الاخبار العاجلة
تقرير يطرق جدران خزان البطالة

تقرير يطرق جدران خزان البطالة

عصام قضماني

تقرير وتصريح هذا الأسبوع مرتبطان يطوقان بشدة على جدران خزان البطالة.

الأول تقرير للمركز الأردني لحقوق العمل «بيت العمال» حول ارتفاع البطالة في صفوف الشباب إلى ٤٧٪.

أما الثاني فهو تصريح لرئيس جمعية رجال الاعمال حمدي الطباع بأن شركة مساهمة عامة لم تؤسس منذ ١٥ عاما.

طبعا هناك ارتباط وثيق بين نمو الاعمال ومنها تأسيس الشركات وبين مؤشر البطالة، إذ كلما كان هناك تباطؤ في نمو الاعمال والانشطة الاقتصادية، كانت التغذية السلبية المعاكسة لخزان البطالة اسرع واكبر.

ما يلفت الانتباه، أن المشاركة الاقتصادية للمرأة لا تتجاوز منذ سنوات نسبة 15%، بالرغم من كل الحديث الصاخب عن المساحة الهائلة الممنوحة والمحفزة للنساء.

لا تزال مستويات الأجور خاصة للفئات الضعيفة من العمال من أهم العوائق فالشركات والمؤسسات باتت تلتزم بالحد الادنى للاجور بغض الطرف عن الكفاءة والخبرة للمستخدمين الجدد.

الحد الأدنى للأجور يقل كثيرا عن خط الفقر للأسرة.

نسبة من هم في سن العمل حوالي 7.419 مليون نسمة، اما الناشطون اقتصادياً فلا يتجاوزون 33.4%.

لهذا السبب كنا طالبنا باختصار وتسريع خطة التحديث الاقتصادي إلى خمس سنوات.

استحداث فرص عمل جديدة، لا يزال محدودا لانه يعجز في مقابل الاعداد الكبيرة من الداخلين الى سوق العمل، فبعد ان تنتهي احتفالات التخرج من الجامعات وتختفي اصوات ابواق السيارات، تبدأ رحلة قطف فرصة عمل وهي رحلة صعبة تتحطم فوق صخرتها كل الطموحات ولا عجب ان الاردن يسجل اعلى مستوى من الرغبة في الهجرة املا بتحسين مستوى المعيشة لان الشاب الذي يتمكن من الهجرة والعمل في الخارج يعيل خمسة اشخاص خلفه في المتوسط.

الداخلون الجدد إلى سوق العمل سنويا كباحثين عن عمل بحسب تقرير المركز يبلغ حوالي 130 ألف شخص وذلك نتيجة لتزايد أعداد السكان، لكن ما لم يلفت التقرير الانتباه له هو المنافسة الشديدة من عمالة مؤهلة تلقى دعما وتقبل باجور قليلة وهي العمالة السورية.

المخاطر الأهم هي في البطالة طويلة الأمد والتي تضعف مهارات الشباب وتنقلهم إلى حالة اليأس ونتائجه معروفة في تغذية المشاكل الاجتماعية وغيرها.

التحذير الابلغ الذي حمله التقرير هو ان الإناث أكثر عرضة للبطالة طويلة الأمد من الذكور، حيث بلغت نسبة الإناث (72.3%) من إجمالي المتعطلات، مقابل (62.7%) للذكور، وما يثير القلق أيضا أن هناك (195.489) متعطلا لم يسبق لهم العمل نهائيا، (45.2%) منهم من الإناث، وهذا يعني أن نسبة كبيرة من المتعطلين يملكون المهارات والخبرات إلا أنهم لا يجدون فرص عمل لائقة تناسب مؤهلاتهم.

غياب فرص العمل وان توافرت فهي ذات اجور ضعيفة، وإن توافرت ايضا فهي في ظل ظروف عمل غير لائقة.

خزان البطالة يتغذى وروافده وآثاره ونتائجه كثيرة.. ما نحتاجه هو فعل غير تقليدي على صعيد الاقتصاد.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).