الاخبار العاجلة
ما بين التنديد والفعل.. وما بين التخاذل والعقلانية

ما بين التنديد والفعل.. وما بين التخاذل والعقلانية

محمود الدباس

ما بين التنديد والفعل.. وما بين التخاذل والعقلانية.. في البداية اقول.. العقلانية موضوع حساس للغاية.. قد يجعل من اصحابها متخاذلين جبناء.. وقد يصل الى حد العمالة في راي وعين المتحمسين.. ولكن هذا قدر كل من يحكم عقله.. ويحاول ان يقرأ ما بين السطور.. ويحلل ما يجري بعين متبصرة غير مندفعة.. ويحاول ان يصل بعقله الى كيفية التخطيط الشيطانية التي يتعامل بها عدو يتخذ من افعال وافكار الشيطان منارة تهديه لهدفه الوهمي.. كلنا يتابع ما يجري على ارض فلسطين المحتلة من احداث.. ولن اكتب لكي انال الرضا او احصد الاعجابات.. ولكنني اكتب من باب التذكير بما يعلمه الجميع ونتناساه في ذات الوقت.. لعلنا نبقى على ادراكنا ووعينا لما يحاك ضدنا من قبل أناس يرسمون ويخططون ويمتلكون القوة والدعم.. وان وجدوا اي ثغرة في خططهم فلديهم البدائل غير المشروعة التي يصبغونها بشرعية وضيعة منافية للاخلاق والانسانية.. منذ ان أوجد العالم هذا الكيان الغاصب في خاصرة الامة.. وتهافتت الدول بالاعتراف بقيام دولة عنصرية سادية محتلة.. من روسيا التي تتنطع بمقاومتها ورفضها للنظرة والسياسة الغربية.. ومغازلتها للعرب.. الى جميع الدول الغربية وحتى الدول التي بالكاد نسمع عنها.. وحتى وقتنا الحاضر.. وهي لا تتوانى في دعمها ماديا ومعنويا.. والوقوف معها كدولة شرعية وليست كيانا او عصابات محتلة.. وتنظر الى المقاومة بانها تمرد وتخريب..

 

لن نضع رؤوسنا في الرمل ونقول بان هناك تعاطف هنا.. ودموع تذرف هناك لما يحصل مع اهلنا في فلسطين التاريخية.. ولن اقول فقط اراضي الضفة الغربية او قطاع غزة.. ففلسطين كلٌ لا يتجزأ. وعلينا ان نقرأ ونشاهد ما يتم فعله وليس فقط قوله من قبل هذه الدول تجاه ممارسات الكيان الغاصب من البطش والتنكيل التي يمارسونها ضد اهلنا واشقائنا الفلسطنيين.. متذعين بان المقاومة هي خروج على الدولة والنظام.. وشكل من اشكال الارهاب الذي يجب وأده وتصفيته والانتهاء منه.. ففي ردة فعل طبيعية للمقاومة الفلسطينية تجاه الكم الهائل من الاستفزازات والتنكيل باهل الارض الشرعيين التي مورست بشكل سافر ووقح في الاونة الاخيرة.. رأينا وسمعنا وقرأنا ذلك الكم من الشجب والاستنكار والتعاطف العربي لما قامت به المقاومة.. وفي ذات الوقت رأينا وسمعنا وقرأنا وقفة وفعل الدول الداعمة والمناصرة للكيان الغاصب.. لن ادخل في سجال ونشر قناعاتي حول ان كانت هناك عملية استدراج للمقاومة لعمل شيء بهذا الحجم الذي لم يتوقعه المناصرون لها.. الامر الذي سيؤدي الى ردة فعل جبانة من حيث الاخلاق والانسانية.. ولكنها ستكون كبيرة الاثر على ارض الواقع لا قدر الله.. وبالتالي فان وراء الاكمة ما وراءها.. وخلف هذا الامر ما وراءه.. وما يخفيه العدو من مكر ومخططات تعودنا عليها لا اتوقعه بالشيء البسيط.. فلن يهدأ لهم بال.. حتى يهجروا ما تبقى من اهل الارض الى صحراء سيناء والى الاردن.. ولن يرضوا حتى بعرب ال 48 بينهم.. فهم يحاولون بشتى الوسائل جعلهم مناصرين للقضية وللعمليات الارهابية كما يصورونها لمواطنيهم المستوطنين.. لكي يتذرعوا بذلك لاخراجهم.. راجين الله ان يرد كيدهم في نحرهم..

 

ولكنني اقول لعقلاء الامة.. ان عليكم باليقضة والانتباه لمكر وتخطيط هذا العدو الذي لن يأل جهدا ولا طريقة لتحقيق ما يريد ويخطط له.. وعليكم بالافعال لا بالاقوال.. فعدونا لا يأبه بالتصريحات ولا الشجب والاستنكار.. ولا القصائد والمقالات والخطب الحماسية.. وانما يخشى من حجر يتم رميه من يد طفل فلسطيني على سيارة مصفحة ضد الرصاص.. اكثر بآلاف المرات من تصريح ناري من على اعتى واكبر واهم منصات العالم.. في الختام اقول.. بان المقاومة لا بد من بقائها لئلا تخمد شعلة الحق المطالبة باسترداد الارض المغتصبة.. ولا بد من يوم يكون فيه النصر لاهل الحق.. ومهما طال الظلام.. فلا بد للنور من ان يظهر.. وعلينا بالايمان بان الله ينصر من ينصره بحق ويقين..


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).