سلامة: رغم الانتقادات.. حكومة الخصاونة حققت أشياء مهمة

{title}
أخبار الأردن -

قال الكاتب الصحفي أحمد محمود سلامة، إنّ حكومة الدكتور بشر الخصاونة ورغم الانتقادات التي تتعرض لها بشكل كبير، الّا أنّها تحتوي على عناصر نجاح جيدة، وحققت أشياء مهمة الا أنّ ضعف الخطاب الرسمي حال دون الدفاع عن إنجازات الحكومة بشكل أفضل، وذلك بسبب عدم وجود تحديد المرجعيات الإعلامية لها.

وحول رأيه بوزراء الإعلام في حكومة بشر الخصاونة، أكد سلامة أنّ علي العايد لم يأخذ وقتًا كافيًا، وصخر دودين تعرض لهجوم عبر مواقع التواصل اجتماعي وبات مطالبًا أن يدافع عن نفسه، أما فيصل الشبول، هو كاتب قصة صحفية ولم يكتب خبرًا، وعمل في إدارات مرموقة، وظل طوال الوقت في الحكومة كأن شيئًا يشده إلى الوراء.


وأفاد أن سبب صعود قضية مطعوم الحصبة إلى قضايا الرأي العام الصف الأول، ليست التشكيك بالرواية الرسمية، بل هنالك عوامل تحريض وتحريك.

وأضاف سلامة، خلال استضافته على برنامج نيران صديقة ويقدمه الدكتور هاني البدري، "الرواية الرسمية قد تكون أفضل، ولكن هنالك تشتت في مؤسسات الإعلام، عازيًا ذلك إلى الخطأ التاريخي بإلغاء وزارة الإعلام، "أنا مع الدولة تتدخل ويجب أن يكون لها وجهة نظر".

وعن أصابع الاتهام التي توجه له بشأن انتقاد كل من لم يتفق معه، أشار إلى أنه في حياته لم يكتب أو يذكر شيئًا يمس أشخاص لكنه في ذات الوقت يقول إنه هناك فروقات ما بين الانتقاد والنقد؛ إذ الأخير يعد جزءًا أساسيًا من الذي ينغمس أو يقبل على نفسه بالعمل العام سواءً كان بالسياسة أو الصحافة، وعليه النقد الموضوعي وهو حق وجوبي يجب أن يلتزم به الصحفي.

وتابع: قضيت من عمري 50 عامًا في مهنة الصحافة، وبالمناسبة بحياتي لم أفكر أن اشتغل بالكتابة أو بالصحافة ولا بحب عالم صحافة على المستوى الشخصي.

ونوه إلى أنه قام بإلقاء خطبتين في مسجد بديا (مسقط رأسه) والتي كانت ترتكز في مضامينهما على الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أنه طوال حياته يحب الدين لكن لم يقم بالإمر من توجهات دينية.

وأكد: الأصدقاء الحقيقين لم ابدل أي أحد منهم منذ المرحلة الإعدادية، وبحياتي ما خلعت صاحبًا غير أنه في ذات الأمر قد قال إن جميع الأشياء قابلة للتنوع وهي جزء من ثقافة الإنسان.

وعن المرحوم رفعت عودة، رد بأن اسمه (أبو رفعت) قبل أن يتزوج، والدكتور رفعت عودة له فضل عليه في كل ما هو عليه الآن.

وأضاف أن الكلمة في بعض الأحيان، تعد أول علاقة بين الإله والعرب؛ كون الله سبحانه وتعالى في أول فعل أمر استعمله مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هو أقرأ، والكلمة هي القراءة، وهذا وعد من الله تعالى أن الكلمة ستبقى خالدة لأنه في سورة التوبة يقول (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ).

