.
وأضاف أنه لا توجد هدايا مجانية في الشرق الأوسط. وإيران هي الداعم الاقتصادي الرئيسي لحركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة. وفي السنوات الأخيرة، قامت بتحويل ملايين الدولارات والأسلحة المهربة من سيناء إلى القطاع تحت أنظار الجيش المصري، على حد زعمه.
وفي المقابل، قال "الطرف الآخر" في العالم الإسلامي أيضاً، أن سبب بدء الحرب مرتبط بإمكانية التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وادعى كبار المعلقين على القنوات الفضائية العربية، أن هجوم حماس نتج عن مزيج من محادثات السلام في الشرق الأوسط التي تجاهلت الفلسطينيين، مع السياسة المعادية للفلسطينيين التي ينتهجها اليمين الإسرائيلي المتطرف في الحكومة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو.
وبحسبهم، فإن هذين العاملين أديا إلى اليأس، في حين أن الحرب ستعيد القضية إلى عناوين الأخبار في المنطقة والعالم أجمع.
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي يارون فريدمان، في صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية، أن "المساعدات الإيرانية ليست شيكاً مفتوحاً، ولن تستمر في التدفق إلا مقابل نشاط إرهابي ضد إسرائيل، وهذا يتوافق مع ما نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية مؤخرا. حيث تستغل طهران الضائقة في قطاع غزة بشكل جيد على المستويين السياسي والاقتصادي، وهي تدرك تهميش القضية الفلسطينية، والأزمة الاقتصادية الحادة التي أدت مؤخرا إلى موجة احتجاجات في غزة تم قمعها بشكل وحشي، فالتوقيت الحالي للحرب في غزة اختارته طهران بعناية، وأحد أهدافها الرئيسية هو تخريب جهود السلام التي تبذلها المملكة العربية السعودية. فخلف الصراعات المحلية في الشرق الأوسط، في لبنان وسوريا واليمن، هناك دائما مصالح القوى العظمى، وغزة ليست استثناء".
وقال "من المحتمل أن حماس شعرت بالتهديد من الوعود السعودية بمساعدة السلطة الفلسطينية بشكل كبير، اقتصاديًا وأمنيًا، إذا دعمت التطبيع. والمساعدات السعودية للسلطة الفلسطينية، باعتبارها ثقلاً موازناً للمساعدات الإيرانية لحماس، قد تخل بالتوازن الحالي وتؤدي إلى ميزة كبيرة لحركة فتح على حساب الفصائل الفلسطينية في غزة. وقد استغلت طهران ذلك وقامت بتفعيل ذراعها الضعيفة في المنطقة المتمثلة بحركة حماس، لاختبار أيضا قدرات الجيش الإسرائيلي، ولإبعاد مفاوضات التطبيع عن الطاولة".
وتابع "من المرجح أن إيران لن تضيع في الوقت الحالي ذراعها القوي في المنطقة– حزب الله- فهي تحتفظ بهذا الخيار لفترة أكثر أهمية. ربما في حالة تنفيذ هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية؟