وأضاف، "الكلمة تسير بالاتجاه الصحيح، في حين تسير باتجاه آخر في علم جديد ومداخل جديدة ومنصات التواصل الاجتماعي. وأنا منحاز لفكرة الكتابة الخالدة التي تعتبر ذات رسالة لأن الله سبحانه وتعالى حينما يبدأ في القرآن الكريم بأحرف لا معنى لها، وبعض التفاسير لهذا يقال إن الله يريد قبل أن يكون فيه رسالة أو مضمون لهذه الأحرف لا معنى لها.. فمن أراد أن تكون حروفه بلا معنى يذهب بالاتجاه الآخر، ومن يريد أن تكون حروفه ذات معنى عليه الالتزام بالرسالة".

ولفت النظر إلى أنه لديه سوء فهم للكثير من الأشخاص الذين يقرؤون حواف حروفه بطريقة لزقة أو بطريقة سياسية، فكل كاتب لديه تعقيدات في الحياة، فأنا لديّ عقدة لم اشف منها طيلة الحياة وهي؛ حينما رأيت أول مرة جنود الاحتلال قد دخلوا على بديا بعام 1967.. وأنا دائم القلق والخوف على عمّان، ولذا لا أكتب سياسة بهذا الأمر، "بخاف من اليهود".

وأوضح: استطعنا معرفة في فترة من الفترات، الفكر اليهودي الذي ليس لديه محاذير لطموحته، ونحن لا نتعامل مع أمة فرنسية كما فعلت بالجزائر ولا تتعامل مع الأمريكان كما ذبحوا صدام (..)، نحن نتحدث عن أناس ليس لديهم تاريخ مشترك وهم يعيشون على فكرة القوة.

وبين، أن اليهودي يسعى على مر التاريخ لترويض الفلسطيني على قبول التفوق واستعلاء اليهودي عليه، ويجب على الناس التوعية بخطورة الموقف؛ إذ نواجه مشروعًا لم يكتمل بعد، ومن هنا أخاف على عمّان.

الدكتور هاني البدري بدأ يسأل الزميل سلامة عن مقولتها ومعانيها؛ حيث سأله عن مقولته (الجامعة الأردنية الجنة الأولى في كتابه آل عمّان)، فقد رد بأن الجنة تعد تعبير إسلامي (..)، ولم يكمل سلامة عباراته قائلا: "طالعين مثل الي بخبط على بيض.. ما بدنا نغلط بحق أشي".

ونوه إلى أن الجامعة الأردنية كانت المحطة التي أدخلت جيلنا إلى التحضر والتمدن.

وعن الدكتور عبد السلام المجالي، قال سلامة: أبوي عبد السلام، وله فضل عليّ أكثر من رحمة أبوي الذي انا من صلبه، وتشرفت في المشاركة بحفل تأبينه الذي عطف علي أكثر من أبنه (سامر)، ومنحني فرصًا بالحياة كثيرة، وهو من قام برعاية كتابي.

الدكتور عبد السلام بساطته بأنه أردنيًا ويشبه الأردن والأردنيين، ويشبه طموحاتهم، وهو ترك الأثر في كل محطة، وهو دفع الثمن بوقوفه مع الحركة الطلابية 1976، حينما قال لجلالة الملك المرحوم الحسين تفضل على الجامعة وفتح الحوار للطلاب"، بحسب سلامة.

وأوضح حول مقاله الشهير "أين الملك" أنّ "كأن حياة أحمد سلامة المهنية صفت ما قبل "أين الملك وما بعده" قائلًا " أنا من مدرسة في الصحافة لست من المؤيدين لرفع التكليف وتناسي هيبة المُلك وقيل دائمًا أول الحرب كلام".

وتابع أنّ لدى الأردن عن دونه من الممالك والبلاد 3 خصوصيات بالتعامل مع الملك، فالأردن ككيان مدين بوجود للملكية الهاشمية، والقضية الفلسطينية مدينة بذكرها أول مرة بتاريخها لاتفاقية فيصل وايزمان، وقبل الثورة العربية الكبرى لم تكن مطروحة والهاشميون أخذوا على عاتقهم ان فلسطين قضيتهم وأهمية الشعب الأردني والحنية يمثل "أنبل شعوب الوطن العربي" لأن الأردني بمعنى المواطنة "عجنة عربية بكل العرب وخميرتها شرق أردنية".

أما الخصوصية الثالثة فهي رسالة الأردن وهويته، فأي دولة عربية تريد أن تكون كالأردن تحتاج إلى 50 عامًا لتصبح مثل الأردن بالمواطنة، ويثبت ذلك بتعايش الكثير من الأجانب داخل المملكة فلا وجود لثقافة "تحرش ولا ثقافة سرقة مثلًا، وأنّ هناك سلوكيات فردية لا تمثل الثقافة الأردنية".

وتابع "أنا دائمًا بقول لبنان فقدت دولتها لكنها حافظت على روحها، في حين أنه نحن حتى لو فقدنا جزءًا من هويتها لكنّنا أبقينا على دولتها، ومن يمتلك دولته ويحافظ عليها يسترد روحه في أي وقت".

وتحدث سلامة عن تأثره بكتاب كثر أبرزهم جورج حداد، الذي أخذ جزءً من طريقته بالكتابة بالإضافة إلى احمد بهاء الدين وهو من المعجبين جدًا بالدكتور مصطفى أمين، مستذكرًا أن أكثر من أثر به في المشرق العربي هو سليم اللوزي، وكذلك غسان شربل.

وحول وصفه بـ"محمد حسنين هيكل الأردن"، يشعر سلامة بالانزعاج من هذا الوصف لأنه ومع احترامه لقيمة وقدر هيكل، الّا أنه يرى مشاكله مع الانتماء فهو بدأ مع الملك فاروق وانتقل إلى جمال عبد الناصر ثم تعايش مع مبارك وثم مع الثورة على مبارك.

وشرح سلامة ما قصده في عبارة "السبع غيمات"،إذ كان يقصد أن الله طرح البركة والخير في البلد، لأنه فتح ذرعيه للاجئين والنازحين من كافة الأقطار العربية، متابعا: "من قالها الله يسامح الدكتور مصطفى الحمارنة، الذي كان يعمل مع الراحل الحسين، وهو نقلها له".

وزاد أن لديه سياسة خاصة، "لم اكتب حرفًا خارج الأردن ولم اكتب حرف جر خارج ولائي للدولة الأردنية، فكما أقر للمعارضة قولها، وجب عليها احترام ما أقول".

وحول الفرص الضائعة، قال سلامة "إننا أضعنا الكثير من الفرص، أبرزها؛ خلال حرب العراق 2003، جاء للأردن الكثير من النقود، غير أن النخبة حولت تلك النقود لكومة من الحجارة في دابوق وعبدون، فلا داعي لهذا النوع من البذخ والبطر"، واستذكر حينما قدم واجب العزاء في رئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين برفقة البدري، متابعا "رابين حارب كل الأمة العربية وقهرها ثم قهر التطرف اليهودي وأمن بالسلام، كان يعيش في شقة 180 مترًا، لكن في المقابل نجد هناك في كل قرية بالأردن دابوق وعبدون".

الأردن يحتاج إلى إصلاح إداري فقط، ولست مع هذا الشكل من الإصلاح، وضرب ما حدث مع الصين خلال ثمانينات القرن الماضية مثالا للإصلاح الإداري المطلوب، بحسب سلامة.

وقال: كان من الممكن لو عاد به الزمن أن يدرس قانون بدلا من الصحافة، لو كان هناك قانون أو حقوق في ذلك الوقت، مؤكدا أنه يحزن بمرور أشخاص كثر في حياته.

وأكد سلامة أنه رئيس الوزراء الأسبق عبدالكريم الكباريتي عرض عليه حقيبة الإعلام وأصرّ، بيد أنه رفض دون معرفة ما عرض عليه، حيث كان يعتقد أنه بمكانه قد يخدم البلد بشكل أكبر، واصفا الكباريتي بـ"روح المبادرة والشباب".

وبين سلامة أن رئيس وزراء، الأسبق عبد الرؤوف الروابدة، لم يأخذ حقه وظلم من الناس، في قضية حماس، لأنه تصرف كأردني، لكن الشارع الأردني طلب منه أن يكون "إخوان مسلمين".

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير